أليساندرو محمود مطرب إيطالي يثير جدلاً بسبب أصوله المصرية
أثار المغني الإيطالي أليساندرو محمود الدهشة والاستغراب في صفوف اليمين الإيطالي بعد فوزه في مهرجان “سان ريمو” الغنائي العريق في دورته الـ 69، بسبب أصوله المصرية. ويؤهله فوزه في هذا المهرجان تمثيل إيطاليا في مسابقة الأغنية “يوروفيجن” العالمية.
وحصل محمود على أعلى نسبة أصوات من هيئة محلفين ضمت موسيقيين وصحفيين شكلت آراؤهم 60 في المئة من النقاط.
وأصبح محمود هدفاً لهجمات اليمين المتطرف، إذ غرّد ماتيو سالفيني، زعيم حزب “رابطة الشمال” اليميني ونائب رئيس الوزراء الإيطالي عبر حسابه في تويتر قائلاً: “لو كنت هناك، لاخترت المغني نيكولو موريكوني”. وأضاف: “يشعر 90 في المئة من الناس الذين صوتوا في المسابقة بالحيرة حيال فوز محمود على منافسه موريكوني”.
وقال ويجي دي مايو، أحد أعضاء “حركة خمس نجوم” مؤيداً رأي نائب رئيس الوزراء في حسابه على فيسبوك: “هناك بون شاسع بين الشعب والنخبة التي هي عبارة عن مجموعة من الصحفيين والفنانين، وفوز محمود جاء بناءً على رغبة النخبة وليس بناءً على رغبة أغلبية الناخبين من الشعب”.
أما أليساندرو محمود الذي ولد من أم إيطالية وأب مصري، فردَّ بأنه إيطالي مئة في المئة لأنه ولد وترعرع في ميلانو. وتحاكي أغنيته التي فازت في المهرجان، طفولته وتحتوي على بعض الكلمات العربية.
وقال للصحفيين إنه من خلال أدائه لأغنيته أراد أن يحكي قصة لا أن تتحول الأغنية إلى مادة للجدل السياسي في البلاد.
وقال فيديريكو كابيتوني ربما كانت هناك رسالة سياسية أرادت لجنة التحكيم إيصالها من خلال دعم المغني أليساندور محمود.
وأضاف: “ربما لا ينبغي اختيار الفائز في العام المقبل عن طريق التصويت، بل عن طريق البث التلفزيوني، لأنه يكلف كل شخص 51 سنتاً ثمن الرسالة النصية التي يرسلها من هاتفه”.
وبثت قناة “راي” الحكومية دعوة رئيسها مارسيلو فوا (شخصية مثيرة للجدل أعرب عن وجهات نظر مناهضة للهجرة) إلى تغيير نظام التصويت. وقال: “هناك اختلال واضح بين الأصوات الشعبية ولجنة التحكيم المكونة من بضع عشرات من الناس، وإنه يجب إصلاح نظام التصويت حتى يشعر الجمهور بأنه ممثل فعلاً”.
وتم تعيين فوا رئيساً لـ “راي” في سبتمبر الماضي من قبل لجنة برلمانية تشرف على الإذاعة. وتم تكليفه من قبل سالفيني ودي مايو رغم المعارضة القوية من الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط والمخاوف التي أبدتها اتحادات الصحفيين.
“البرنامج فني لكن النزاع سياسي”
ويستمر هذا المهرجان خمسة أيام كل عام، وجذب هذا العام أكثر من 10 ملايين مشاهد، لكنه نادرًا ما يمر دون نزاع أو خلافات.
ففي يناير/كانون الثاني، تعرض المغني وكاتب الأغاني كلاوديو باجليوني للتهديد لأنه وصف رفض سالفيني لـ 49 من المهاجرين الذين تم إنقاذهم بأنه “يدعو للسخرية” خلال مناظرة تلفزيونية.
وقال فيديريكو كابيتوني، وهو صحفي وناقد موسيقي لصحيفة “لاريبوبليكا” اليومية الإيطالية: “في كل عام هناك مشكلة ما، ولكن بوجود هذه الحكومة لدينا دائماً موضوع سالفيني والهجرة… يبدو أن هناك ذريعة “.
وأضاف: “لا يتطلب الأمر سوى القليل من الدعاية، وإن أرادوا التدخل، سيجدون وسيلة لذلك”.