استقالة خبير نووي بوزارة الخارجية الأمريكية بسبب الانسحاب من الاتفاق النووي
كشفت صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية عن قلق داخل وزارة الخارجية الأمريكية لهجرة الكفاءات بداخلها بعد استقالة أحد كبار الخبراء النوويين منال وزراة الخارجية عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب قراره بالأنسحاب من الأتفاق النووي الإيراني.
وأشارت المجلة إلي استقالة ريتشارد جونسون المنسق المساعد للقضايا النووية الإيرانية في المكتب التنفيذي النووي بوزراة الخارجية، وكان جونسون شارك مؤخراً في مفاوضات فاشلة ضمت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لإنقاذ الاتفاق النووي بعد تهديد ترامب بالأنسحاب.
و رفض متحدث باسم وزارة الخارجية، التعليق على الاستقالة، ولم يقدم جونسون سببًا محددًا لاستقالته ، ولكن في رسالة وداع أرسلت الكترونياً و تم توزيعها على الزملاء والموظفين، قال “إن اتفاقية 2015 مع إيران أثبتت نجاحها، وأنني فخور بأنني لعبت دوراً صغيراً في هذا الجهد، وخاصة الإنجاز الاستثنائي لتنفيذ الاتفاق مع إيران الذي نجح بوضوح في منع إيران من الحصول علي السلاح النووي”.
كما عبر عن اعتقاده بأن الاتفاق النووي الإيراني سيساعد على إرساء الأساس لشرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، وهو هدف نتشارك فيه جميعاً.
واعتبر مسؤولون أمريكيون أن استقالة جونسون جزء من عملية “هجرة مقلقة” للكفاءات من الخدمة العامة بشكل عام منذ تنصيب ترامب رئيساً.
ولفتت المجلة إلي أن جونسون عمل في وزراة الخارجية الأمريكية منذ يونيو 2006، وتولي منصب منسق مساعد للقضايا النووية الإيرانية منذ يونيو 2015، وأن جونسون “38 عاماً” كان يخطط للبقاء في عمله الحكومي قبل قرار انسحاب امريكا من الاتفاق النووي.
وأوضحت المجلة أن وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون، أغلق العام الماضي، مكتب تنسيق العقوبات بالوزارة وكلف بعض خبراء العقوبات بمهام إدارية، ووصف أحد المسؤولين الأمريكيين الذين يعملون في العقوبات، استقالة جونسون بأنها خسارة كبيرة للوزارة وتعكس شعورا متزايدا بأن إدارة ترامب تنحي جانبا الخبراء المهنيين وتتجاهل مساهماتهم.
وقالت لورا كينيدي ، سفيرة سابقة وعضو في مجلس إدارة مركز الحد من الأسلحة وعدم انتشار النووي، على موقع تويتر : “ريتشارد جونسون من بين أفضل وأذكي الشخصيات في العمل، و رحيله عن حكومة الولايات المتحدة، جزء من الأضرار الجانبية الهائلة العالمية التي حدثت بسبب انتهاك ترامب للصفقة الإيرانية، ويبدو أننا رجعنا لعام 2003 من جديد”.
وأضافت المجلة أن ترامب أعلن الغاء التزام الولايات المتحدة بالاتفاق النووي الذي توصلت له القوي العالمية مع إيران في عام 2015 الذي يلزمها بوقف برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها.
ونوهت المجلة إلي أن جونسون يخطط للانضمام إلى مبادرة التهديد النووي، وهي مجموعة غير ربحية مقرها واشنطن، مكرسة لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، يرأسها إرنست مونيز، وزير الطاقة في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والذي كان يقود الفريق الفني الأمريكي أثناء المفاوضات الإيرانية.