أهالي القدس يرفضون قرار فتح المدارس خشية كورونا
يواصل سكان مدينة القدس المحتلة، مقاومة إجراءات سلطات الاحتلال التي لم تقدم لهم أي دعم حقيقي لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وأعلنت لجنة أولياء الأمور أنها لن تتقيد بقرار الاحتلال، الذي يتحكم في مدارس المدينة، بعودة الحياة التعليمية، خشية من وصول الفيروس للطلبة، في الوقت الذي تتواصل فيه الاستعدادات في الضفة الغربية لاستقبال فوج جديد من المواطنين العالقين في الخارج، عبر معبر الكرامة الفاصل عن الأردن، فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وضعها خطة من ثلاثة سيناريوهات، لمواجهة الفيروس.
** رفض مخطط الاحتلال
وفي بيان أصدرته لجنة اولياء أمور الطلبة في القدس المحتلة حول قرار حكومة الاحتلال بعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، أعلنت أنه بعد مراجعة اللجان المركزية ولجان المدارس الفرعية وآراء الأهالي ومطالبهم، وبعد مراجعة أصحاب الاختصاص من أطباء ولجان عاملة بمكافحة الفيروس ومنظمة الصحة العالمية، فإنه تقرر عدم الموافقة على عودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية، حفظا لأمنهم وسلامتهم، ما لم يصدر توصية رسمية من وزارة الصحة بأن وباء كورونا لم يعد يشكل أي خطر على حياة الطلبة في الأحياء العربية بالقدس.
وفي سياق قريب، كانت وزير الصحة الفلسطينية مي الكيلة، قال إن عدد الحالات المصابة في فلسطين ارتفع إلى 507، تشكل محافظة القدس ما نسبته 64% من الحالات الموجودة في فلسطين.
وتجري الاستعدادات حاليا في الضفة الغربية، لاستقبال مئات الفلسطينيين العالقين في الخارج، والذين من المقرر أن يعودوا عبر الأردن إلى الضفة بدءا من الأسبوع القادم.
وكان الناطق باسم الحكومة إبراهيم ملحم، قال إن الفوج الأول من المواطنين العالقين في الأردن سيصل يوم الأحد المقبل، موضحا أن العودة ستكون على أربع دفعات، وسيتم إخضاع العائدين للفحص في في معبر الكرامة قبل الحجر الصحي في منازلهم. وعبّر ملحم عن أمله في أن يتحلى العائدون بالصبر حتى تتمكن الطواقم الطبية من أداء مهامها بيسر وسهولة.
** المخابرات تنسق للعالقين
وأشار ملحم إلى أن رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، يتابع ترتيبات نقل العالقين في الخارج إلى الأردن، وقال إنها ترتيبات بدأت بتوجيهات من الرئيس محمود عباس للواء فرج، ولمجلس الوزراء، ولوزارة الخارجية، وللمعابر، ولوزارة الصحة، بالعمل على إعادة أبنائنا العالقين في كافة دول العالم، وقال ملحم إن فتح الجسر للمرور صعب، ويجري التنسيق مع إسرائيل والمسؤولين في الأردن، وقال: “هذه الجهود ستثمر ببدء عودة العالقين بدءا من الأحد المقبل”.
إلى ذلك، فقد أعلنت وزارة الخارجية ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا في صفوف الجاليات الفلسطينية حول العالم إلى 1229 مصابا، فيما سجلت 62 حالة وفاة، و476 حالة تعافٍ.
وأوضحت الخارجية في تقرير لها حول أوضاع الجاليات الفلسطينية حول العالم في ظل انتشار وباء “كورونا”، أنه تم تسجيل حالة وفاة جديدة في صفوف الجالية بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتسجيل 13 إصابة جديدة في صفوف أبناء الجالية، منها 10 إصابات في ولاية ميتشغن، وإصابتين في ولاية أوهايو، وإصابة في فيلادلفيا، وحالة وفاة في روسيا الاتحادية، هي للمواطن محمد أحمد بدر (62 عاما)، وهي الحالة الأولى لأبناء الجالية هناك.
