ارسال طرود مفخخة بقنابل مصنّعة يدويا إلى هيلاري كلينتون وأوباما ومقر “سي إن إن”
تلقى الأربعاء الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وشخصيات اخرى من الحزب الديموقراطي ومحطة “سي إن إن” الاخبارية طرودا تحوي قنابل مصنّعة يدويا، في الوقت الذي اتهم فيه معارضون الرئيس الامريكي دونالد ترامب بزرع بذور العنف.
وكانت المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون من بين أبرز الديموقراطيين الذين تم استهدافهم بالطرود المفخخة الى جانب أوباما، وسط انقسام حاد تشهده الولايات المتحدة قبل انتخابات نوفمير النصفية.
ويتم النظر الى هذه الانتخابات كاستفتاء على سياسات ترامب الذي أكّد ردا على ما حصل أن “لا مكان للعنف السياسي” في الولايات المتحدة.
ومحطة “سي ان ان” معروفة بانتقاداتها القوية لادارة ترامب الذي غالبا ما يهاجمها بعبارات قاسية، وغالبا ما يحمل مناصرو الرئيس الاميركي خلال المهرجانات الانتخابية لافتات تدين المحطة الاخبارية.
وبدأت سلسلة البلاغات عن تلقي طرود ملغومة الإثنين مع العثور على طرد مشبوه في منزل الملياردير الليبرالي جورج سوروس في نيويورك.
وأفاد المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالية (أف بي آي) براين بارمان “حتى الان الاجهزة تبدو كأنابيب مفخخة، وأضاف “يبدو أن شخصا أو أفرادا أرسلوا طرودا مماثلة متعددة” في هجوم منسق على الارجح.
وقال مدير “أف بي ىي” كريستوفر راي “نعطي اولوية قصوى لهذا التحقيق”، مضيفا “مستمرون بالعمل لتحديد المسؤول عن ذلك واعتقاله”.
وأرسلت ستة طرود مشبوهة على الاقل الى عناوين مختلفة في نيويورك وواشنطن وفلوريدا، اثنان منهما استهدفا اريك هولدر المدعي العام السابق في عهد أوباما والنائب عن كاليفورنيا ماكسين والترز، وكلاهما من ابرز منتقدي ترامب.
وجميع الطرود عبارة عن مغلفات كبيرة مخصصة للوثائق تم لفها بأكياس فقاعات الهواء وحملت عناوين مطبوعة على الكومبيوتر واسم الرئيسة السابقة للجنة الديموقراطية الوطنية ديبي وازرمان شولتز كمرسلة.
من جهته، قال ترامب من البيت الابيض “في أوقات كهذه، علينا أن نتوحد”، مضيفا “لا مكان للافعال والتهديد بالعنف السياسي في الولايات المتحدة الاميركية”.
وأضاف “نحن غاضبون جدا” واعدا “بكشف كل ملابسات” هذه القضية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز إن “هذه الأعمال الإرهابية مشينة وسيتحمل المسؤول عنها محاسبة إلى أقصى درجة من القانون، وأضافت أن ترامب وإدارته “يراقبون عن كثب” تطورات الموقف.
من جهة أخرى، اتهم النائبان الديموقراطيان نانسي بيلوسي وتشاك شومر ترامب ب”التغاضي عن العنف المادي وبث الفرقة في اميركا”.
أما رئيس “سي ان أن” جيف زوكر فقال “هناك افتقار كامل وكلي للفهم في البيت الابيض حول مخاطر هجماتهم المستمرة على الاعلام”.
واضاف “الكلمات لها أهمية، وحتى الآن لم يظهروا أي تفهم لهذا”.
– “أجواء الكراهية” –
وأفاد جهاز الأمن السري المكلف حماية الرؤساء السابقين وعائلاتهم في بيان أنه تم اعتراض الطرود الموجهة إلى كلينتون في منزلها بنيويورك وإلى أوباما في منزله بواشنطن الأربعاء خلال عمليات تفتيش روتينية.
