إسرائيل تنقل قيادة الإضراب عن الطعام إلى العزل الانفرادي وتهديد بتصعيد الاحتجاج
لا تزال حالة الغليان والتوتر تهيمن على أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بعد رفض إدارة السجون الاستجابة لوعود سابقة، تشمل إزالة “أجهزة التشويش” المسرطنة، من أقسام السجون، وتركيب هواتف عمومية، لإتاحة الفرصة أمام الأسرى للتواصل مع ذويهم، حيث يواصل عدد من الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، في ظل تهديدات بتوسيع رقعة الإضراب خلال الأيام القادمة.
وضمن خطواتها القمعية، تواصل إدارة سجون الاحتلال فرض المزيد من العقوبات على الأسرى الذين شرعوا بخوض الإضراب عن الطعام خلال الأيام الماضية.
وقامت سلطات السجون بنقل ثلاثة أسرى من قادة الإضراب من سجن “ريمون” إلى سجون أخرى، ووضعتهم في العزل الانفرادي، حسبما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين.
والأسرى هم محمد عرمان الذي جرى عزله في مركز توقيف “الجلمة”، فيما نقلت وعزلت الأسيرين معاذ سعيد بلال ومحمود شريتح في سجن “أوهليكدار” ببئر السبع. وبينت الهيئة أن “هذا الإجراء التعسفي يأتي على خلفية شروع عدد من الأسرى بالإضراب المفتوح عن الطعام لوقف أجهزة التشويش المُسرطنة في سجن ريمون”.
وكانت سلطات السجون أعلنت أنها ستقوم الأحد باستدعاء الشركة التي قامت بتركيب أجهزة التشويش للنظر بتخفيض تردداتها، لكن الأسرى أكدوا أنهم سيواصلون معركتهم ضد هذه الأجهزة التي يصفونها بـ”القاتلة” حتى إزالتها وإبعادها عن أقسامهم.
وقد شرع 39 أسيرا في الإضراب عن الطعام، الأسبوع الماضي، رفضا لتلك الأجهزة، التي كان من المفترض حسب اتفاق إدارة السجون مع قيادة الأسرى أن يتم إزالتها، بعدما اشتكى الأسرى من خطورتها على حياتهم، غير أن إدارة سجون الاحتلال نكثت بالاتفاق، ما استدعى تلويح قيادة الأسرى بخوض إضراب شامل ومفتوح عن الطعام.
ومن المقرر أن تتسع دائرة الإضراب بانضمام عشرات الأسرى الجدد للمعركة، ضمن خطوات تصاعدية، ستقود في نهايتها إلى إضراب يعم كافة السجون.
وهؤلاء الأسرى هم بخلاف ستة أسرى إداريين آخرين يخوضون أيضا إضرابا مفتوحا عن الطعام، للمطالبة بنيل حريتهم وإنهاء اعتقالهم الإداري.
ومن بين الإداريين المضربين من دخل إضرابه المفتوح عن الطعام شهره الثالث، والأسرى هم أحمد غنام وسلطان خلوف إسماعيل علي وطارق قعدان وناصر الجدع وثائر حمدان.
ويعاني الأسرى الإداريون من أوضاع صحية خطيرة وصعبة، إذ يشتكون من أوجاع حادة في كافة أنحاء الجسد وانخفاض في الوزن وعدم وضوح في الرؤية وضعف وهزال شديد، وكثير منهم لا يستطيعون المشي لمسافات طويلة ويستخدمون الكرسي المتحرك للتنقل.
وقال الأسير ناصر الجدع في رسالة نشرتها مؤسسة مهجة القدس، التي تعنى بأوضاع الأسرى، إنه يتقيأ مادة صفراء كريهة الرائحة عدة مرات، ويعاني من دوخة شديدة باستمرار، ووجع رأس، وهزال عام في الجسم، وآلام شديدة في القدمين والمفاصل والظهر طوال الوقت، وآلام ووجع شديد في اللثة والأسنان، حتى إنه لا يستطيع شرب الماء ويشرب بنسبة قليلة جدا، لافتا إلى أن الأوضاع الصحية للأسيرين طارق قعدان وثائر حمدان في تدهور مستمر.
وأشار الجدع في الرسالة إلى أنهم وبالرغم من التدهور المستمر في حالتهم الصحية، إلا أنهم ماضون في إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى الاستجابة لمطالبهم العادلة في إنهاء اعتقالهم.
ومن بين الأسرى المضربين من هو مصاب بأمراض قبل اعتقاله وبحاجة لمتابعة طبية حثيثة لوضعه الصحي، كحالة الأسير غنام الذي يشتكي من إصابته بمرض سرطان الدم، وهناك خطورة حقيقية على حياته بعد دخول إضرابه شهره الثالث، بسبب ضعف المناعة لديه.
ويطالب الأسرى المضربون بإنهاء اعتقالهم الإداري، وهو نوع من الاعتقال يتم بموجبه زج الأسير في سجون الاحتلال دون محاكمة، حيث يبقى في الأسر بأمر من مسؤول عسكري، وفي أغلب الأوقات يتم تجديد أمر الاعتقال قبل الإفراج عنه ولمرات عديدة.
وفي السياق، أعلن مركز أسرى فلسطين للدراسات أنه رصد 671 قرار اعتقال إداري أصدرته محاكم الاحتلال منذ بداية العام الحالي، غالبيتها كانت عبارة عن تجديد اعتقال.
وأوضح المركز، وهو أحد الجهات التي تتابع ملف الأسرى في سجون الاحتلال، أن من القرارات 424 قرار تجديد اعتقال لفترات جديدة تمتد ما بين شهرين إلى 6 أشهر، ووصلت إلى 6 مرات لبعض الأسرى، لافتا إلى أن هناك 247 قرارا إداريا صدرت بحق أسرى لأول مرة، معظمهم أسرى محررون أعيد اعتقالهم.
ووفق التقرير، فإن قرارات الاعتقال الإداري طالت الأسيرات، إذ تخضع أسيرتان للاعتقال الإداري دون تهمة، هما شروق محمد البدن “25 عاما” من بيت لحم، وهي أم لطفلين، ومعتقلة منذ منتصف يوليو/تموز الماضي، وآلاء فهمي بشير “23 عاماً” من مدينة قلقيلية، ومعتقلة منذ شهر يوليو/تموز الماضي، إضافة إلى الأسير الجريح المقعد معتز محمد عبيدو “38 عاما” من الخليل، وهو أسير محرر اعتقل أكثر من مرة، ويخضع للاعتقال الإداري منذ عام ونصف، وقد جدد له 4 مرات، رغم أنه مصاب بشلل في قدمه اليسرى، ويعاني من مشاكل بالأمعاء والأعصاب.
وتعتقل سلطات الاحتلال 500 أسير إداري، غالبيتهم أسرى محررون قضوا مددا مختلفة داخل السجون وأعيد اعتقالهم مرة أخرى.