وذكرت أن السفارة الفلسطينية في سوريا تتابع أوضاع الجالية والطلبة واللاجئين باستمرار للاطمئنان على صحتهم وسلامتهم، وتقديم أية مساعدة ممكنة للمحتاجين منهم، وتنسق في ذلك مع السلطات السورية المختصة والجمعيات وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات المنظمة هناك، وأكدت السفارة أنه تم إنشاء لجنة للمساعدات بقرار من الرئيس محمود عباس قبل عدة سنوات، وأنها قدمت منذ تأسيسها مساعدات الى 46800 عائلة حتى الآن، وتحضر حاليا لتقديم مساعدات إلى 20 ألف عائلة.
وفي سياق مساعدة الأسر التي تضررت اقتصاديا جراء الجائحة، قال وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، إن الوزارة بدأت بتوزيع مساعدات على 9504 أسر من الفقراء الجدد، بواقع 500 شيقل للأسرة، بقيمة بلغت 4 ملايين و752 ألف شيقل، وذلك لمرة واحدة، في عملية تستمر لمدة أربعة أيام.
وأضاف أن هناك مساعدات عينية وطرودا غذائية تم توزيعها على 98410 أسر في جميع محافظات الوطن بقيمة مالية بلغت 26 مليون شيقل، كما تم صرف 200 ألف شيقل لحوالي 200 أسرة تعاني من وضع طارئ وملحّ تقدمت للوزارة، وتوزيع طرود غذائية على أهلنا وشعبنا في مخيمات سوريا ولبنان بقيمة 3.5 مليون شيقل، بمجموع كلي تجاوز 34 مليون شيقل، لـ120 ألف أسرة.
** إجراءات رقابية
وفي إطار إجراءات مراقبة مخالفي حالة الطوارئ، أحالت وزارة الاقتصاد الوطني، تاجرين مخالفين لنيابة مكافحة الجرائم الاقتصادية، على خلفية بيع سلع منتهية الصلاحية وعدم إشهار الأسعار، كما ضبطت وأتلفت طواقم الوزارة والضابطة الجمركية والأجهزة الأمنية، طنّين من السلع المنتهية الصلاحية، خلال تنفيذها 32 جولة رقابية على المحلات التجارية، شملت 270 محلا تجاريا، أخطرت خلالها 12 محلا لتصويب أوضاعهم القانونية، كما تعاملت مع 19 شكوى وردت من مواطنين.
كما أعلنت الوزارة أن 8 منشآت صناعية جديدة باشرت بإنتاج الكمامات واللباس الواقي بعد نجاح عيناتها في الفحص المخبري التي تجرى في مختبرات مؤسسة المواصفات والمقاييس، وذكرت أن المجموع الاجمالي لعدد المنشآت التي تنتج أصناف (اللباس الواقي، كمامات) بلغ 27 منشأة صناعية تعمل تحت إشراف مؤسسة المواصفات والمقاييس لتلبية احتياج السوق الفلسطيني من هذه الأصناف التي تشهد اقبالاً عليها.
من جهته أوعز محافظ بيت لحم كامل حميد، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بحق جميع المخالفين لشروط السلامة والوقاية العامة، مع عمل ثلاث جولات على الأقل يوميا في مراكز المحافظة المختلفة، ودعا إلى تكثيف عمل جهات الاختصاص لمراقبة جميع المحلات المفتوحة، وكذلك الحواجز الأمنية الداخلية لمراقبة حركة المواطنين والمركبات خلال فترة النهار.
وشدد حميد على ضرورة الحد بشكل كبير من دخول السيارات إلى مركز المحافظة من الخارج والأرياف، إلا لمن يمتلك تصريحا خاصا، إضافة الى اتخاذ الإجراءات اللازمة والرادعة بحق المخالفين من أصحاب المحلات.
جدير ذكره أن طواقم وزارة الاقتصاد الوطني تنفذ جولات رقابية على المنشآت الصناعية للتأكد من مدى التزامها بالاشتراطات الصحية المعمول بها والتدابير اللازمة الخاصة بمواجهة فيروس كورونا بما يضمن تأمين سلامة المنشآت الاقتصادية المختلفة وتوفير سبل الوقاية اللازمة للحفاظ على صحة العمال والمواطنين.
وأعلنت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام عن إجراءات تخفيفية جديدة تتعلق بعمل المطاعم في المحافظة، وقالت في بيان أصدرته، إنه بعد مشاورات مع كافة جهات الاختصاص وبتعليمات من دولة رئيس الوزراء محمد اشتية، تقرر السماح للمطاعم بالعمل عن طريق طلبات التوصيل (الطلبات الخارجية)، ابتداء من صباح السبت المقبل، مع مراعاة الاشتراطات الصحية المعتمدة من الجهات المختصة حتى الساعة السابعة والنصف مساءً.
