أمريكا تتدخل بقوة لحل أزمة سد النهضة واحتواء غضب مصر المتصاعد
مع تصاعد أزمة سد النهضة وتحركات مصر الدولية والإفريقية والاقليمية لحسم الأزمة مع إثيوبيا، التي تصر على الملء الثاني لخزان السد بدون التوصل لإتفاق ملزم، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن تحرك جديد لاحتواء الموقف المتفاقم.
وأعلنت واشنطن يوم الخميس، تعيين مبعوث جديد للقرن الأفريقي، على أن يكون سد النهضة على رأس أجندته، والتدخل بشكل أكبر لدفع المفاوضات المتعثرة بين الأطراف الثلاثة السودان ومصر وإثيوبيا.
جولة أفريقية أخيرة حول سد النهضة
وكانت التحركات المصرية الجادة لاحتواء الأزمة قد تصاعدت مؤخرا بجولة يقوم بها حاليا وزير الخارجية سامح شكري إلى عدة دول.
وسلم شكري رسائل من الرئيس عبدالفتاح السيسي لقادة دول جنوب أفريقيا والكونغو الديمقراطية وكينيا وجزر القمر والسنغال وتونس، لإطلاعهم على أخر المستجدات حول الأزمة وخطط مصر للتعامل مع الموقف، وأبدت جميع الدول مساندتها لحقوق مصر التاريخية في مياه النيل.
يأتي هذا في ظل إصرار اثيوبيا على الملء الثاني لبحيرة السد بمقدار 13.5 مليار متر مكعب، في موسم الأمطار الصيفية خلال الشهرين المقبلين.
اضطرابات تهدد سد النهضة
وتشهد اثيوبيا حاليا اضطرابات داخلية تهدد حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد، المتهم بارتكاب جرائم حرب وانتهاك حقوق الإنسان في إقليم تيجراى والاستعانة بمرتزقة من ارتيريا لقتل الشعب الاثيوبي في الاقليم.
وامتدت الاضطرابات إلى إقليم أمهرة المجاور لتيجراى والاقليم الثالث المحاذي لهما بني شنقول، والذي تبني فيه اثيوبيا سد النهضة.
وتمكنت جماعات مسلحة من الاستيلاء بالفعل على مناكق واسعة من اقليم بني شنقول وأصبحت على مسافة كيلومترات من منطقة تشييد سد النهضة، وهو ما يهدد فقدان حكومة أبي أحمد السيطرة على السد تماما.
وتبني اثيوبيا سد النهضة على مسافة 15 كيلومترا من الحدود السودانية بكلفة 5 مليارات دولار، وتبلغ طاقته التخزينية 74 مليار مترمكعب من الماء.
اثيوبيا تفتح بوابات السد
وقامت أديس أبابا الأسبوع الماضي بفتح البوابات العلوية للسد عند مستوى منسوب 540، وذلك بهدف تخفيض المياه استعدادا لعمليات صب الخرسانة وتعلية السد إلى مستوى قد يصل إلى 595 مترا تمهيداً للبدء في الملء الثاني لبحيرة السد.
ووصلت المفاوضات بشأن السد الاثيوبي لطريق مسدود بعد أن أفشلت اثيوبيا الاجتماعات التي استضافتها كنشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، خلال الفترة من الرابع وحتى السادس من أبريل الحالي.
وقال السودان إن “تعنت” أثيوبيا وإصرارها على عدم تغيير منهجية التفاوض ورفضها لمقترح الوساطة الرباعية وإصرارها على التحركات الأحادية هو السبب الذي أفشل اجتماعات كنشاسا.