إلى ترامب و”خطته”: ما يهم نتنياهو الـ 61 مقعداً.. وليس السلام
سواء نشر خطة السلام بعد الانتخابات الإسرائيلية -كما صرح مؤخراً- أم لا، فإن ما يفهم من تصريحات الرئيس ترامب عن موعد نشر خطة القرن أنه لا تهمه نتائج الانتخابات في إسرائيل. وكان ينبغي لأحد ما في محيط الرئيس أن يبلغه بأن لا أحد يتحدث عن السلام في إسرائيل عشية الانتخابات، وهذا موضوع لا يبحث على الإطلاق في حملات الأحزاب في إسرائيل. وثمة سؤال في رأس اهتمام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، صديق ترامب: كيف أضمن أغلبية 61 مقعداً بعد الانتخابات. على خلفية السخونة في الحدود الشمالية، تبدو خطة السلام لترامب كرؤيا الآخرة.
يبدو أن ترامب ليس واعياً أيضاً للآثار السلبية التي ستلحق بالخطة نتيجة لانفلاته الفظ ضد يهود الولايات المتحدة الذين يصوتون للحزب الديمقراطي. ادعاؤه، الذي يقول فيه إن “من يصوت للديمقراطيين ليس موالياً”، هز صلاحياته وسخف ادعاءه بعرض خطة سلام تحمل اسمه. “من يشطب نحو 80 في المئة من يهود أمريكا الذين يصوتون للديمقراطيين، ويصفهم غير موالين لإسرائيل، ليس جديراً أخلاقياً بأن يعرض مبادرة سلام لدولة الدولة”، قال زعيم يهودي في حديث مع زملائه. ومع ذلك، فإن محاولات جس نبض المصالحة مع إيران، وحماسة الرئيس ترامب لإمكانية لقاء بينه وبين حسن روحاني، هي عوامل تعظم فرص قبول الخطة.
إن خطة السلام تتبلور منذ ثلاث سنوات. صهر ومستشار الرئيس، جارد كوشنير وجيسون غربنبلات، غيرا الصيغة لا مرة ولا مرتين. ردود فعل المحافل الدولية على أجزاء من الخطة التي سربت حتى اليوم، توضح بأن ليس للخطة مؤيد، ولا أحد مستعد لقول كلمة طيبة عنها. وفي قمة الدول الصناعية السبع الكبرى، الجي 7، التي انعقدت مؤخراً، سمع ترامب من المضيف، الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون، تحفظاً حاداً على خطة السلام. كما أوضح ماكرون لترامب بأن لديه مبادرة سلام خاصة به يعتزم نشرها. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل تحدثت هي الأخرى ضد الخطة.
إن الورشة الاقتصادية التي بادر إليها جارد كوشنير وانعقدت في البحرين، لم تعط حتى اليوم أي نتيجة ذات مغزى. وحسب مصادر في مركز الأمم المتحدة، لم تعد أي دولة من الدول التي شاركت في مؤتمر البحرين على استعداد للتبرع بالمساعدات الاقتصادية للفلسطينيين التي بحثت هناك.
إن فشل أي مبادرة سياسية ليس عاراً على المبادر. فكل رئيس وإدارة أمريكيين، منذ إدارة الرئيس ريغان، أبدى دوراً نشطاً في المساعي لتحقيق حل سياسي للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وكل وزير خارجية أمريكي بذل جهوداً كبرى بهدف التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين. كلهم فشلوا. ولكن الفشل لم يمس بصورتهم ولم يشكك بمكانتهم في التاريخ السياسي للولايات المتحدة. أما هذه المرة فمن شأن هذا أن ينتهي على نحو مختلف.