وفي غزة، كانت وزارة الصحة نفت ما تداولته حول وجود حالة انتكاس في إحدى الحالات المصابة بفيروس كورونا في القطاع. وقالت الصحة في بيان إن “لا صحة لما ورد على لسان وزيرة الصحة في رام الله حول انتكاس إحدى الحالات في غزة”، وأكد تعافي حالتين جديدتين ليصبح عدد المتعافين 12 ولازال هناك 5 حالات تحت العلاج.
ثلاثة سيناريوهات
قال الوكيل المساعد لوزارة الصحة في غزة أسامة قاسم، إن الوزارة وضعت عدداً من السيناريوهات لمواجهة الفيروس، مضيفا: “قسمناها إلى ثلاثة سيناريوهات، السيناريو (A) وهو عدم وجود مؤشرات للوباء، ويقوم على الحذر والتوعية والتدريب، وفيه تم تدريب الطواقم الصحية والمسارعة في تجهيز المستشفيات وتجهيز البروتوكولات والسياسات والأدلة الإجرائية والخطط والمشاريع المطلوبة بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التي تهدف للتعامل مع المرض، وتعزيز التثقيف الصحي والتوعية المجتمعية وإطلاق منصة توعوية إلكترونية تطبيق “صحتي” بالإضافة إلى وتعزيز قدراتنا التشخيصية وخاصةً قدرة المختبر المركزي على إجراء الفحوصات”.
وأشار إلى أن السيناريو الثاني (B) وهو اكتشاف حالة أو أكثر مصابة بالفيروس ضمن الحجر “مستوردة” وتم فيه التخطيط للتعامل مع هذه الحالات ومنع نقلها للعدوى إلى داخل المجتمع من خلال تجهيز مستشفى العزل في معبر رفح ومراكز الحجر الصحي في محافظات قطاع غزة.
وأوضح أن السيناريو الثالث (C) وهو اكتشاف حالة أو أكثر “محلية” في المجتمع المحلي، وفيه تم التخطيط والتجهيز لمستشفى للوبائيات للتعامل معه والعمل على السيطرة على انتشار المرض، وهي المرحلة التي لم نصل إليها، معبرا عن أمله في عدم الوصول لهذا الأمر.
وقال قاسم في تصريح صحافي نشرته وزارة الصحة في غزة، إن الخطط وضعت استندنا لعدة مرتكزات، كان أولها توجيهات منظمة الصحة العالمية في إدارة أزمة الوبائيات، إلى جانب الخبرة السابقة لوزارة الصحة في التعاطي مع الأزمات المشابهة مثل “انفلونزا الطيور” و”انفلونزا الخنازير”، وكذلك استندنا إلى ما تتمتع به الكوادر الطبية من خبرات وكفاءات عالية في التعامل مع الأوبئة وإدارة الأزمات، لافتا أيضا إلى أنه تم الاستفادة من التجارب الحالية في التعامل مع الوباء من قبل الدول الأخرى والاستفادة من نجاحاتهم وإخفاقاتهم في وضع السيناريوهات.
وقال: “إلى حين اكتشاف لقاح وعلاج شافٍ فإننا سنبقى في دائرة الخطر وأفضل مواجهة للخطر هي اتباع محددات السلامة الصحية”، داعيا المواطنين في قطاع غزة للالتزام بمحددات السلامة واتباع التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة.
وفي غزة، أعلنت وزارة الاقتصاد، أن طواقم حماية المستهلك قامت بتنظيم العديد من الجولات الميدانية على المحلات التجارية والأسواق، تم خلالها زيارة 192 منشأه تجارية، وجرى تحرير 16 محضر ضبط، و21 محضر إتلاف لأصناف وسلع منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستخدام الآدمي، وتحرير أربعة محاضر تحفظ لكميات من المواد الغذائية.
كما نظمت طواقم التفتيش التابعة للوزارة جولات تفتيشية على المخابز بمحافظات غزة، وقالت الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة، إن طواقم الإدارة العامة للصناعة كثفت الجولات الرقابية على المخابز خلال شهر رمضان بعد أن اتخذت الوزارة سلسلة من الإجراءات الرقابية التي تضمن تطبيق إجراءات الأمن والسلامة في المخابز وكافة المنشآت التجارية والصناعية.