استراتيجية إدارة ترامب في تحريض الشعب الإيراني مباشرة قد تعود بنتائج عكسية
تطورت حملة الضغط القصوى التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد إيران لتشمل نداءات مباشرة للشعب الإيراني، ولكن حذر محللون من أن هذا الجهد قد يشجع طهران على شن هجمات أكثر عدوانية، سواء ضد حركات الاحتجاج في الداخل أو على صعيد المنطقة، واعتبروا أن ذلك سيجعل من الولايات المتحدة والحلفاء أهدافاً رئيسية للهجمات العسكرية.
وتأتي هذه التطورات الاستراتيجية الأمريكية في الوقت الذي تستعد فيه طهران لتجدد محتمل للاحتجاجات، مع ذكرى مرور 40 يوماً من الحداد على القتلى في المظاهرات التي وقعت في منتصف نوفمبر.
وكانت «رويترز» قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن مسؤولين إيرانيين، أن عدد قتلى الاحتجاجات وصل إلى حوالي 1500 شخص خلال أسبوعين من الاحتجاجات. وقال المسؤولون إنه كان من بين القتلى 17 في سن المراهقة، وحوالي 400 امرأة، وبعض رجال الأمن والشرطة. وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر في 16 ديسمبر قد ذكر أن العدد لا يقل عن 304 قتلى.
واستجابت وزارة الخارجية الأمريكية للاحتجاجات الإيرانية بطلب لم يكن اعتيادياً، إذ قامت بمناشدة الشعب الإيراني، مباشرة، أن يرسلوا مقاطع فيديو وصوراً عن انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي مسؤولي الأمن. وقالت وزارة الخارجية إنها تلقت أكثر من 36 ألف رسالة من الإيرانيين.
ويمثل هذا الطلب تصعيداً لحملة الإدارة ضد إيران، وفي السابق كانت الولايات تؤيد فقط دعم الشعب الإيراني، والآن تفرض عقوبات على من يُتهم أنهم ينتهكون حقوق الإنسان، خارج نطاق العقوبات التي تستهدف تمويل الإرهاب.
ومنذ ذلك الحين، فُرضت العقوبات على وزير التكنولوجيا والاتصالات الإيراني، رداً على تقارير تعتيم الإنترنت على قمع الاحتجاجات، إضافة إلى القضاة الذين سجنوا نشطاء حقوق الإنسان. وقال محللون من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ومقرها واشنطن، إنهم يتوقعون فرض المزيد من العقوبات ردّاً على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران خلال عام 2020، وأشاروا إلى أن النظام في طهران على استعداد لأن يكون أكثر فتكاً.
وقال وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، في العام الماضي، عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي لعام 2015، إن إيران ستناضل للحفاظ على اقتصادها على قيد الحياة بعد سريان العقوبات، وستضطر إلى اتخاذ قرار: إما أن تقاتل لإبقاء اقتصادها لدعم الحياة في الداخل، أو تبديد ثروتها في معارك بالخارج.
وزعمت إدارة ترامب مراراً أن حملتها الأخيرة للعقوبات لا تهدف إلى تغيير النظام في إيران، وقالت إنها لا تزال مفتوحة للمفاوضات لتخفيف العقوبات إذا تخلت طهران عن دعمها للإرهاب وتخلت عن طموحاتها النووية.