إسرائيل تعتقل فلسطينيين عقّموا مساجد وكنائس لمنع انتشار كورونا
اعتبرت حركةُ حماس اعتقالَ الشرطةِ الإسرائيلية لفلسطينيين قاموا بتعقيم مساجد وكنائس في مدينة القدس المحتلة، لمواجهة تفشي فيروس كورونا، سلوكاً “عنصرياً وهمجياً”، ويهدف إلى تفشي الوباء وانتشاره، وذلك بعد اعتقال عناصر الشرطة الإسرائيلية لنحو 12 شاباً فلسطينياً.
حماس تنتقد الاعتقالات: قال بيان للناطق باسم الحركة عبداللطيف القانوع، الإثنين 16 مارس، إن “اعتقال الفلسطينيين المتطوعين في حملة التعقيم من قِبل الاحتلال سلوك عنصري وهمجي، ويمثل استخفافاً بحياة وصحة أبناء شعبنا في مدينة القدس”.
فيما اعتبر أن منع الاحتلال استمرار حملات التعقيم والتطهير في مدينة القدس يعمل على تفشي الوباء وانتشاره، ولفت القانوع إلى أن ذلك “يمثل جريمة ضد أبناء شعبنا وضرباً بعرض الحائط لكل القوانين الإنسانية والجهود المبذولة من منظمة الصحة العالمية لمواجهة الفيروس”.
اعتقال شباب يعقمون المساجد والكنائس: في وقت سابق الإثنين، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 12 شاباً فلسطينياً قاموا بتعقيم مساجد وكنائس ومؤسسات أخرى في مدينة القدس المحتلة لمواجهة تفشي كورونا، بحجة “خرق السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس”، بحسب شهود عيان ومواقع إخبارية فلسطينية، وقبلها خلال يومي السبت والأحد اعتقلت القوات 4 شبان لتوزيعهم “ملصقات حول الفيروس”.
إجراءات فلسطينية لمكافحة كورونا: قررت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الأحد 15 مارس، إغلاق المصليات المسقوفة في المسجد الأقصى بالقدس، واقتصار أداء الصلاة على الساحات المفتوحة، لمنع انتشار الفيروس، وذلك بعدما بلغ عدد المصابين بالفيروس في إسرائيل 298، في الوقت الذي أعلن فيه عن إصابة فلسطيني واحد من سكان القدس بالفيروس، بالإضافة إلى 39 حالة إصابة في الضفة الغربية.
إجراءات إسرائيلية لمكافحة كورونا: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة الحكومة للجوء إلى قوانين الطوارئ لتسريع نشر تكنولوجيا للمراقبة لاستخدامها في مكافحة فيروس كورونا الجديد، فيما انتقدت جماعات حقوق الإنسان الخطة التي تستلزم في العادة موافقة البرلمان، لكن نتنياهو تحرك للالتفاف على العملية عندما قال في خطاب بثه التلفزيون، مساء الإثنين، إن حكومته ستلجأ إلى قوانين الطوارئ لوضع الأمر حيز التنفيذ لمدة 30 يوماً فقط.
شملت الإجراءات منح إجازة مدتها شهر لمعظم أفراد القوة العاملة بالقطاع العام وتقليل نسبة حضور موظفي القطاع الخاص إلى 30% داخل أماكن العمل، وذلك بعدما اتخذت إسرائيل إجراءات مشددة لاحتواء الفيروس شملت إغلاق المدارس والمراكز التجارية والمطاعم ومعظم أماكن الترفيه وقصرت التجمعات على 10 أفراد.
خريطة انتشار الفيروس عالمياً: حتى الثلاثاء 17 مارس، أصاب كورونا أكثر من 182 ألف شخص في 162 دولة وإقليماً، توفي منهم أكثر من 7 آلاف، أغلبهم في الصين، وإيطاليا، وإيران، وإسبانيا، لكن أكثر من 79 ألفاً ممن أصيبوا بالفيروس تماثلوا للشفاء منه.
فيما تستمر دول عدة في إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة في الدول الإسلامية، وذلك بعد تصنيف منظمة الصحة العالمية كورونا في 11 مارس الجاري، باعتباره “جائحة”، وهو مصطلح علمي أكثر شدة واتساعاً من “الوباء العالمي”، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحصاره في دولة واحدة.