استطلاع رأي: ترامب لن يحظى بأصوات اليهود بأمريكا وتأييده بين المسيحيين يتراجع
كشف استطلاع للرأي أجراه مركز “بيو الأمريكي للأبحاث” أن الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين يخططون للتصويت لنائب الرئيس السابق، جو بايدن، في مواجهة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقررة في نوفمبر المقبل، رغم تحركات ترامب التي لم تتوقف لدعم إسرائيل.
موقع Middle East Eye البريطاني نشر الأربعاء، 14 أكتوبر 2020، تفاصيل الاستطلاع الذي أجراه المركز الثلاثاء، وأكد أن 70% من اليهود الأمريكيين يخططون لدعم بايدن، مقابل نحو 27% يخططون للتصويت لترامب.
يُظهر الاستطلاع الذي شمل آراء أكثر من 10 آلاف ناخب أمريكي من ديانات مختلفة، أن اليهود الأمريكيين حافظوا إلى حد كبير على نمطهم التقليدي تاريخياً بدعم الديمقراطيين، وذلك رغم تحركات ترامب المكثفة لدعم إسرائيل، والتي جعلها أحد محاور فترته الرئاسية.
ليس غريباً: تعليقاً على ذلك، قالت بيث ميلر، مديرة الشؤون الحكومية في الذراع السياسية والقانونية لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” (JVP Action)، لموقع Middle East Eye: “لقد برهن ترامب على أنه زعيم سلطوي بغيض يشجع مباشرةً وعمداً تصرفات القوميين البيض ونزعة معاداة السامية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فليس من المستغرب أن الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين ستصوت لصالح إزاحته من منصبه في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبلة”.
من الجدير بالذكر أن ترامب، خلال فترة ولايته الأولى، عمد إلى سلسلة من التحركات البعيدة عن مسار الولايات المتحدة المعتاد حيال الوضع القائم، بهدف دعم إسرائيل على حساب الفلسطينيين، من ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإقرار المدينة عاصمة موحدة لإسرائيل، وأيضاً تأييد سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية، ومؤخراً التوسط في صفقات التطبيع بين إسرائيل من جانب وكل من الإمارات والبحرين من الجانب الآخر.
مع ذلك، فإن ميلر تقول إن دعم ترامب لإسرائيل ليس بالضرورة أن يلقى صدى لدى المواطنين اليهود في أمريكا، فهي تشير إلى أن “الغالبية العظمى من اليهود الأمريكيين لا تقف أصواتهم على قضية واحدة، ولا تمثل إسرائيل القضية الرئيسية لهم”.
أشارت ميلر إلى أن ترامب لم يُظهر في كل الأوقات فهماً حقيقياً للاختلاف بين اليهود الأمريكيين واليهود الإسرائيليين، فأثناء مكالمة أجراها ترامب الشهر الماضي مع القادة اليهود الأمريكيين أمضى معظم وقته في التأكيد على أن اليهود الأمريكيين ينبغي أن يصوتوا له، وأنهى ملاحظاته بإشارة تنم عن مساواته بين اليهود الأمريكيين والإسرائيليين.
تلفت ميلر الانتباه إلى “الاعتقاد الخاطئ بأن دعم ترامب للحكومة الإسرائيلية ينبع من رغبته في استرضاء اليهود الأمريكيين، في حين أن الواقع يشير إلى أن مواقف ترامب المؤيدة لإسرائيل هدفها الأساسي الحصول على دعم قاعدته الصهيونية المسيحية الإنجيلية البيضاء”.
تراجع الدعم المسيحي: من جهة أخرى، أشار استطلاع المركز إلى أن المجموعات الوحيدة التي حظيت بدعم أقل لترامب من اليهود كانت الكاثوليك من ذوي الأصول اللاتينية والملحدين والبروتستانت الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية، إلى جانب غير المنتسبين دينياً.
تصل هذه المجموعات إلى ما لا يقل عن 42% من مجموع الناخبين المسجلين، حيث إن ما يقرب من 7% هم من البروتستانت ذوي الأصول الإفريقية، و5% من الكاثوليك ذوي الأصول اللاتينية، و2% من اليهود، و28% من غير المنتمين دينياً، وفقاً لمركز الأبحاث.
تجدر الإشارة هنا إلى أنه لم يُستطلع رأي الناخبين المسلمين في أي من استطلاعات مركز “بيو”، التي تم رصدها في تقرير الموقع الإخباري.
الدعم الأكبر لترامب: على الجانب الآخر، جاءت النسبة الأكبر من داعمي ترامب بين المجموعات الدينية من المسيحيين البيض، وفقاً لاستطلاع مركز “بيو”، إذ قال 52% من المسيحيين البيض المستطلعة آراؤهم إنهم سيصوتون لترامب، مقابل 44% سيصوتون لبايدن.
يشكّل المسيحيون البيض شريحةً رئيسية من الناخبين، لأنهم يشكلون في مجموعهم أقل بقليل من نصف المجموع الإجمالي للناخبين المسجلين.
ومع ذلك، يبدو أن دعم ترامب قد انخفض بينهم عن الاستطلاع الذي أجراه مركز “بيو” نفسه، في أغسطس/آب الماضي، والذي أظهرت نتائجه وقتها دعماً بنسبة 59% لترامب و40% لمنافسه جو بايدن.
كما شهد دعم ترامب بين البروتستانت غير الإنجيليين انخفاضاً مماثلاً، إذ انخفض من 59% في الصيف إلى نحو 53% الآن.
وقد بدأت أيضاً نسبة من الإنجيليين، الذين يعتبرون القاعدة القوية لترامب، في التراجع عن دعمها للرئيس الأمريكي ترامب. ففي حين أظهر استطلاع أجراه مركز “بيو”، في أغسطس/آب، أن ترامب قد حصل على دعم بنسبة 83% بينهم، يشير استطلاع أكتوبر/تشرين الأول، إلى انخفاض نسبة المصوتين لترامب إلى 78%.
يشير مركز بيو للأبحاث إلى أن “أحد العوامل التي قد يرجع إليها جزئياً تراجع دعم ترامب بين المسيحيين البيض قد يكون أن الاستطلاع الجديد، ولأول مرة، أعطى المصوتين خيار القول إنهم سيصوتون لمرشح الحزب الليبرتاري جو جورجينسن، أو مرشح حزب الخضر هووي هوكينز، في حين أن أسماء ترامب وبايدن فقط كانت هي المسجلة في استطلاع أغسطس/آب”.
يُذكر أن مسح اقتراع الناخبين (Exit polls) المباشر بعد الخروج من مراكز الاقتراع في انتخابات عام 2016، كشفت عن تصويت 81% من الإنجيليين لصالح ترامب، في حين صوّتت نسبة 16% فقط لصالح هيلاري كلينتون.