إيران تغازل السياح الأمريكيين بإلغاء ختم الدخول على جواز السفر
عانى قطاع السياحة في إيران مثله مثل أي قطاع آخر نتيجة العقوبات الأمريكية على طهران، وبالرغم من المراهنة على السياحة بعد إبرام الاتفاق النووي، إلا أن الأشهر الأربعة الماضية شهدت انخفاضاً كبيراً في عدد السياح الأجانب الزائرين لإيران.
حاول علي أصغر مؤنسان رئيس منظمة التراث والسياحة الإيرانية معالجة الأمر باتخاذ عدة قرارات كان على رأسها عدم ختم جوازات سفر السائحين الأجانب في أثناء الدخول والخروج من إيران.
قالمؤنسان لوكالة أخبار «خانه ملت»، إن هذا القرار من أجل حماية الأجانب الذين يرغبون فى زيارة إيران ويخشون أن يسبب لهم ختم الدخول على جواز السفر مشكلات في حالة رغبتهم زيارة الدول الأخرى.
وأضاف مؤنسان أن منظمة السياحة تهدف إلى استقطاب عدد كبير من السياح القادمين من الولايات المتحدة، وتعمل على توفير الحماية لهم قائلاً «أردنا أن نطمئن من يريد زيارة إيران من الولايات المتحدة، وأن نوفر سبل الراحة للسياحة».
ووفقاً لمؤنسان فإن القرار مازال قيد البحث من قبل البرلمان ومكتب رئاسة الجمهورية، وحصل القرار على موافقة وزارتي الداخلية والخارجية.
شركات السياحة: طالبنا بهذا القرار منذ سنوات
علي جعفري مالك شركة سياحة يرى أن هذا القرار قد تأخر كثيراً، فيقول لـ«عربي بوست»، «كنا نعاني من نقص السياح من جنسيات كثيرة بسبب خوفهم من ختم إيران على جواز السفر، وطالبنا مؤسسة السياحة ببحث تلك المشكلة وحلها لكن لم نتوصل إلى أى حل».
ويبدو أن جعفري سعيد بهذا القرار الآن بالرغم من تأخره سنوات ويأمل في أن يشجع هذا القرار الأجانب على زيارة إيران.
إيران تُعد أحد أفضل بلاد المنطقة سياحيًا
وفى تصريحاته قال مؤنسان إن قطاع السياحة في الأشهر الماضية مر بظروف صعبة للغاية، وتعطلت أغلب الفنادق والمنتجعات السياحية، وخسر عدد من الإيرانيين وظائفهم المرتبطة بوجود السياحة، لذلك قررت المؤسسة أن تعالج الأمور بأي طريقة ممكنة طالما لا يوجد بها ما يضر أمن إيران.
يقول مصدر مسئول (رافضاً ذكر اسمه)، في مؤسسة التراث والسياحة الإيرانية لـ«عربي بوست»، إن السبب الذي دفع المؤسسة إلى إلغاء ختم جوازات السفر هو حاجة الدولة إلى الدولار، فحاولنا في المؤسسة جذب السياح الأميركيين وجذب الدولار معهم.
أصحاب الفنادق: نحاول توفير كافة السبل للسياح
قبل شهر من الآن اجتمع جمشيد حمزه زاده رئيس اتحاد مالكي الفنادق في إيران مع علي أصغر مؤنسان رئيس مؤسسة التراث والسياحة، لإيجاد حل لمشكلة العملة التي أربكت السياح في الفترة الأخيرة.
يقول جمشيد لـ«عربي بوست»، «عانينا نحن أصحاب الفنادق وشركات السياحة من تذبذب سعر صرف الدولار في الأسواق الإيرانية، مما أغضب السياح الذين يريدون استبدال عملة بلادهم بالريال».
وبسبب العقوبات الأميركية وانهيار الريال كانت الأسواق المالية في حالة عشوائية، وأسعار الصرف غير ثابتة وتختلف من مدينة إلى أخرى، مما أثر على السياح المتواجدين في إيران.
يقول جمشيد إن هذا الأمر تمت تسويته مع السيد مؤنسان، وتم تحديد أسعار شبه موحدة للفنادق في أغلب المدن الإيرانية وسيتم الدفع عن طريق الدولار، لعدم إرباك السياح.
وبخصوص هذا الأمر قال مؤنسان إنه سيتم توفير لوحة العملات للسعر اليومي في الفندق لكي نسهل الأمور على السائحين.
لكن هل يساعد قرار منع ختم جواز السفر في زيادة معدلات السياحة؟
يرى مهدي الذي كان يعمل في مؤسسة السياحة والآن يمتلك منتجعاً سياحياً في جزيرة كيش الإيرانية، أن الأمر لا فائدة منه فيقول لـ«عربي بوست»، «إذا كانت المؤسسة تريد بهذا الأمر أن تجذب الزوار الأجانب، لأنها تعلم أن وجود ختم دخول الأراضي الإيرانية على جواز السفر يعني الحرمان من تأشيرة الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات، فيبدو أن العاملين في مؤسسة السياحة أغفلوا أن هناك معلومات أخرى تفيد بدخول السائح الأجنبي إلى إيران، من خلال حجز تذاكر الطيران والفنادق والمطاعم بواسطة المواقع الإلكترونية المخصصة لتلك الأمور».
إلى الآن لم تتم الموافقة على هذا القرار من قبل البرلمان ومؤسسة الرئاسة، ويرى الصحفي الإيراني رامين المختص أن نسبة موافقة البرلمان على هذا الأمر ليست كبيرة، فيقول «الدولة الوحيدة التي تفعل نفس الشيء هي إسرائيل، والتيار المحافظ في البرلمان سيرفض هذا الأمر تماماً، بدعوى أن إيران ليست مثل إسرائيل ولسنا أعداء لأحد لكي نحمي الزائرين من كشف أمر زيارتهم لنا».