إسبانيا تقدم منحا دراسية لـ100 طالب مغربي مع مشروع للعودة لاحقًا إلى بلدهم
قدّمت الحكومة الإسبانية مئة منحة دراسية للعديد من الطلاب المغاربة الذين سيبدأون دورة “الماجستير” في 22 جامعة إسبانية خلال الأسابيع المقبلة، مع الالتزام بالعودة إلى المغرب وبدء مشروع أعمالهم الخاصة في بلدهم.
وعلى الرغم من أنه سيكون خلال الشهر المقبل في إسبانيا عرضٌ تقديمي رسمي للمئة الذين تم اختيارهم، فقد نظم في مقر السفارة الإسبانية في الرباط السبت عرض أول قبل رحلة الطلبة الوشيكة، حيث تقوم فلسفة هذا المشروع على “الهجرة الدائرية” و”التنقل القانوني” الذي يتصدى للهجرة غير النظامية.
ويسمى هذا المشروع “أجيال الشباب وكلاء للتغيير”، وهو مدعوم بميزانية قدرها 2.6 مليون يورو بتمويل من قبل الاتحاد الأوروبي، بنسبة 95 بالمئة، وبمشاركة المنظمة الدولية للهجرة (IOM) التي تقوم بالإشراف على الرحلة وضمان العودة.
وتعتبر مسألة العودة مهمة للغاية لإثبات نجاح المبادرة، نظراً للعدد الكبير من المناسبات التي استفاد فيها الرياضيون والمهنيون وحتى عمال “الفراولة” من الحصول على تأشيرة دخول إلى إسبانيا، للبقاء بصورة غير قانونية على أراضيها.
وسيتابع المئة طالب المختارون درجة الماجستير في المجالات التي تعتبر “إستراتيجية” لبلدهم المغرب، مثل الطاقة المتجددة أو تكنولوجيا المعلومات أو قطاع الأغذية الزراعية أو السياحة، من بين أمور أخرى، كما أوضح إيف كورال مارتينيز، مدير الخدمة الإسبانية لتدويل التربية (SEPIE).
ويجب على الجميع تقديم مشاريعهم كـ”أطروحة الماجستير”، وسيتم تقييمها من قبل وكلاء مستقلين. وستتلقى أفضل عشرة مشاريع تمويلًا إضافيًا قدره 10 آلاف يورو لكل منها، أما بالنسبة للباقي فسيتم تقديم منح أخرى للتوظيف بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة.
وتم تنفيذ المشروع في وقت قياسي، حيث تم إطلاقه في نهاية شهر مايو/أيار (شهر رمضان في المغرب)، وفي ثلاثة أشهر فقط تلقت وزارة التعليم المغربية أكثر من ألف طلب. أما على الجانب الإسباني، فقد وفرت لهم ثلاثون جامعة مختلفة 756 مكانًا للدراسة.
ثقافة عامة
في الأشهر الثلاثة الماضية، كانت هناك مقابلات وامتحانات اختيار وجلسات توجيه للطلبة المسافرين الذين لديهم معلومات عامة عن إسبانيا وثقافتها وعن نظام التعليم الإسباني وعن الحقوق والواجبات التي تنطوي عليها المنحة، بالإضافة إلى توصيات عملية بشأن السكن.
وعلى الرغم من الاعتقاد بأن الطلاب الناطقين باللغة الإسبانية قد تم اختيارهم، إلا أن عوامل التفوق الجامعي الأخرى سادت أخيرًا، والعديد من هؤلاء الذين تم اختيارهم لا يتقنون اللغة، ولكن الجامعات المقصد ستدعم إدخالهم الصحيح.
وأكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي في الرباط، كلوديا ويدي، التي كانت حاضرة خلال العرض الأول أن مشروعًا كهذا “أكثر من مجرد منحة دراسية”، لأنه من المفترض أن “يختبر أدوات جديدة وأكثر إبداعًا، من أجل إنشاء الروابط بين الجامعة وسوق العمل وظاهرة الهجرة”.