أوروبا تطمئن إيران بشأن التزامها بالاتفاق النووي دون أمريكا
سعى مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة يوم السبت إلى طمأنة إيران بأن الاتحاد ملتزم بإنقاذ الاتفاق النووي مع القوى الكبرى رغم قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب منه وإعادة فرض العقوبات.
ووجه مفوض الاتحاد للطاقة والمناخ ميجيل أرياس كانتي هذه الرسالة أثناء زيارته لطهران وقال إن الاتحاد الذي كان يوما أكبر مستورد للنفط الإيراني يرغب كذلك في تعزيز العلاقات التجارية مع إيران.
وقال كانتي للصحفيين بعد محادثات مع علي أكبر صالحي رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ”وجهنا رسالة إلى أصدقائنا الإيرانيين بأن الأوروبيين سيبقون على التزامهم بالاتفاق (النووي) طالما التزم الإيرانيون به … وهم قالوا الأمر ذاته من جانبهم“.
وأضاف ”سنحاول من جانبنا تعزيز تدفقات التجارة التي كانت إيجابية للغاية بالنسبة للاقتصاد الإيراني“.
وقال صالحي يوم السبت إن بلاده تأمل أن ينقذ الاتحاد الأوروبي الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي وافقت طهران بموجبه على كبح برنامجها النووي في مقابل رفع معظم العقوبات التي فرضها الغرب عليها.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع كانتي في طهران ”الكرة في ملعبهم… نأمل أن تثمر جهودهم… تصرفات الولايات المتحدة… توضح أنها دولة ليست محل ثقة في التعاملات الدولية“.
ومنذ إعلان ترامب في الثامن من مايو أيار الجاري انسحاب بلاده من الاتفاق قالت الدول الأوروبية إنها ستحاول الحفاظ على تدفق النفط والاستثمار الإيراني لكنها اعترفت بأنه ليس أمرا سهلا.
وتدعم بريطانيا وفرنسا وألمانيا الاتفاق بصفته أفضل طريقة لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية لكنها دعت إيران إلى الحد من نفوذها الإقليمي وبرنامجها الصاروخي.
ونقل التلفزيون الإيراني عن بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قوله ”الآليات التي سيتبناها الاتحاد الأوروبي… يجب أن تدخل حيز التنفيذ بحلول الثامن من أغسطس عندما تبدأ العقوبات الأمريكية في السريان“.
ومن شأن انهيار الاتفاق الإخلال بتوازن القوى على الساحة السياسية الإيرانية لصالح خصوم الرئيس حسن روحاني من المحافظين الذين وجهوا له انتقادات لاذعة لفشله في تحقيق المزيد من الإنجازات الاقتصادية.
* ”كل الاحتمالات“
قال صالحي إن أمام إيران عددا من الخيارات إذا فشلت الدول الأوروبية في الحفاظ على الاتفاق، ومن بين تلك الخيارات استئناف تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة. وأضاف أنه ليس أمام الاتحاد سوى بضعة أسابيع للوفاء بتعهداته.
وأضاف للصحفيين باللغة الإنجليزية ”إذا ظل الطرف الآخر ملتزما بوعوده فسنلزم أنفسنا بوعودنا… نأمل ألا يتصاعد الموقف إلى نقطة نضطر عندها إلى العودة للخيار الأسوأ“.
وقال ” كل الاحتمالات واردة فيمكننا… بدء التخصيب لمستوى 20 بالمئة“.
وبموجب الاتفاق المبرم عام 2015 يبقى مستوى تخصيب اليورانيوم حول معدل 3.6 في المئة تقريبا. وأوقفت إيران إنتاج يورانيوم مخصب بنسبة 20 في المئة وسلمت معظم مخزونها منه بموجب هذا الاتفاق.
ودرجة النقاء الانشطاري لليورانيوم عند مستوى 20 بالمئة تتجاوز كثيرا نسبة الخمسة بالمئة اللازمة عادة لتصبح وقودا لمفاعلات الطاقة النووية السلمية لكنها أقل بكثير من النسبة اللازمة لصنع قنبلة ذرية والتي تتراوح بين 80 و90 بالمئة.
وفي إطار جهودهم الدبلوماسية مع طهران قالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إن مسؤولي الحكومة الإيرانية أشاروا إلى أنهم يتعرضون لضغوط ممن يقولون إنهم تخلوا عن السيادة النووية لإيران دون الحصول على أي فوائد اقتصادية.
وقال صالحي ”للأسف بسبب التدخلات السلبية من الولايات المتحدة لا يمكننا قطف ثمار الاتفاق النووي كما توقعنا“.
وأضاف ”لم يعد الرأي العام مساندا كما كان من قبل وإذا لم يف الطرف الآخر بوعوده… سنواصل خسارة الدعم من جانب شعبنا للاتفاق النووي“.