إدارة ترامب تنفذ حملة غريبة لإقناع جونسون بشراء الدجاج الأمريكي
ابتكرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطة لمحاربة المعلومات السلبية حول ممارسات الغذاء في الولايات المتحدة، مثل ممارسة «الدجاج المغسول بالكلور» المذمومة، عن طريق اصطحاب بعض الصحفيين البريطانيين «المؤثرين» في جولات في المزارع الأمريكية.
ونشرت السفارة الأمريكية في لندن إعلاناً هذا الصيف، عن احتياجها لشركة مورّدة مستعدة لاصطحاب خمسة صحفيين بريطانيين «متشككين»، في جولة تستغرق من خمسة إلى سبعة أيام إلى مجموعة من المزارع ومؤسسات البحوث الزراعية، لإقناعهم بأن الغذاء الأمريكي آمن ومغذٍّ، بحسب ما ذكرته صحيفة The New York Post الأمريكية، الجمعة 6 سبتمبر 2019.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها ستدفع مبلغاً يتراوح بين 60 ألف دولار، و75 ألف دولار لشركة على استعداد للمخاطرة باسمها في سبيل الزراعة الأمريكية.
استغلال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
وجاء إعلان فرصة التمويل، الذي اطلعت عليه صحيفة The New York Post، تحت عنوان: «مواجهة التقارير السلبية وغير المستنيرة حول الممارسات الزراعية الأمريكية واختيار المستهلك- توفير فرص اقتصادية وفرص عمل في الزراعة الأمريكية» .
وهذه الحملة الغريبة ضرورية بالنسبة لواشنطن، لأن البريطانيين لديهم فكرة سلبية عن الأغذية المُنتَجة في الولايات المتحدة، بدرجة قد تهدد صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعد خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي.
وجاء في إعلان البرنامج: «لسوء الحظ، تنتشر العديد من المفاهيم الخاطئة في المملكة المتحدة حول الممارسات والمعايير الزراعية الأمريكية، وقد أدت هذه المفاهيم إلى اعتراض شعبي قوي على المنتجات الأمريكية، وقد تعرِّض إحدى اتفاقيات التجارة الحرة للخطر» .
وجاء في الإعلان أيضاً: «التقارير الإعلامية حول الزراعة الأمريكية (في نطاق الصناعة)، التي تركز عادة على ما يسمى بـ «الدجاج المغسول بالكلور»، هي تقارير سلبية ومضللة، وغير دقيقة في كثير من الأحيان» .
ونشرت وزارة الزراعة الأمريكية استطلاعاً للرأي أجرته شركة Gallup، توصل إلى أن البريطانيين يعدون الطعام الأمريكي فاسداً.
زيادة الصادرات الأمريكية لبريطانيا
وفي العام الماضي، كان عدد المقيمين في المملكة المتحدة الذين قالوا إنهم سمعوا أخباراً سلبية عن الأغذية المنتَجة في الولايات المتحدة (46%) يبلغ حوالي ضعف عدد من قالوا إنهم سمعوا أخباراً إيجابية (24%)، وذلك بحسب الإعلان الفيدرالي. فضلاً عن أن 1% فقط من مستهلكي المملكة المتحدة قد يفضلون شراء اللحوم الأمريكية على البريطانية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، قد أزعج الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حين أخبر نائب الرئيس ترامب، مايك بنس، أن المملكة المتحدة «لم تكن متحمسة كثيراً لهذا الدجاج المغسول بالكلور»، في إشارة إلى الطرق التي تستخدمها الولايات المتحدة في معالجة الدجاج لتنظيفه من البكتيريا، مثل السالمونيلا، حيث حُظرت هذه الممارسة في الاتحاد الأوروبي عام 1997.
وتريد الولايات المتحدة زيادة صادراتها الزراعية إلى بريطانيا فور خروج الأخيرة من الاتحاد الأوروبي، وتوقُّف ارتباطها باللوائح الأوروبية التي حدت من صادرات الدجاج ولحوم البقر الأمريكية.
وتعتبر إدارة ترامب تبديد المفاهيم الخاطئة عن الغذاء الأمريكي خطوة ضرورية لتأمين صفقة تجارية، واصطحاب الصحفيين الأجانب في جولات ليست بالممارسة الاستثنائية، وفقاً للإدارة الأمريكية.
وقال متحدث باسم السفارة الأمريكية: «تُشرك السفارات الأمريكية حول العالم الصحفيين من حين لآخر، لشرح أولويات السياسة الأمريكية والترويج لها، وتنظم جولات في الولايات المتحدة لتمكين الصحفيين من التواصل مباشرة مع خبراء في الموضوعات المعنية» .
وأضاف المتحدث: «نريد أن يفهم البريطانيون أن المنتجات الزراعية الأمريكية آمنة ومغذية. فالمستهلكون البريطانيون أذكياء ويستحقون توفير المزيد من الخيارات لهم أثناء اختيارهم من بين المنتجات الزراعية» .
مساندة لحملة أمريكا
ومن جانبه، حثّ وودي جونسون، السفير الأمريكي لدى المملكة المتحدة، البريطانيين على تقبل المعايير الزراعية الأمريكية في مقال رأي كتبه في صحيفة The Telegraph البريطانية، في مارس/آذار الماضي.
وقال جونسون إن غسل الدجاج بالكلور هو الطريقة نفسها التي يستخدمها بعض المزارعين في الاتحاد الأوروبي لمعالجة الفواكه والخضراوات. وقد أطلق عليها اسم «ممارسة بديهية للحفاظ على السلامة العامة للتخلص من البكتيريا التي قد تفضي للموت مثل السالمونيلا» .
وكتب جونسون في معرض تشجيعه لإبرام صفقة تجارية جديدة: «تنتشر مصطلحات مستفزة ومضللة مثل الدجاج المغسول بالكلور، ولحم البقر الهرموني لإظهار الزراعة الأمريكية في أسوأ صورة» .