إيران تفتعل الحروب للهروب من المواجهات الداخلية
يحاول المسؤولون الإيرانيون إثارة الروح الوطنية بافتعال الأزمات في الخارج واختلاق أعداء وهميين، للهروب إلى الأمام من حقيقة ما يواجهونه من صعوبات داخلية.
واتبع الطريقة ذاتها المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي طلب من مسؤولي الأمن في بلاده وضع برنامج هجومي للتصدي لما وصفه بالحرب الاستخباراتية وهزيمة من يراهم أعداء.
خامنئي حث المسؤولين الأمنيين على تكثيف العمليات الاستخباراتية لإيران، موضحا ضرورة أخذ “قضية تغلغل واختراق العدو” على محمل الجد كما يقول.
ولتكتمل الصورة، يحتفل المسؤولون في إيران بما يسمى عيد الجيش، عبر استعراض عسكري اعتادت طهران القيام به.
ووسط هذا الموكب من الجنود والأسلحة والمعدات تمرر طهران رسالة التهديد للمنطقة والعالم.
لكن واقع إيران يشير إلى غير ذلك حيث تواجه البلاد أزمات اقتصادية يترجمها الهبوط الحاد في سعر العملة الإيرانية أمام العملات الأخرى.
يأتي هذا وسط مخاوف من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الدولية عام 2015.
هذه الأزمات وغيرها يعزوها كثيرون إلى السياسات الخاطئة للنظام الإيراني، الذي ينفق مليارات الدولارات لخدمة أجندته الطائفية وسياسة تصدير الثورة، إضافة إلى تورط طهران في دعم الميليشيات الطائفية في المنطقة، مما يضاعف متاعبها.
هذه السياسات التي كانت سببا في خروج آلاف الإيرانيين أخيرا للتنديد بها مطالبين بإسقاط النظام، لكن في المقابل لا يزال النظام الإيراني مصرا على نهجه بافتعال أزمات خارجية متغافلا حقيقة أن أزمته تكمن فيه.