إصابة متظاهر من «السترات الصفراء» في رأسه
قالت زوجة متظاهر فرنسي أصيب في رأسه على يد الشرطة خلال احتجاجات «السترات الصفراء» إنها لن تصفح عن الفعل «الهمجي والوحشي» الذي حلّ بزوجها أوليفييه.
وأضافت سيندي بيزياد في حديث نشرته الوكالة الفرنسية السبت إن أوليفييه -الإطفائي المتطوع في بازاس والأب لثلاثة أولاد- بقي فاقداً للوعي أياماً عدة قبل أن يصحو من غيبوبته ليل الأربعاء الخميس.
وفي رسالة على فيسبوك مساء الخميس 17 يناير، قالت زوجته إنه بدأ «يأكل» و»يتكلم حتى ولو بشكل غير واضح».
وروت لفرانس برس أن الأمور كانت تسير بشكل جيد السبت 12 يناير خلال التظاهرة في بوردو.
وقالت «كنا نسير جميعاً في جادة سانت كاترين» التجارية المخصصة للمشاة في وسط بوردو.
وهذه المدينة أحد معاقل «السترات الصفراء» حيث تحرك الفرنسيون من الطبقتين المتوسطة والشعبية منذ منتصف نوفمبر/شرين الثاني ضد سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون الاجتماعية والضريبية.
الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع فتفرق الجميع
وأضافت «كانت الأجواء هادئة ولم تحصل أعمال تخريب. حتى أن التجار تركوا سلعهم في الخارج».
لكن قبل بلوغ الساحة المركزية في وسط بوردو «أطلقت قوات الأمن باتجاهنا الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى تفريق الجميع، وفقدت عندها زوجها».
وتكمل سيندي بيزياد روايتها: «أخذ المتظاهرون يتراجعون أو يفرون. وعند مفترق شارع قام شرطي بإطلاق النار على مستوى الرأس بسلاح غير قاتل يستخدم في عمليات حفظ الأمن في فرنسا، فيما ألقى آخر قنبلة مسيلة للدموع. وتحولت الكاميرا إلى اليمين حيث ظهر متظاهر ممدداً على بطنه على بعد حوالى 10 أمتار».
وهذا المتظاهر هو أولييفه بيزياد الذي أصيب في الرأس وأسعفه المارة ومتظاهرون آخرون بعد انسحاب الشرطة.
«ما حصل ليس خطأ»
ولدى عودتها إلى الموقع شاهدت سيندي تجمعاً حول جريح. وقالت «عندما رأيت حذاءه أدركت أن الجريح زوجي. كان في كامل وعيه وينزف بغزارة. كان قد استعاد وعيه».
ونقل إلى المستشفى حيث تبين أنه مصاب بنزف في الدماغ وأخضع لعملية جراحية.
ومطلع الأسبوع رفع المسؤول عن مقاطعة جيروند والنيابة الملف إلى دائرة التفتيش العام للشرطة الوطنية بعد نشر فيديو عن الحادث على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتقول الزوجة: «كانوا على مسافة تقل عن 10 أمتار ويطلقون النار على رأسه (في حين تمنع الشرطة نظرياً فتح النار على الرأس ببندقيات الكرات الوامضة). لا يمكن أن يكون ما حصل خطأ».
وأضافت «لا يمكنني أن أغفر هذا العمل الوحشي».
وكان الزوجان يشاركان للمرة الثانية في تظاهرات «السترات الصفراء» في بوردو. وتوضح سيندي أنه في المرة الأولى، «سارت الأمور جيداً. حصل إطلاق نار لكن الحظ حالفنا. أعتقد أن أسلوبهم في فتح النار على الحشود هو نفسه في كل مرة».
وصوّر صحفيون هذه اللقطات وكذلك مصورون هواة. وتظهر المشاهد شرطيين بعضهم باللباس المدني والبعض ببزاتهم العسكرية ودروعهم وهراواتهم يهجمون على المتظاهرين في جادة سانت كاترين.
ولم يكن أي متظاهر يشكل تهديداً لهم.