شهد الشرق الأوسط أكبر تدخل إسرائيلي في سوريا منذ اندلاع الصراع في سوريا، مما اثار أول هجوم إيراني صاروخي علي القوات الإسرائيلية، وجعل اثنين من القوي الرئيسية في المنطقة أقرب إلي حافة المواجهة المباشرة أكثر من أي وقت مضي.
أول هجوم صاروخي إيراني ضد إسرائيل
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي مقره بالمملكة المتحدة البريطانية أن القصف في الصباح الباكر تسبب في مقتل 23 شخصاً، ورداً علي الهجوم الإسرائيلي أطلق أول هجوم صاروخي إيراني علي القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة.
وبحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية أن المواجهة اليوم الخميس تمثل أخطر مناورات عسكرية بين عدوين قويين وسط خلفية تصاعد توترات إقليمية.
دعوة للهدوء
ودعا كل من رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى “الهدوء من كل جانب”. ومن المقرر أن يناقش ماكرون هذه المسألة مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت لاحق من اليوم.
واشارت الصحيفة إلي وقوع الضربات الجوية ليلا مما ظل المدنيون في هضبة الجولان وريف دمشق مستيقظين بسبب أصوات الطائرات الحربية والأنفجارات العسكرية، وكانت إسرائيل في حالة تأهب قصوي في الأيام الأخيرة تحسباً لأي هجوم إيراني بعد تعهدها بالرد علي الأنتهاكات الإسرائيلية وشنها ضربتين جويتين في سوريا مستهدفة القوات الإيرانية وقتل ما لا يقل عن 13 إيرانياً في سوريا.
إطلاق 20 صاروخ علي القوات الإسرائيلية
وأعلن جيش الأحتلال الإسرائيلي سقوط 20 صاروخاً في فجر اليوم أطلقتهم قوة القدس الإيرانية علي مواقعها في هضبة الجولان الحدودية، وتم اعتراض العديد من الصواريخ بواسطة الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية ولم تقع أي إصابات للإسرائيلين.
تدمير البنية التحتية في سوريا
بينما استهدف القصف الإسرائيلي معظم البنية التحتية العسكرية الإيرانية داخل سوريا، من بينهم عشرات المواقع لتخزين الأسلحة ومراكز المخابرات التي تستخدمهاالقوات الغيرانية الخاصة، فضلاً عن استهداف انظمة الدفاع الجو السورية ولم ترد قوات الدفاع السورية علي الهجوم الإسرائيلي ولم تلحق أب ضرر بالطائرات الإسرائيلية.
الرسالة من القصف
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان يوم الخميس “يجب أن يتذكروا قول إذا امطرت علينا سنهاجمهم، أتمني أن نكون انتهينا من هذا الفصل وأن يكون الجميع قد فهم الرسالة”.
وقال مسؤول عسكري سوري “إن الصواريخ الإسرائيلية ضربت مواقع للدفاع الجوي ومحطات الرادار ومستودع أسلحة”، ولكنه زعم أن معظم الصواريخ قد تم اعتراضها.
ولم يعلق المسؤولون الايرانيون على الفور على ادعاءات اسرائيل بشأن اطلاق الصواريخ، ووفقا لقيادة الجيش السوري ، قتل ثلاثة أشخاص وجرح اثنان في الهجوم، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الاصابات إيرانية أو سورية.
100 غارة إسرائيلية
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل ظلت بعيدة علي مدار 7 سنوات الصراع السوري، واكتفت بشن غارات جوية داخل سوريا محدودة النطاق وبلغ عدد الغارات حوالي 100 غارة تهدف منع تهريب الأسلحة إلي حزب الله في لبنان التي تعهد بتدمير إسرائيل مثل إيران.
ومع استعادة الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة علي البلاد ببطء تصاعدت التوترات بين إيران وإسرائيل حيث حذر المسؤولون الإسرائيليون بعدم قبولهم بوجود عسكري إيراني دائم في سوريا.
اعلان ترامب وضع المنطقة علي حافة الحرب
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع انسحاب الولايات المتحدة من الأتفاق النووي الإيراني الذي عقد في عام 2015 بين إيران والقوي العالمية، وهو ما وضع منطقة الشرق الأوسط علي الحافة.
قدرة إيران محدودة
وتري الصحيفة أن قدرة إيران للرد علي العدوان الإسرائيلي محدوده رغم قولها أنها لن تتجاهل قتل إسرائيل قواتها في سوريا، ويشعر المسؤولون الإيرانيون بالقلق من الانجرار إلى تصعيد عسكري أوسع في الوقت الذي يحاولون فيه الحصول على دعم دولي لإنقاذ الاتفاق النووي ، الذي ادي لرفع العقوبات الاقتصادية من علهيا مقابل فرض قيود علي برنامجها النووي.
