إدلب.. من دعم أمريكي إلى فشل عالمي بعد المذبحة المرتقبة
لم تسفر قمة طهران، أمس الجمعة، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني “حسن روحاني” والتركي “رجب طيب أردوغان” عن نتيجة تنقذ محافظة إدلب السورية من مذبحة ينتظر العالم أجمع نتائجها.
آخر معاقل المعارضة
وتعتبر محافظة إدلب، شمال سوريا، آخر معاقل المعارضة السورية والتي تتلقى دعمًا من عدة دول منها السعودية والولايات المتحدة وتركيا، لذا يتوعد نظام الرئيس “بشار الأسد” بمساعدة روسيا استعادتها مرة أخرى ليعلن انتصاره الكامل والذي اعترفت به الصحف الغربية منذ إعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” نية سحب قواته من سوريا، وهو الأمر الذي عارضه المحللون والخبراء وحتى بعض الوزراء الأمريكيين لأنه بمثابة إعلان هزيمة واشنطن، فضلا عن عدم القضاء على مسلحي تنظيم داعش الإرهابي بشكل كامل.
خوف تركيا
رفض بوتين أمس مطلب أردوغان بتنفيذ هدنة في إدلب، لذا خرج اليوم المتحدث الرئاسي التركي إبراهيم قالن، قائلا إن أي هجوم على إدلب السورية، سيكون انتصارًا غير أخلاقي لنظام الأسد، معتبرا أن دمشق وحلفاءها لن يجرؤوا على ذلك بسبب انتشار قوات تركية هناك.
ومع أن قالن شدد على أنه “لا يمكن لأي دولة، بما فيها تركيا، أن تتحمل بمفردها أعباء وقف الاشتباكات العسكرية والتوصل إلى حل سياسي والدفاع عن اللاجئين”، إلا أنه اعتبر أن وجود 12 نقطة مراقبة يقيمها الجنود الأتراك في المحافظة السورية المذكورة، ضمان لمنع أي هجوم محتمل عليها، “لأن الطائرات الحربية الروسية والقوات البرية للنظام لا يمكن أن تجازف بشن هجمات مع وجود الجنود الأتراك هناك. وأي هجوم يستهدف إدلب بذريعة القضاء على المجموعات الإرهابية سيعطل عملية أستانا، ولن يجلب سوى القتل والدمار، وسيقوض كافة الجهود السياسية في جنيف أو في أستانا.
وكتب المتحدث الرئاسي في مقال نشرته صحيفة “ديلي صباح” التركية الناطقة بالانجليزية، يوم الجمعة، تحت عنوان “معضلة إدلب: اختبار آخر للنظام الدولي”، كتب يقول: “أن التطورات الأخيرة في إدلب ومحيطها، ستجعل الوضع أكثر سوءا بدلا من تحسينه”. وأضاف: “إننا نشهد حرب وصاية تجري بين القوى العالمية والإقليمية، والأسلحة ليست المسبب الوحيد لهذه الوحشية الناجمة عن الرغبة في كسب المزيد من القوة والنفوذ والدوافع الجشعة”.
وفي رأي المحللين والخبراء، تخشى تركيا من توجه المسلحين والإرهابيين إلى أراضيها هربًا من المذبحة التي سيرتكبها الأسد.
إصرار روسيا
وبعد يوم من قمة طهران، تعرضت محافظة إدلب لقصف جوي من قبل مقاتلات روسية، اليوم السبت، وفقا لما ذكرته منظمة الخوذ البيضاء والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأشارت المنظمة والمرصد إلى أن المحافظة التي تعد أحد آخر معاقل فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، تعرضت لقصف جوي شنته مقاتلات روسية على المحافظة الواقعة شمال سوريا.
بدورها، قالت منظمة الخوذ البيضاء عبر صفحتها على موقع تويتر إن القصف أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين، في حين اكتفى المرصد بذكر أن المحافظة تعرضت لقصف جوي السبت، بعد يوم من قمة طهران.
فشل عالمي
وتعتبر صحيفة “إيكونوميست” البريطانية أن الاعتداء الذي يلوح في الأفق يمثل انعكاساً للفشل العالمي في سوريا، ولعل الأسوأ من ذلك هو أنه لا توجد قوة خارجية مستعدة أو قادرة على وقف هذه المذبحة.
وترى المجلة البريطانية أن الدول الغربية (التي رفضت التدخل في المراحل الأولى للحرب عندما توافرت لديها الفرصة لوقف المذبحة) لم يعد في إمكانها الآن سوى أن تأمل فقط في تخفيف حدة الرعب، والولايات المتحدة محقة في تحذير الأسد من أنه سيواجه عقوبة إذا استخدم أسلحة كيماوية.