اتهام كوريا الشمالية باختطاف ابنة سفير سابق لها
قالت إيطاليا «إن المسؤولين عن هذا الفعل سيدفعون الثمن» إذا ثبتت صحة التقارير التي تُفيد بأن ابنة سفير كوريا الشمالية لدى روما أُجبرت على العودة إلى بيونج يانج بعد اختفاء والدها.
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية كان جو سونج جيل قد فر مع زوجته من السفارة الكورية الشمالية في روما دون سابق إنذار في مطلع شهر نوفمبر الماضي، وذلك قبل عدة أسابيع من انتهاء فترة تكليفه، الأمر الذي أثار الشكوك حول انشقاق أحد كبار المسؤولين الكوريين الشماليين.
وقال ثاي يونج هو، وهو دبلوماسي كوري شمالي سابق انشق وانتقل للإقامة في كوريا الجنوبية خلال فترة عمله نائباً للسفير لدى لندن عام 2016، إن ابنة الزوجين، التي يُعتقد أنها كانت تدرس في مدرسة ثانوية في روما، قد رُحلَّت قبل أن تحاول اللحاق بوالديها.
وقال ثاي في تصريح لوكالة أنباء Yonhap الكورية الجنوبية: «لا أعلم يقيناً كم عدد أبناء جو، ولكن ابنته التي كانت تُقيم في إيطاليا رُحّلت إلى كوريا الشمالية. ولا يزال جو مع زوجته».
وكان ثاي قد دعا سول في يناير الماضي إلى مساعدة جو في الانتقال إلى كوريا الجنوبية.
وأضاف ثاي: «لا يعد بإمكاني دعوة جو علانيةً للانتقال إلى كوريا الجنوبية. فمقدار العقاب الذي يتلقاه من يفرون وأفراد أسرهم إلى كوريا الجنوبية لا يُقارن بمقدار العقاب الذي يتلقاه من يفرون إلى أي بلد آخر».
حركة «النجوم الخمسة» تتحرك
ودعا سياسيون في حركة «النجوم الخمسة» الإيطالية وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني، وهو عضو ائتلافهم ورئيس حزب العصبة اليميني المتطرف، إلى توضيح الحقائق.
وقال مانليو دي ستيفانو، نائب وزير الخارجية الإيطالي، إنه إذا ثبتت صحة التقارير فإن الأزمة ستكون «حادة بشكل غير مسبوق»، مضيفاً: «وسيدفع المسؤولون الثمن».
وقالت ماريا إيديرا سبادوني، وهي نائب رئيس مجلس النواب (الغرفة الأدنى) في البرلمان الإيطالي: «هل احتجزت الاستخبارات الكورية الشمالية ابنة السفير الكوري الشمالي جو سونج جيل على الأراضي الإيطالية؟ هذه قضية خطيرة. ويجب على ماتيو سالفيني موافاة البرلمان بتقرير عن ذلك في أقرب وقت ممكن».
وكانت صحيفة JoongAng Ilbo الكورية الجنوبية قد ذكرت في يناير الماضي أن جو قدم طلباً للجوء لدولة غربية لم يحددها.
وفي ذات الوقت، تناقلت الصحف الإيطالية أن إيطاليا لم تتلق أي طلب لجوء من مسؤول كوري شمالي.
إن عملت كدبلوماسي كوري شمالي عليك رهن أطفالك
وكان جو (48 عاماً) يعمل قائماً بأعمال سفير كوريا الشمالية في روما منذ أكتوبر 2017 بعد أن طردت إيطاليا السفير السابق مون جونغ نام احتجاجاً على اختبار نووي أجرته كوريا الشمالية انتهاكاً لقرارات الأمم المتحدة.
يُذكر أنه عادة ما يُطلب من الدبلوماسيين الكوريين الشماليين الذين يعملون خارج البلاد أن يتركوا العديد من أفراد أسرهم –عادة أطفال- في كوريا الشمالية وذلك لتفادي عمليات الانشقاق. ومع ذلك انتقل جو إلى روما في مايو 2015 بصحبة زوجته وأطفاله، ما يوحي بأنه ربما يكون من عائلة مميزة.
ويأتي هذا الترحيل المزعوم في الوقت الذي يتم فيه الترتيب للقاء قمة ثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج-أون، التي من المتوقع أن تُعقد في فيتنام بنهاية فبراير الجاري.