إسرائيل تلمح لمهاجمة أهداف إيرانية في العراق
وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، اليوم الإثنين، إلى أن بلاده قد تهاجم قطعاً عسكرية يشتبه أنها إيرانية في العراق مثلما فعلت بشن عشرات الضربات الجوية في سوريا.
وأضاف خلال مؤتمر في القدس «نراقب كل ما يحدث في سوريا بالتأكيد وبالنسبة للتهديدات الإيرانية فإننا لا نقصر أنفسنا على الأراضي السورية فحسب».
ورداً على سؤال عما إذا كان هذا يشمل العراق حيث قالت مصادر لرويترز إن إيران أمدت وكلاء شيعة لها بصواريخ باليستية قال ليبرمان «أقول إننا سنتعامل مع أي تهديد إيراني ولا يهم مصدره.. حرية إسرائيل كاملة. ونحتفظ بحرية التصرف».
وكانت مصادر إيرانية وعراقية وغربية، قد أفادت أن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك لدرء الهجمات المحتملة على مصالحها في الشرق الأوسط، ولامتلاك وسيلة تمكّنها من ضرب خصومها في المنطقة.
ومن شأن أي علامة على أن إيران تعدّ سياسة صواريخ أقوى في العراق أن تفاقم التوتر الذي زاد بالفعل بينها وبين واشنطن بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع قوى عالمية كبرى.
صواريخ باليستية قصيرة المدى
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية، إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صُنع صواريخ.
وقال مسؤول لرويترز: «المنطق هو أن تكون لإيران خطة بديلة إن هي هوجمت». وأضاف: «عدد الصواريخ ليس كبيراً.. مجرد بضع عشرات، لكن بالإمكان زيادته إن تطلّب الأمر».
وسبق أن قالت إيران إن أنشطتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية أنشطة ذات طابع دفاعي بحت. وامتنع مسؤولون إيرانيون عن التعليق عندما سُئلوا عن أحدث الخطوات.
وامتنعت أيضاً الحكومة والجيش بالعراق عن التعليق.
ما هي هذه الصواريخ؟
والصواريخ المعنية، وهي صواريخ زلزال وفاتح 110 وذو الفقار، يتراوح مداها بين نحو 200 و700 كيلومتر، مما يضع الرياض في السعودية وتل أبيب في إسرائيل على مسافة تتيح ضربهما إن تم نشر هذه الصواريخ في جنوب العراق أو غربه.
ولفيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية بالحرس الثوري الإيراني، قواعد في هاتين المنطقتين. وقالت 3 من المصادر إن قائد فيلق القدس قاسم سليماني يشرف على البرنامج.
وتتهم بالفعل دول غربية إيران بنقل صواريخ وتكنولوجيا إلى سوريا وحلفاء آخرين مثل حركة الحوثي في اليمن وجماعة حزب الله بلبنان.
وأعربت دول الجوار السُّنية بالخليج وكذلك إسرائيل عن القلق من نشاط إيران بالمنطقة واعتبرته تهديداً لأمنها.
ولم يرد المسؤولون الإسرائيليون بعد على طلب التعليق على مسألة نقل الصواريخ.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء: «هؤلاء الذين يهددون بمحونا يضعون أنفسهم في خطر مماثل، ولن يحققوا هدفهم بأي حال من الأحوال».
خط إنتاج الصواريخ
وقال المصدر الغربي إن عدد الصواريخ لا يتجاوز العشرات، وإن الغرض من عمليات النقل إرسال إشارة للولايات المتحدة وإسرائيل، وخاصة بعد الغارات الجوية على قوات إيرانية في سوريا. وللولايات المتحدة وجود عسكري واضح في العراق.
وأضاف المصدر الغربي: «يبدو أن إيران تحول العراق إلى قاعدة صواريخ أمامية».
وذكرت المصادر الإيرانية ومصدر بالمخابرات العراقية أن قراراً اتُّخذ قبل نحو 18 شهراً بالاستعانة بفصائل مسلحة لإنتاج صواريخ في العراق، لكن النشاط زاد في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك وصول قاذفات صواريخ.
وقال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني خدم خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات: «لدينا قواعد كهذه في أماكن كثيرة من بينها العراق، فإن هاجمتنا أميركا هاجم أصدقاؤنا مصالح أمريكا وحلفاءها بالمنطقة».
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن التعليق.