إمبراطور السلاح الفرنسي يموت في مكتبه بأزمة قلبية.. رحيل الملياردير اليهودي سيرج داسو
أعلنت مصادر متطابقة لوكالة الأنباء الفرنسية وفاة السياسي الفرنسي وصانع الأسلحة سيرج داسو الإثنين 29 مايو/أيار 2018، عن عمر يناهز الـ93 عاماً. وذكرت عائلته في بيان نشرته صحيفة “لو فيغارو” اليومية التي يمتلكها داسو، أنه توفي بمكتبه إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة.
وأضاف البيان: “تعلن عائلة داسو بألم، وفاة سيرج داسو الإثنين في 28 مايو/أيار 2018 بعد الظهر بمكتبه في دوار الشانزليزيه مارسيل-داسو (باريس) نتيجة فشل في القلب عن عمر 93 عاماً”. وستقوم العائلة ومجموعة داسو لاحقاً بالإبلاغ عن ظروف التكريم التي ستقام لداسو، وفقاً للبيان.
مَلك صناعة الأسلحة
ويعتبر داسو أبرز شخصية في التصنيع العسكري والطيران، وأحد أكبر أثرياء البلاد؛ إذ يعد ثالث أغنى رجل في فرنسا، وتقدِّر مجلة فوربس صافي ثروته بنحو 14.8 مليار دولار (13.3 مليار يورو).
وأصبح مارسيل ابن داسو عام 1987، الرئيس التنفيذي لشركة داسو للصناعات، والتي تغيَّر اسمها اليوم إلى مجموعة داسو. وكان سيرج داسو اختار في يونيو/حزيران 2014 شارل إيدلستن لخلافته كرئيس للمجموعة.
وتشكل شركة داسو للطيران جزءاً من مجموعة داسو، من المصنّعين الكبار للطائرات المدنية والعسكرية، وتنتج طائرات رافال وميراج وفالكون. وتملك الشركة أيضاً مجموعة “لو فيغارو” التي تصْدر صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية الذائعة الصيت، إلى جانب كوكبة من المجلاّت (مدام فيغارو، فيغارو مغازين).
إذ أحكم الملياردير اليهودي الفرنسي داسو قبضته على المؤسسة المالكة لصحيفة “لوفيغارو”، التي تعد أهم الصحف الفرنسية قاطبة. وفي أعقاب اعتماد المفوضية الأوروبية الملكية الجديدة للمجموعة الصحفية “سوكبرس” -التي تضم لوفيغارو وإكسبرس وإكسبانسيو- قام داسو بترجمة هذا التحول إلى صيغة قانونية لفرض سيطرته المالية على المجموعة بعد أن نجح في أن يحل محل أسرة إيرزو داخل مجلس مراقبة “سوكبرس”.
وعمد في هذا السياق إلى تغيير البنية القانونية والإدارية للمجموعة وصيغة مجلس المراقبة ومجلس الإدارة إلى شركة مساهمة يديرها مجلس إدارة، وكشفت مصادر المجموعة أن داسو ضخ مليار يورو للاستحواذ على ملكية ما نسبته 82% من حصص الشركة.
ولدى سيرج داسو 4 أولاد، بينهم أوليفييه النائب عن حزب الجمهوريين اليميني.
اتهامات بالفساد
العضو السابق في مجلس الشيوخ الفرنسي سيرج داسو واجه “تهمة” تقديم أموال من أجل شراء أصوات ناخبين في مدينة كورباي إيسون التي ترأَّس بلديتها من 1995 إلى 2009. ونفى داسو جميع التهم.
وكان من المقرر محاكمة داسو، عضو مجلس الشيوخ عن حزب “الجمهوريين” عن دائرة إيسون في منطقة باريس حتى الخريف الماضي، الأسبوع المقبل، في الاستئناف بتهمة التزوير الضريبي لتبييض الأموال، بعد صدور حكم ابتدائي في فبراير/شباط 2017 أدانه بعدم الأهلية للمناصب الحكومية فترة 5 سنوات، ودفع مليوني يورو غرامة.
ونفى داسو معرفته بهذه القضية وتورطه فيها. وحجته طلبُه من أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي، في 11 فبراير/شباط 2014، تجريده من الحصانة البرلمانية التي كان يتمتع بها؛ لكي يتسنى له مواجهة القضاء والدفاع عن نفسه.
وإضافة إلى سيرج داسو، يُتوقع أن تستدعي محكمة نانتير متورطين آخرين في القضية، وهما جاك لو بيغر الذي كان يشغل منصب مدير ديوان سيرج داسو والذي يواجه تهمة نقل الأموال التي كانت توزع للناخبين لشراء أصواتهم؛ ومامادو كيبي الذي زعم أنه حصل على مليون يورو أنفقها لشراء الأصوات في بلدية “كورباي إيسون”.
ويُذكر أن سيرج داسو متَّهم بالفساد وبوضع نظام يقوم على شراء أصوات ناخبي الأحياء الشعبية الحساسة الواقعة في مدينة كورباي إيسون؛ لمنع وقوع أعمال تخل بالأمن. وكان مجلس الدولة ألغى انتخابه في 2009 بسبب هذا العمل.