استطلاع: العسكريون السابقون وقدامى المحاربين يشكلون كتلة دعم لسياسات ترامب
كشف استطلاع للرأى أجراه مركز (بيو للأبحاث وقياس الرأى العام) ونشرت نتائجه جريدة القوات المسلحة الأمريكية (ميليترى تايمز)، عن ارتفاع مستوى تأييد العسكريين السابقين وقدامى المحاربين فى الجيش الأمريكى لسياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى يعد بحسب الدستور الأمريكى قائدا أعلى للقوات المسلحة الأمريكية، وطالب قطاع من قدامى المحاربين الأمريكيين القدامى من الرئيس الأمريكى الاستماع بصورة أكبر إلى نصائح القيادات العسكرية المتقاعدة، فيما طالب آخرون من إدارة ترامب إعادة النظر فى مستوى الانخراط الأمريكى عسكريا فى مناطق الصراع فى الشرق الأوسط.
وشمل الاستطلاع عينة ممثلة لقدامى العسكريين الأمريكيين المتقاعدين بلغت 1300 منهم وأجرى خلال شهرى مايو ويونيو الماضيان ونشرت نتائجه اليوم، وأبدت نسبة 57 فى المائة ممن شملهم الاستطلاع موافقتهم على سياسات الرئيس الامريكى كقائد اعلى للقوات المسلحة الأمريكية، فيما كان لنسبة 41 فى المائة من المستطلع رأيهم عدة ملاحظات وتحفظات قالوا إنها تستهدف فى المقام الأول إسداء النصح والمشورة للرئيس الأمريكى بحكم سابق خبراتهم العملياتية والميدانية كقادة وكمقاتلين سابقين فى الجيش الأمريكي.
وحول الانخراط العسكرى الأمريكى فى ميادين صراع كالعراق وأفغانستان وسوريا أبدت نسبة 64 فى المائة من المستطلعة آراؤهم قناعة فى عدم جدوى الانخراط الأمريكى فى صراعات تلك الدول، فيما قالت نسبة 33 منهم إن الفوائد الأمنية التى تعود على الولايات المتحدة من تلك الانخراطات تفوق ما تتحمله الولايات المتحدة من تكلفة وتضحيات.
أما بشأن التدخل الأمريكى فى معتركات الصراع الأفغانى فكانت نسبة 58 فى المائة من قدامى المحاربين الأمريكيين لا تراه تدخلا ذو فائدة بل و اعتبرته ” مكلف للغاية ” لكن نسبة 38 فى المائة رأت أن نقيض ذلك هو الصحيح وأن التدخل الأمريكى عسكريا واستخباراتيا فى الملف الأفغانى مفيد للمصلحة العليا الأمريكية حتى وإن بدا التدخل الامريكى ذو وقع ثقيل على كاهل دافعى الضرائب .
واعتبر 42 فى المائة من قدامى المحاربين الأمريكيين أن التدخل الأمريكى فى ملف الصراع الدائر فى سوريا هو أمر مفيد للولايات المتحدة، فيما كان لنسبة 55 فى المائة من قدامى المحاربين “رأى يتراوح بين الرفض والتحفظ ” على التعاطى الأمريكى مع الملف السوري.
وأشارت جريدة القوات المسلحة الأمريكية ـ فى معرض تحليلها لنتائج استطلاع الرأى ـ إلى أن ذاكرة قدامى المحاربين بدت واعية لفداحة التضحيات التى قدمها رفاق سلاح لهم فى ميادين القتال فى الشرق الأوسط، ففى العراق قتل 4200 عسكرى أمريكى منذ بداية غزو العراق فى العام 2003 وفى أفغانستان لقى 2400 عسكرى امريكى مصرعهم فى ساحات الصراع الدائر هناك و الذى دخل عامه الثامن عشر .
وبحسب الجريدة الأمريكية فقد كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد كشف عن رغبته فى الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية العاملة فى الشرق الأوسط وأفغانستان، لكنه فى المقابل تعهد بعدم الشروع فى ذلك إذا كان فيه مخالفة لنصائح المؤسسة العسكرية الأمريكية التى تعمل على مكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وأفغانستان، كما وافقت نسبة 54 فى المائة من قدامى المحاربين الأمريكيين على أسلوب تعامل إدارة ترامب وسياساته تجاه حلفاء واشنطن فى حلف شمال الأطلنطى وغيرها من حلفاء واشنطن التقليديين.
وكان قدامى العسكريين الأمريكيين والقادة السابقين من أعضاء الحزب الجمهورى – الذى ينتمى إليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب – هم الأعلى تأييدا لسياساته كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية إذ بلغت نسبة تأييدهم 92 فى المائة وهو ما اعتبرته جريدة القوات المسلحة الأمريكية ” كتلة تأييد سياسية كبيرة” للرئيس الأمريكى باعتبارهم الآن مواطنين مدنيين يتمتعون بحق التصويت ومباشرة العمل السياسى بلا قيود الماضى عندما كانوا فى صفوف الخدمة العسكرية العاملة، وبطبيعة الحال كان قدامى المحاربين الأمريكيين من منتسبى الحزب الديمقراطى من المتحفظين على أداء الرئيس ترامب وذلك بنسبة 93 فى المائة من العينة التى شملها الاستطلاع.
