إيران تنفي الدخول في مفاوضات مع واشنطن بوساطة روسية وروحاني يشترط رفع العقوبات والعودة لـ«النووي»
نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سيد عباس موسوي، دخول بلاده في مفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية، بوساطة روسية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في البلاد (إرنا)، عن موسوي، قوله إن إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن غير مطروح للنقاش على أي مستوى حاليا.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت، عن دخول الخارجية الإيرانية في مفاوضات مع نظيرتها الأمريكية، بوساطة روسية.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، قد علق في تصريح للصحفيين الخميس على سؤال «فيما إن كانت إيران قد أعطت الضوء الأخضر للحضور في مفاوضات مع الأمريكان أم لا؟» قائلاً إننا لم نغادر طاولة المفاوضات أبدا، وحتى مارس 2017 كانت واشنطن تشارك في اجتماعات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، إلا أنهم غادروا طاولة المفاوضات، وانسحبوا من الاتفاق النووي، والآن يدعون كاذبين بهدف الخداع أنهم مستعدون للتفاوض مع إيران».
وأضاف أن «الأمريكان إذا كانوا على استعداد للتفاوض، فإن ذلك لا يتناسق مع الإرهاب الاقتصادي، وأن طهران لا تفاوض مع من يمارسون العقوبات و الحظر ضدها، مطالباً واشنطن بإزالة العقوبات».
في السياق، قال مصدران مطلعان إن الولايات المتحدة منحت ظريف تأشيرة لحضور اجتماع للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع، وأضافا أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو صدق على القرار.
ولو لم يوافق بومبيو على منح ظريف تأشيرة سفر، لكان ذلك مؤشرا على سعي الولايات المتحدة لزيادة عزلة الجمهورية الإسلامية.
وعودة للمفاوضات، فقد أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، عن استعداد بلاده لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة بشرط أن ترفع العقوبات التي فرضتها على طهران وتعود إلى الاتفاق النووي الذي انسحبت منه.
وقال في خطاب أذاعه التلفزيون الرسمي، الأحد،: «نؤمن دائما بالمحادثات، إذا رفعوا العقوبات، وأنهوا الضغوط الاقتصادية المفروضة، وعادوا إلى الاتفاق، فنحن مستعدون لإجراء محادثات مع أمريكا اليوم والآن، وفي أي مكان».
وشدد على أن صبر بلاده حيال الموقف الأمريكي الرافض للاتفاق لن يكون بلا نهاية.
وزاد: «جاهزون للتفاوض في كل وقت إن كانوا صادقين، وإذا رفعوا مقاطعتهم عنا»، وأضاف موجهًا حديثه إلى واشنطن: «الخروج من الاتفاق لم يكن فكرتنا، وأنتم الذين لم تلتزموا بتعهداتكم».
وأردف: «مررنا بظروف قاسية، ولكن وضعنا الحالي أفضل من الوضع قبل شهرين.. قمنا بتغيير سياسة الصبر الاستراتيجي باستراتيجية التعامل بالمثل، والخطوة مقابل الخطوة».
محاولات فاشلة
روحاني، بين كذلك، أن جميع المحاولات الأمريكية وكافة الطرق التي انتهجها البيت الأبيض لممارسة الضغط على بلاده باءت بالفشل، وأن ذلك كان نتيجة صمود الشعب الإيراني.
وأضاف، أن «الشعب الإيراني سيتمكن من الوقوف في وجه كافة الأعداء والنصر في نهاية المطاف للشعب الإيراني».
وبالإشارة إلى العقوبات الأمريكية، قال «مضى 14 شهرا على العقوبات التي تمارسها الولايات المتحدة كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم ضد الشعب الإيراني، والعقوبات التي لم يكن بإمكان أي شعب آخر أن يتحملها، إلا أن الشعب الإيراني صمد في هذه الأشهر الـ14، ما أدى إلى فشل كافة الطرق التي انتهجها الأمريكيون للضغط على الشعب الإيراني».
وأوضح «قد عقد الأمريكيون العديد من الاجتماعات في الأمم المتحدة، وفي الاجتماع الاستثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي، لكن جميع الدول تجاهلت أمريكا، ووقفت جميعها مع الشعب الإيراني باستثناء دولة أو دولتين أخريين»، معتبراً أن ذلك يعني انتصار ونجاح الشعب الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية».
وتابع : «في المحكمة الدولية (لاهاي) قدمنا شكوى ضد أمريكا، وحكمت المحكمة ضد أمريكا ولصالحنا في المرحلة الأولى، ولقد أُدينت الإدارة الأمريكية أمام الرأي العام وفي منطقتنا».
وزاد: «الولايات المتحدة قد هُزمت في أفغانستان والعراق وسوريا ومؤخرا في اليمن».
وأكد مخاطبا الشعب الإيراني «مخطئ وكاذب كل من يدعى اليوم أن الشعب الإيراني قد تراجع أمام هذه الضغوط أو ضعفت عزيمته وإرادته».
إلى ذلك، جددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الأحد، «التزامها» بالاتفاق النووي الإيراني، معربة عن «انزعاجها الشديد من هجمات وقعت في مياه الخليج وأماكن أخرى ومن الوضع المتدهور للأمن في المنطقة».
وفي بيان مشترك، قالت الدول الثلاث إن الوقت حان «للتصرف بمسؤولية والبحث عن سبل لوقف تصعيد التوتر واستئناف الحوار»، حسب قناة «يورونيوز».
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت طهران تلك الخطوة، الشهر الماضي، مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، وفرض عقوبات مشددة على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.
أتهامات خليجية
كما تتهم دول خليجية، في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وهو ما نفته طهران، وعرضت توقيع اتفاقية «عدم اعتداء» مع دول الخليج.
وفي 4 يوليو الجاري، أعلنت حكومة جبل طارق، إيقاف ناقلة نفط تحمل الخام الإيراني إلى سوريا، واحتجاز حمولتها.
وأوضحت أن سبب الإيقاف «انتهاك» الناقلة للحظر الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا. وفي اليوم نفسه، استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني لدى طهران، روب ماكير، للاحتجاج على احتجاز الناقلة. وقبل أكثر من عام، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران، وفرضت عقوبات على الأخيرة؛ ما تسبب بتصاعد التوتر في المنطقة، وسط تهديدات إيرانية بالعمل على وقف صادرات الخليج النفطية والتحلل من التزاماتها النووية تدريجيا. وأُبرم الاتفاق النووي عام 2015، بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن؛ الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا؛ بالإضافة إلى ألمانيا، ورُفعت بموجبه عقوبات دولية عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي.
إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبرت أن الاتفاق «سيء»، وخرجت منه بهدف التفاوض على صيغة جديدة بقيود أكبر، تشمل البرامج الصاروخية والتدخلات الإقليمية لإيران.