إلهان عمر تتناول إفطار رمضان مع الديمقراطيين لأول مرة في تاريخ الكونجرس
كان حضور عضوة الكونجرس الأمريكي إلهان عمر أول إفطارٍ لها يُقام في الكونجرس، يوم الإثنين 20 مايو 2019، فرصة ذهبية لها لتحكي أمام ما يقرب من مائة مسلم أمريكي شاركوا في هذا الحدث، الذي يعد أحد لحظات الكونغرس التاريخية، قصة فوزها في الانتخابات، والمخاوف التي عبَّرت عنها في أول لقاء لها مع نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين ورئيسة مجلس النواب.
إلهان عمر تتناول إفطار رمضان لأول مرة في تاريخ الكونجرس
المخاوف التي عبَّرت عنها إلهان عمر وكانت تثير قلقها، وكشفتها لنانسي بيلوسي، حسبما ذكرت صحيفة”الجارديان” البريطانية هي: حجابها.
وفي الإفطار انضمَّ إلى إلهان عضوان مسلمان آخران في الكونجرس، وهما النائبة رشيدة طليب، والنائب أندريه كارسن، وتحدَّث ثلاثتهم عن بعض التحديات التي يواجهونها بسبب هويتهم، باعتبارهم جزءاً من مؤسسة لا تزال تعاني مشكلةً مع التنوع.
ألمح حديث إلهان حول حوارها مع نانسي بيلوسي إلى التحديات التي قد تواجهها باعتبارها أول امرأة مسلمة تؤدي اليمين الدستورية داخل الكونجرس الأمريكي.
وحكت قصة فوزها في الانتخابات، وقلقها من ردود الفعل بخصوص حجابها
وتقول إلهان إنَّها قالت لنانسي: «الجهل منتشر للغاية في هذا البلد، ما أخشاه هو أن يبذلوا قصارى جهدهم لمنعي من ارتداء حجابي لتمثيل دوائري الانتخابية عندما أحضر بصفتي الفائزة في هذه الانتخابات».
طمأنت نانسي إلهان بقولها إن الحجاب الذي ترتدينه هو «الشيء الوحيد الذي لا ينبغي أن تقلقي بشأنه»، ونفذت وعدها بدعمها تغييراً في القواعد، صدر في يناير، سمح بارتداء الحجاب داخل مجلس النواب لأول مرة منذ 181 سنة.
كان إفطار الكونجرس بمثابة فرصة نادرة للقلة القليلة من أعضاء الكونجرس المسلمين، لممارسة شعائر عقيدتهم بحُرية، وتناول الإفطار في شهر رمضان مع زملائهم في الكونغرس، في وقتٍ يعد هجوم اليمين عليهم فيه أمراً روتينياً.
ومنذ وصول إلهان ورشيدة إلى عاصمة البلاد، في يناير، أصبحتا هدفاً لهجماتٍ مكثفة يشنها دونالد ترامب والجمهوريون بسبب انتقاداتهما للسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.
وقال كارسن مخاطباً الحضور: «سيهوّلون من كل ما تقوله أو تفعله فقط لأنَّك مسلم».
وقد حضر الإفطار موظفو الكونغرس المسلمون ومسؤولون حكوميون
حيث ضمَّ الحشد المتجمع لتناول الإفطار موظفي الكونجرس المسلمين والمسؤولين الحكوميين، وغيرهم من أفراد المجتمع. وكان من بين المتحدّثين ستيني هوير، زعيم الأغلبية في مجلس النواب، وديك دوربين، عضو الأقلية المسؤول عن مراقبة حضور أعضاء حزبه في مجلس الشيوخ، والنائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، النجمة التقدمية والصديقة المقربة لإلهان ورشيدة.
وأدانت ألكساندريا استهداف إلهان ورشيدة، قائلةً: «نعلم أنَّ هذه التقسيمات ليست سوى إلهاء، وهي مترسّخة في إخضاع جميع الفئات المعنية التي تُحرّض ضد بعضها».
كان هذا التجمع إلى حدٍّ كبير احتفالاً بالروحانية وحوار الأديان، بالرغم من التلميحات السياسية المبطنة التي تخللته.
وفي الساعة 8:17 مساءً، أي وقت غروب الشمس، تلا أحد الأئمة دعاءً قصيراً، فيما وُزعت التمور ليفطر الصائمون.
وقالت فرحانة خيرة، المديرة التنفيذية لمنظمة Muslim Advocates، وهي منظمة الحقوق المدنية التي استضافت الإفطار: «رمضان ليس شهراً لإنعاش الروح فحسب، بل هو شهر الترحيب بالأصدقاء والجيران، وأي شخص يريد التواصل والتأمل».
وأضافت: «في هذا المساء، في وقتٍ نشهد فيه مستويات غير مسبوقة من جرائم التعصب والكراهية المعادية للمسلمين، أظهرنا جميعاً أنَّ أولئك الذين يرغبون في شيطنة وتهميش المسلمين الأمريكيين لن يرهبونا أو يخيفونا. سوف نمارس عقيدتنا ونعبر عن كرامتنا والتزامنا برعاية أمتنا وبعضنا».
وشهد الإفطار هجوماً على ترامب لتحيّزه ضد المسلمين
كان اسم دونالد ترامب من بين الأسماء التي لم يأتِ أحد على ذكرها، لكنَّ بعض النواب أشاروا إليه ضمناً بحديثهم عن التحيز ضد المسلمين، النابع من أعلى المستويات في الحكومة. وقد استضاف ترامب إفطاره الخاص في البيت الأبيض، لكنَّه لم يضم أفراداً من المجتمع الأمريكي المسلم، ولم يحضره سوى عدد من الدبلوماسيين، رفض البيت الأبيض تحديد هويتهم علانيةً.
وتحدَّثت إلهان عن أحد أكثر الهجمات المشينة التي شنها الرئيس على المسلمين، بعد خطاب خزر خان، وهو والد جندي قُتل في حرب العراق، الذي ألقاه في المؤتمر الوطني الديمقراطي عام 2016. ففيما كان خان واقفاً أمامها في الحشد، تحدثت إلهان عن إشارة ترامب إلى أنَّ زوجة خان لم تتحدث ربما لأنَّه «غير مسموحٍ لها».
وقالت: «لم يعلم كثيرون أنَّ الكونغرس أصبح يضم اثنتين من أشجع النساء المسلمات وأعلاهن صوتاً في البلاد»، وأجابها الحشد بالهتاف والتصفيق.
وأضافت: «تخجلهم حقيقة أنَّهم أيقظوا هاتين المرأتين المسلمتين للدفاع عن مكانيهما في الكونغرس».