إسرائيل تصادر 800 دونم لشق طريقين شمال الضفة وجنوبها
الإدارة المدنية صادقت هذا الشهر على شق طريقين لمستوطنات منعزلة على أراض خاصة صودرت من فلسطينيين. الطريقان اللذان يقعان في شمال الضفة وجنوبها استهدفا تمكين الوصول الآمن للمستوطنين، في أعقاب محاولات عدة للمس بهم قرب الطرق القائمة واحتجاج سكانها.
اليوم يمر شارع 60، الشارع الرئيسي الذي يخترق الضفة الغربية على طول أراضي المجالس التي تقع جنوب جبل الخليل، غوش عصيون وبنيامين وشومرون، عبر عدد من القرى الفلسطينية. منذ بضع سنوات يطالب أعضاء مجلس «يشع» والمجالس الإقليمية من وزراء الحكومة شق شارعين التفافيين بذريعة أن السفر في مقطع الشارع الذي يمر من حوارة يعرض حياتهم للخطر. في الشهر الماضي أطلق مواطن إسرائيلي النار على فلسطيني وقتله في أعقاب شكه بأنه حاول القيام بعملية طعن قرب حاجز حوارة.
بعد سنوات من النقاشات في الإدارة المدنية، في 1 مايو أعطيت مصادقة نهائية للمشروع من قبل اللجنة الفرعية لطرق مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية، وهو الجهة المسؤولة عن المصادقة على شق الشوارع. في بداية الشهر القادم ستدخل أوامر المصادرة إلى حيز التنفيذ، والدولة يمكنها البدء في شق الشوارع. يتوقع أن تستمر الأعمال بضع سنوات. ليس واضحاً حتى الآن ماذا سيكون نوع الشارع، وعطاء شقه سيصدر قريباً.
الشارع الأول سيشق شمال منطقة السامرة، ومن المخطط أن يتجاوز قرية حوارة من الشمال وحتى مفترق تفوح قرب مستوطنة يتسهار. وهذا الشارع يمكن أن يخدم سكان يتسهار وسكان البؤرة الاستيطانية حفات جلعاد. لصالح شق الشارع صودرت 406 دونمات من أراضي بورين وحوارة وبيتا وعورتا وياسوف ويتما والساوية. وحسب طاقم متابعة المستوطنات في «السلام الآن» طول الشارع المتوقع هو 5.5 كم.
الشارع الثاني يتوقع أن يجتاز مخيم العروب للاجئين ويخدم سكان مستوطنات في جنوب غوش عصيون وجبل الخليل منها كرميه تسور وكريات أربع. خطة شق الشارع تتضمن مصادرة 401 دونمات من أراضي بيت أمر وحلحول، وطول الشارع المخطط له هو 7 كم.
رئيس طاقم متابعة المستوطنات في «السلام الآن» شبتاي بندت قال إن مصادرة الأراضي هي «جزء من الخضوع المتواصل للحكومة لمطالب المستوطنين الذين يعرفون جيداً أنه لا يمكن التطور بدون شوارع جيدة». حسب قوله، شق شوارع التفافية كهذه يؤدي بصورة مباشرة إلى تطوير المستوطنات في منطقتهم. أحد الأمثلة على ذلك هو شارع 398 الذي يسير من منطقة جنوب شرق القدس إلى منطقة مستوطنة تقوع ونوكديم: من بيانات المنظمة يتبين أنه بعد شق الشارع في العقد الماضي ارتفع بحوالي عدد الوحدات السكنية في المستوطنات المجاورة له بين الأعوام 2008 ـ 2014 نحو 90 في المئة. الشارع يسمى في أوساط نشطاء اليمين واليسار «شارع ليبرمان» على اسم رئيس حزب إسرائيل بيتنا الذي يعيش في نوكديم، بسبب دعمه لتنفيذ هذا المشروع.