وكشف الاستطلاع عن قناعة ورضا 70 فى المائة من المحاربين القدامى فى الولايات المتحدة عن قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وسياساته ذات الصلة بالقوة النووية الأمريكية، وأكد 36 فى المائة ممن تم استطلاع رأيهم قناعتهم بصوابية النهج الذى سارت عليه إدارة ترامب فى إدارة الملف النووى مع كوريا الشمالية وموافقتهم عليه “موافقة مطلقة” باعتبارها إنجازا يكشف عن تحلى ترامب بالمسئولية والجرأة المحسوبة.
وفيما يتعلق بأمن الحدود الجنوبية للولايات المتحدة أبدى 58 فى المائة من قدامى المحاربين والعسكريين السابقين فى الولايات المتحدة ممن شملهم الاستطلاع تأييدهم لقرار ترامب إرسال قوات الجيش العاملة إلى حدود الولايات المتحدة الجنوبية مع المكسيك، كما أبدت غالبية المستطلع رأيهم /53 فى المائة/ تأييدهم المطلق للنهج الحاسم الذى يدير به الرئيس ترامب ملف الاتفاق النووى مع إيران، ووافق 52 فى المائة من قدامى المحاربين الأمريكيين على الأمر التنفيذى الذى أصدره ترامب بمنع “المتحولين جنسيا” من الخدمة فى صفوف الجيش الأمريكي.
ووافقت نسبة 45 فى المائة من قدامى العسكريين الأمريكيين ممن شملهم استطلاع الرأى على سياسات ترامب لتعزيز منظومة الدفاع الفضائى للولايات المتحدة، وفى المقابل طالب 53 فى المائة ممن شملهم استطلاع الرأى بألا تقتصر مهام الدفاع الفضائى على البنتاجون وأن يتيح مجالا كافيا للوكالات الأمريكية والمؤسسات ذات الباع فى مجال الفضاء للإسهام فى القوة الفضائية الأمريكية /الجيش الفضائي/ التى استحدثتها إدارة ترامب مطلع العام الجارى كذراع عسكرى من أذرع رئاسة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأمريكية.
وبحسب جريدة القوات المسلحة الأمريكية فقد تطابقت آراء قدامى المحاربين والقادة السابقين فى الجيش الأمريكى مع نتائج دراسة أخرى موازية قام بها مركز (بيو للأبحاث وقياس الرأى العام )على عينة ممثلة للمواطنين الأمريكيين العاديين كشفت عن قبول 41 فى المائة منهم قبولا تاما لنهج ترامب فى إدارة السياسات العسكرية والجيوستراتيجية للولايات المتحدة فيما تفاوتت نسبة موافقة “العينة المدنية” على سياسات ترامب فى تلك المجالات، واستنادا إلى نتائج كلا الدراستين أكدت الجريدة تمتع ترامب بنسب تأييد مرتفعة بين العسكريين والمدنيين فى الولايات المتحدة كقائد أعلى للقوات المسلحة الأمريكية وكمدير لسياسات الولايات المتحدة الجيوستراتيجية.
وعلى صعيد العسكريين العاملين فى الخدمة العسكرية الفعلية، كشف استطلاع للرأى أجرته جريدة القوات المسلحة الأمريكية عن قناعة نسبة 60 فى المائة من العسكريين الأمريكيين ممن شملهم الاستطلاع بأن “مستوى قوة” الجيش الأمريكى فى ظل إدارة ترامب هى الأفضل مقارنة بمستوى قوة الجيش الأمريكى فى عهد سلفه باراك أوباما، وأبدى 43 فى المائة من العسكريين الأمريكيين تأييدهم” المطلق “الخالى من أى تحفظات لأسلوب إدارة ترامب للسياسات العسكرية ذات الطابع الاستراتيجى فى الولايات المتحدة .
وفيما يتعلق بعلاقة إدارة ترامب بقدامى المحاربين الأمريكيين، أبدى ثلثا من شملهم الاستطلاع قناعة بأن إدارة ترامب تبدى قدرا لائقا من احترام قدامى المحاربين الأمريكيين وتقديم أفضل رعاية لهم، لكن نسبة 40 فى المائة من المستطلعة آراؤهم من قدامى المحاربين طالبوا بمزيد من اعتمادات الإنفاق على أوجه الرعاية الشاملة، فيما قال 20 فى المائة إن ما تقدمه إدارة ترامب لقدامى المحاربين” يكفى ويزيد” مبدين استعدادهم لقبول خفض فى بعض المزايا الممنوحة لهم إذا كانت ترتب على الاقتصاد الأمريكى أعباء إضافية.
يذكر أن استطلاعات الرأى العام الأمريكى التى صاحبت انتخابات 2016 الرئاسية كانت قد كشفت عن ارتفاع مستوى تأييد الكتلة التصويتية للمحاربين القدامى لترامب كمرشح للرئاسة بنسبة تتجاوز ضعف مستوى التأييد الذى حصلت عليه منافسته فى السباق الرئاسى هيلارى كلينتون، وهو ما لفت انتباه دوائر قياس الرأى العام الأمريكية إلى أهميتهم ككتلة تصويتية فى معتركات السياسة الأمريكية القادمة لاسيما فى انتخابات الرئاسة المقبلة.