استقالة ماتيس تدق ناقوس الخطر فى أنحاء العالم
عقب استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، سلطت وسائل الإعلام الغربية الضوء على حالة الجزع والهلع التي تسيطر على الأوساط الأمريكية والدولية على حد سواء، مشيرة إلى أن تلك الاستقالة تدق ناقوس الخطر فى أنحاء العالم.
وأطلقت شبكة “سي.إن.إن” الأمريكية جرس الإنذار محذرة من أن رحيل ماتيس يمهد الطريق أمام فوضى عالمية، معتبرة أن استقالة الجنرال مزقت شبكة الأمان الدولية.
وقالت الشبكة الأمريكية أنه برحيل وزير الدفاع، يجب على العالم أن يهيأ نفسه للتعامل مع رئيس بلا قيود.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن مقربين ومساعدين لماتيس القول إنه خلال الأشهر الأخيرة كان الجنرال يعتبر أن مسؤوليته المتمثلة فى حماية القوات الأمريكية تستحق التنازلات التي يتضمنها التعامل مع رئيس متقلب المزاج، إلا أنه رأى أن قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا خطوة تجاوزت كل الحدود.
ورأت الصحيفة أن خطاب استقالة ماتيس يعد الأكثر حدة ويتضمن احتجاجا علنيا من داخل الإدارة الأمريكية ضد رفض ترامب للتحالفات والعلاقات التي عززت الأمن الأمريكي منذ الحرب العالمية الثانية. كما تعد تلك الاستقالة هي الأولى التي تتعلق بقضية رئيسية خاصة بالأمن القومي من قبل عضو بارز فى الحكومة الأمريكية منذ عام 1980.
وأوضحت الصحيفة أن خطاب ماتيس تضمن إدانة لنهج ترامب تجاه العالم باعتباره نهجا تدميريا للنفوذ والقوة الأمريكية.
بدورها، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إلى أنه على مدى عامين، كان ماتيس يمثل عنصرا مطمئنا للعالم بأن واشنطن لم تتخل عن الهياكل العسكرية والدبلوماسية التي ساعدت في وضعها المميز بعد الحرب العالمية الثانية، حتى وإن كان ترامب قد خالف هذه الالتزامات.
وأوضحت الصحيفة أن قرار الاستقالة الذي أعقب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، أطلق أجراس الإنذار في العواصم الأجنبية، ففي جنوب آسيا والشرق الأوسط، ظهرت تحذيرات بأن التحول المفاجئ فى الاستراتيجية سيكون خطأً فادحاً.
في آسيا، أثار نبأ مغادرة ماتيس أسئلة حول نهج واشنطن تجاه تزايد نفوذ الصين، وشكل الإعلان صدمة فى استراليا، وهى حليف مقرب من واشنطن ولديها حاليًا قوات فى أفغانستان، خاصة بعد إعلان أمريكا اعتزامها سحب أكثر من 5000 جندي من أفغانستان.
بدورها، رأت صحيفة “جارديان” البريطانية أن دوافع القلق من قرار الاستقالة كانت مدفوعة بمخاوف أعمق، فبالنسبة لمحللي السياسة الخارجية، والمسؤولين الحكوميين، والحلفاء فى الخارج، والمراقبين في الداخل، كان ماتيس هو آخر شخص في المجموعة المكونة من أربعة أشخاص من أصحاب النفوذ في إدارة ترامب، والذي كان ينظر لهم باعتبارهم العامل التصحيحي لتوجهات الرئيس المتقلبة.
وأوضحت الصحيفة أن ماتيس ومستشار الأمن القومي السابق اتش آرماكماستر، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي ووزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قدموا ثقلًا حيويًا لسفينة دولة عرضة للتأرجح.
وبعد استقالة وزير الدفاع، أعرب محللون عن مخاوفهم لأن آخر شخص ناضج فى الإدارة الأمريكية قد غادر، على حد تعبير الصحيفة.