إسرائيل تحذف المغرب من خريطة العالم .. عندما صحّحتها زادت غضب المغاربة

إسرائيل تحذف المغرب من خريطة العالم تماماً، في موقف يُصعب اعتباره مصادفة، إذ أغضبت الخارجية الإسرائيلية المغاربة بشدة عندما نشرت خريطة جزئية للعالم بترت منها بلادهم بشكل لافت للنظر.

جاء ذلك على صفحة الخارجية الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.

والغريب أن السفارات الإسرائيلية أعادت مشاركة نفس التغريدة طيلة يومين كاملين قبل استبدالها بخريطة أخرى يظهر بها المغرب، ولكن هذه الخريطة أغضبت المغاربة بدورها أيضاً.

إسرائيل تحذف المغرب من خريطة العالم لمدة يومين.. رسالة إلى إيران أم المملكة

وأرفقت الخارجية الإسرائيلية الخريطة بتحذير تقول فيه إن «إيران تمكنت من تطوير صواريخ باليستية تستطيع إلحاق الأذى بدول تبعد بـ2000 كيلومتر، 1250 ميلاً، ومن بينها دول أوروبية».

وبعد غضبة المغاربة الذين اعتبروا أن التصرف يعني أن إسرائيل تحذف المغرب من خريطة العالم عمداً، فوجئوا بما فعلته الخارجية الإسرائيلية بعد يومين.

فعندما أعادت الخارجية الإسرائيلية نشر الخريطة بعد يومين كما ظهر على حسابها بفيسبوك، فيما بدا أنه تصحيح، لها زادت الخريطة الجديدة غضب المغاربة.

إذ أظهرت الخريطة الجديدة الصحراء التي يطلق عليها المغاربة الأقاليم الجنوبية، وهناك حدود تفصلها عن باقي المملكة المغربية.

هل لهذه الخريطة علاقة بنفي زيارة نتنياهو

وأثارت هذه الخطوة استغراب متابعين مغاربة، متسائلين عن الأسباب وراء مثل هذا التصرف، وإن كان نفي الرباط قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى المغرب أحدها.

وكانت صحف إسرائيلية نشرت تقارير سابقة حول زيارة مرتقبة للمسؤول الإسرائيلي تقوده نحو المغرب منتصف مارس/آذار المقبل، الأمر الذي نفاه مصطفى الخلفي الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية تماماً.

وسبق أن شددت الحكومة المغربية مراراً على أن الرباط لا تربطها أي علاقات رسمية من أي نوع كانت مع إسرائيل.

والمغاربة يردون .. لا وجود لإسرائيل

وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي خطوة الخارجية الإسرائيلية، واعتبروا أن إسرائيل تحذف المغرب من خريطة العالم عمداً

ورأوا أنها كانت تقصد استفزاز المغرب وشعبه.

ومما زاد الغضب المغربي أنه لم يصدر أي توضيح أو اعتذار من الجانب الإسرائيلي على الرغم من الانتقادات اللاذعة والتعليقات المنددة والغاضبة على «تويتر».

في المقابل التزمت الحكومية المغربية الصمت بشأن السلوك الإسرائيلي.

وتساءل مدون: «إن كان لإسرائيل وجود أصلاً في خريطة العالم حتى تزيل بلداً عريقاً كالمغرب؟».

وقال آخر: «إسرائيل لا وجود لها أصلاً حتى يكون لها حق الاعتراف بدولة أو حذفها» وفق تعبيره.

البعض يرى أن هناك مخططاً إسرائيلياً خطيراً يستهدف المغرب

خالد السفياني، منسق المؤتمر القومي الإسلامي، اعتبر أن «إسرائيل غير موجودة شرعياً ليؤثر موقفها على دولة مثل المغرب التي يعرف العالم أجمع خريطتها وحدودها»، وفق تعبيره.

وشدد على «أن بتر المغرب من خريطة العالم لا قيمة له ما دام لا يؤثر سلباً على مصالح المملكة».

وبخصوص زيارة نتنياهو للمغرب، قال خالد السفياني لـ»عربي بوست»إن «نتنياهو اقترف جرائم ضد الإنسانية ويستحق المتابعة من طرف المحاكم الدولية»، لافتاً إلى أنه في حالة زيارته المغرب فسيقدمون شكوى ضده، حسب قوله.

وليست هي المرة الأولى التي تثار فيها مسألة تقسيم خريطة المغرب أو حذف جزء من أراضيه، فقد سبق أن كشف أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، عما سماه «مخططاً إسرائيلياً خطيراً يستهدف وحدة المغرب وتماسكه الاجتماعي».

وأشار ويحمان في تصريحات صحفية عديدة إلى أن «المشروع الإسرائيلي يرمي إلى تقسيم المغرب لدويلات أصبح يشكل خطراً داهماً يهدد أمن واستقرار المغرب.

واعتبر أن «هذا المشروع مخطط له بعناية ومستثمر فيه، وله خبراء وقائمون على تنفيذه خطوة بخطوة»، وفق تقديره.