وبعد قليل من بيان جهاز الأمن السري، أعلن إخلاء مقر “سي إن إن” في نيويورك، وأرسلت الشرطة فريقاً من خبراء المتفجرات إلى الموقع قبل أن تعلن العثور على أنبوب معدني وأسلاك كهربائية وظرفا يحتوي مسحوقا أبيض من دون الإشارة إلى العثور على عبوة ناسفة.
ويواصل مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تحقيقاته في هذه القضية أيضا لكنه لم يتم توقيف أي مشتبه به حتى الآن.
وفي ميامي في فلوريدا حيث من المقرر ان تشارك في تجمع استعدادا لانتخابات منتصف الولاية، قالت كلينتون إنها” مرحلة مقلقة، مرحلة انقسامات عميقة وعلينا ان نقوم بكل ما نستطيع لتوحيد بلادنا”.
في نيويورك، دان رئيس البلدية بيل دي بلاسيو “محاولة للإرهاب” فيما ناشد وزميله الديموقراطي كيومو جميع المسؤولين المنتخبين، بما في ذلك ترامب، تخفيف حدة الخطاب السياسي.
وقال بلاسيو مخاطبا الأميركيين “لا تشجعوا العنف ولا تشجعوا الكراهية ولا تشجعوا الهجمات على وسائل الإعلام”.
وتابع “للأسف، يساهم جو الكراهية هذا في الخيارات التي يتخذها الناس”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، ولا يعتقد أن أحدا أوقف في هذه الوقائع.
– “إرهاب داخلي” –
وأشار الجهاز إلى أنه “تم التعرف على الطردين فورا خلال إجراءات الكشف الروتيني على البريد على أنهما عبوتان ناسفتان محتملتان وتم التعامل معهما على هذا الأساس”، لافتا إلى أنهما لم تصلا إلى وجهتيهما.
وتتابعت إدانات من نواب جمهوريين بعد وقت قصير من صدور إدانة البيت الأبيض، وذلك بعد مرور أكثر من عام على قيام شخص معارض لترامب بإطلاق الرصاص على أربعة أشخاص في ملعب للبيسبول قرب واشنطن.
وكتب النائب الجمهوري الكبير ستيف سكاليز، الذي أصيب بجروح خطيرة في ذلك الهجوم في حزيران/يونيو 2017 على تويتر “لا مكان للعنف والإرهاب في سياستنا أو في أي مكان آخر”.
من جهته، ندد الرئيس الجمهوري لمجلس الشيوخ الاميركي ميتش ماكونيل بما اعتبره “ارهابا داخليا”، وقال في بيان “أضم صوتي الى جميع الاميركيين لادانة محاولات الارهاب الداخلي التي حصلت اليوم”.
ولطالما كان سوروس وهو أول من تلقى طردا مفخخا، شخصا مكروها بالنسبة للجماعات اليمينية وهو يعيش في بدفورد في ولاية نيويورك على مقربة من كلينتون.
يعتبر رجل الأعمال البالغ من العمر 88 عاماً واحداً من أغنى الشخصيات في العالم، إذ تقدر ثروته بنحو 8,3 مليارات دولار وهو أحد رجال الأعمال الخيرية البارزين في العالم.
وقد ساند سوروس كلينتون، منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية العام 2016، وهو متهم من قبل القوميين في جميع أنحاء العالم برعاية الاحتجاجات والسعي لدفع أجندة ليبرالية متعددة الثقافات.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهم ترامب سوروس بالدفع لمتظاهرين للاحتجاج على مرشحه للمحكمة العليا القاضي بريت كافانو، الذي واجه اتهامات بالاغتصاب في واقعة حصلت قبل نحو 30 عاما.
كما يواجه سوروس اتهامات بتمويل قافلة المهاجرين الذين خرجوا من هندوراس باتجاه الولايات المتحدة عبر المكسيك.