إسرائيل تكشف عن طبيعة المعلومات السرية التي قدمها وزير إسرائيلي سابق إلى إيران
كشفت مجريات تحقيق مع وزير إسرائيلي سابق متهم بـ»التجسس لصالح إيران» أنه أعطى الإيرانيين عشرات التقارير الهدف منها «الإضرار بالأمن القومي الإسرائيلي».
وأوضحت صحيفة «هارتس» الإسرائيلية، الأربعاء 4 يوليو/تموز 2018، أن قضية وزير الطاقة الأسبق غونين سيغيف، المعتقل بتهمة «التجسس لصالح لصالح إيران»، تخضع لأمر أمني (أي حظر نشر)، «لكنْ وفقاً للتفاصيل التي يمكن نشرها فإن سيغيف أعطى الإيرانيين عشرات التقارير بقصد الإضرار بالأمن القومي».
ولم تكشف الصحيفة عن فحوى هذه التقارير التي قدمها سيغيف الذي اعتقل الشهر الماضي، ومن المزمع تقديمه إلى المحاكمة غداً الخميس بتهمة «مساعدة العدو خلال فترة الحرب، والتجسس ونقل المعلومات السرية إلى العدو».
ولفتت الصحيفة إلى أنه استناداً إلى لائحة الإتهام فإن سيغيف «عمل لصالح أجهزة الاستخبارات الإيرانية منذ 2012 والتقى مع مشغليه في عدد من البلدان، وأن المعلومات التي قدمها للإيرانيين كانت تهدف إلى مساعدتهم، وإلحاق الأذى بإسرائيل».
وأضافت: «حتى أن سيغيف سافر إلى إيران لمقابلة مسؤولي الاستخبارات الإيرانية وزودهم بمعلومات عن إسرائيل».
وأكدت الصحيفة أن «المعلومات التي زوّد بها سيغيف الإيرانيين، وفقاً للائحة الاتهام، كان يملكها منذ توليه منصب وزير الطاقة الإسرائيلي. فقد ساعد الجانب الإيراني على تحديد مواقع القواعد العسكرية والمؤسسات الرئيسية في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، فضلاً عن تسمية مسؤولي الاستخبارات».
هناك مزيد من الجواسيس يعملون لصالح «أعداء إسرائيل»
وكان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت»، قد أعلن يوم الإثنين 18 يونيو/حزيران الماضي، أن إسرائيل وجَّهت للوزير الإسرائيلي السابق جونين سيغيف تهمة التخابر لصالح إيران. وقال الـ»شين بيت»، في بيان، إن سيغيف، الذي شغل منصب وزير الطاقة في منتصف التسعينيات وكان يعيش في نيجيريا، «جنَّدته المخابرات الإيرانية وأصبح عميلاً».
واعتُقل سيغيف أثناء زيارة إلى غينيا الاستوائية في مايو 2018، وسُلِّم لإسرائيل، حيث وجهت له لائحة اتهام يوم الجمعة 15 يونيو الماضي.
وقال مسؤولون سابقون في جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» إنهم يتوقعون أن يكون هناك المزيد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يعملون لصالح أعدائها.
وجاءت تصريحات المسؤولين، في حديث لصحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، نشرته الثلاثاء 19 يونيو، تعقيباً على توجيه تهمة التجسس لصالح إيران، لوزير وعضو كنيست سابق يدعىغونين سيغيف.
ونقلت الصحيفة عن «يتسحاق إيلان»، نائب رئيس جهاز «الشاباك» حتى عام 2010، قوله: «إن هناك شائعات أن سيغيف قام بما قام به بسبب المال، لكن هناك احتمالات أخرى، فهو كان يشعر بأنه غير مرغوب من قبل الإسرائيليين، فتولَّدت لديه دوافع للانتقام».
وكان سيغيف قد تعرَّض للسجن بسبب محاولته تهريب حبوب هلوسة قبل نحو 20 عاماً، وسحبت منه رخصة مزاولة الطب في إسرائيل، ورُفض طلب إعادتها له بعد الإفراج عنه، فاضطر للسفر إلى نيجيريا للعمل طبيباً هناك، حيث تم تجنيده جاسوساً لصالح إيران.
وقال مسؤول آخر تولّى منصب نائب رئيس «الشاباك» أيضاً، ويدعى يسرائيل حسون: «إن الكنيست هو آخر مكان يمكن أن تفكر أن تبحث عن جواسيس فيه، وعمليات التجسس التي قام بها سيغيف دامت عدة سنوات، وبعمل كثيف أحياناً». وأضاف أن الأجهزة الأمنية «ستستقي العبرة مما جرى».
وكان «الشاباك» قد أعلن أن سيغيف كان على اتصال بمسؤولي سفارة إيران لدى نيجيريا. كما زار طهران لعقد اجتماعات مع المسؤولين عنه في جهاز الاستخبارات الإيراني.
هكذا خدع الوزير الإسرائيليين
وقال جهاز الشاباك في بيان: «من مجريات التحقيق تبيَّن أن جونين عمل جاسوساً بعد تجنيده من قِبل المخابرات الإيرانية، حيث إنه في عام 2012 تم التواصل بين المخابرات الإيرانية وجونين، عبر السفارة الإيرانية لدى نيجيريا، وأيضاً التقى مشغِّليه الإيرانيين في إيران نفسها».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن الوزير السابق زوَّد طهران بمعلومات عن صناعة الطاقة الإسرائيلية، ومواقع الأمن في البلاد، ومرافق مختلفة ومسؤولين سياسيين وعسكريين.
وحاول الوزير السابق، الذي يعيش بنيجيريا في السنوات الأخيرة، الدخول إلى غينيا الاستوائية، في مايو/أيار 2018، حيث تم رفض دخوله؛ بسبب ماضيه الإجرامي، ثم تم تسليمه إلى تل أبيب، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فقد كشفت التحقيقات عن تجنيده وتشغيله كعميل للمخابرات الإيرانية؛ إذ اتصل به مسؤولو السفارة الإيرانية لأول مرة بنيجيريا في عام 2012. وفي مرحلة لاحقة، سافر إلى إيران مرتين لعقد اجتماعات.
وتضيف «يديعوت أحرونوت»: «وللحصول على المعلومات التي طلبها من قِبل مشغِّليه الإيرانيين، حافظ سيغيف على اتصالات مع إسرائيليين لهم صِلات بأمن إسرائيل ودفاعهم وعلاقاتهم الخارجية. وعمل على وضع المسؤولين الإسرائيليين على اتصال مع عناصر المخابرات الإيرانية، بينما كانوا يحاولون خداعهم وتقديم الإيرانيين كرجال أعمال».