إقرار برنامج فعاليات غاضبة في الضفة وغزة واعتصامات في عواصم عربية رفضا لـ”ورشة البحرين”
تجري الاستعدادات في هذه الأوقات، لتنظيم فعاليات ومسيرات شعبية غاضبة في المناطق الفلسطينية، يوم 25 من الشهر الجاري، الذي يصادف انطلاق فعاليات “ورشة البحرين الاقتصادية”، والتي تعقد بالشراكة ما بين المنامة وواشنطن، كمقدمة لطرح “صفقة القرن”، في ظل استمرار التحركات السياسية الهادفة لدفع دول عربية تجاه مقاطعة هذه الورشة.
وعلمت “القدس العربي” أن وتيرة الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية مع الدول العربية، وأخرى أوروبية، تشهد زيادة خلال هذه الفترة، خاصة بعد زيارة مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر الأخيرة لأوروبا، ولقاءه هناك عددا من مسؤولي القارة، لدفعهم تجاه المشاركة في “ورشة البحرين”.
وتعمل القيادة الفلسطينية على تفريغ “ورشة البحرين” من محتواها، من خلال خطة ترتكز إلى شقين، الأول أمّنت تطبيقه ويقوم على مقاطعة حضور الورشة من المستوى الرسمي والشعبي والاقتصادي الخاص، وذلك بإعلان منظمة التحرير والفصائل ورجال الأعمال، مقاطعتهم حضور تلك الورشة.
ويرتكز الشق الثاني، على دفع الدول العربية تجاه عدم الحضور، وإعلان مقاطعة الورشة بشكل كامل، وكذلك دفع الدول الأجنبية المحورية خاصة في القارة الأوروبية، وكذلك الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، نحو عدم المشاركة.
وقال الدكتور واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومنسق القوى والفصائل الفلسطينية، إن سلسلة من الفعاليات ستطلق خلال الأيام القادمة رفضا لما وصفها بـ”المشاريع المشبوهة” التي تستهدف القضية الفلسطينية.
وقال خلال حديثه لـ”القدس العربي”، إنه وخلال اجتماع عقد يوم أمس لممثلين عن الفصائل والنقابات والاتحادات وهيئة مقاومة الجدار، وعدة فعاليات أخرى عن اختيار شعار الحملة المناهض للمؤتمر وهو “موحدون في مواجهة ورشة البحرين، وإفشال صفقة القرن”.
وكشف عن ترتيبات لتنظيم فعالية مركزية كبيرة يوم 24 من الشهر الجاري، أي قبل يوم من انطلاق الورشة، تنظم في مدينة رام الله، من خلال مسيرة جماهيرية حاشدة، رافضة لورشة البحرين.
وأوضح أنه جرى الاتفاق كذلك على تنظيم فعاليات جماهيرية حاشدة يوم الجمعة القادم، وكذلك يوم السبت الموافق 15 من الشهر الجاري، عند مناطق مهددة بالمصادرة لصالح الاستيطان في الضفة الغربية، علاوة عن فعاليات تنظم أيضا في قطاع غزة.
وأشار أبو يوسف إلى اتصالات تجري حاليا من أجل تنظيم فعاليات مناهضة لتلك الورشة في عدة دول عربية، لافتا إلى أنه تقرر أن تنظيم فعاليات في المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، في إطار التعبير عن الإجماع الفلسطيني في رفض السياسات الأمريكية تجاه “القضية الفلسطينية”.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، أكد على “الاجماع الوطني الفلسطيني” الرافض لـ”صفقة القرن” وكل المخططات الامريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار إلى “المعركة الاقتصادية” التي تديرها الإدارة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني، من خلال الحصار المالي ووقف المساعدات و”قرصنة أموال المقاصة”، كاشفا أن الإدارة الأمريكية تهدد بعض الدول لمنعها من تقديم الدعم لفلسطين.
وقال: “الصوت الفلسطيني لن يبقى على المستوى الرسمي فقط، وإنما سيتحول إلى الشارع”، مؤكدا على “الرهان الكبير على شعبنا وصموده وحراكه في وجه الاحتلال”.
ودعا الى مقاطعة البضائع الاسرائيلية واستبدالها بأخرى فلسطينية وعربية، مبينا أن ذلك يتطلب “تحركا فعليا” من المؤسسات والجهات المعنية وضرورة تعزيز تلك الثقافة.
يشار إلى أن رجل الأعمال الفلسطيني صالح أبو ميالة، نفى صحة الأنباء التي تحدثت عن نيته حضور “ورشة البحرين” الاقتصادية، وأكد في بيان صحافي عدم صحة الأنباء التي تفيد بامتلاكه مصنعا يبيع الاحذية لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي وصفه بـ “الغاشم”، موضحا أنه لم يعمل في هذا المجال أبدا.
وقال إنه يمتلك مصنع باطون، تم مصادرته من قبل الاحتلال مع جميع معداته في سبتمبر من العام الماضي، وتم وضع اشارة حجز ومنع دخول صاحبها لأرضه او القيام بأي عمل او حتى الجلوس فيها.
وقد سبق أن أعلن رجال أعمال فلسطينيون آخرون، رفضهم دعوة وجهت لهم لحضور “ورشة البحرين”، وأعلنوا رفضهم لمخططاتها، مؤكدين التزامهم بالموقف الوطني.
وقد أكد مسئولون فلسطينيون رفضهم استبدال مبدأ “الأرض مقابل السلام” بالمخطط الأمريكي الذي تخطط واشنطن لتمريره في “ورشة البحرين” والقائم على “المال مقابل السلام”.
وكان الرئيس محمود عباس أبلغ مبعوث ملك البحرين، الذي التقاه قبل حضور قمتي مكة العربية والإسلامية، قرار رفض القيادة الفلسطينية المشاركة في تلك الورشة، وقال خلال القمة الإسلامية: “لن نقبل ببيع القدس، ولا التخلي عن ثوابتنا الوطنية وحقوق شعبنا، وسيبقى شعبنا صامدا على أرضه”.
وتلا ذلك أن أصدرت القمة الإسلامية بيانا، أكدت فيه على مركزية القضية الفلسطينية، وأكدت رفض أي مقترح للتسوية السلمية لا ينسجم مع حقوق الفلسطينيين.
وانتقدت القيادة الفلسطينية على لسان الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المشاركين أو من يفكرون بالمشاركة في الورشة، بقوله: “لا أعتقد انه من اللائق ان يذهب أحد لمناقشة القضية الفلسطينية وفلسطين قررت ألا تذهب وتحضر، وهل يعقل أن ادعو دول العالم لمناقشة قضية دولة والطرف المعني غير موجود ويقول لا أريد ذلك”.
ومن أجل إحراج المنظمين والدول المشاركة، تقرر أن تنطلق في المناطق الفلسطينية، فعاليات شعبية ومسيرات تنديد غاضبة، رفضا لخطة “صفقة القرن”، و”ورشة البحرين”.