ألمانيا تعيد جماجم الضحايا لنامبيا بعد إعدامها الآلاف
في إحدى الكنائس بالعاصمة برلين، جاء وفدٌ من حكومة دولة ناميبيا وتسلَّمَ جماجم الضحايا.
أُرسلت العظام وفق شبكة BBC البريطانية إلى ألمانيا لتخضع لبحثٍ صار الآن سيئ السمعة لإثبات التفوُّق العنصري للأوروبيين ذوي البشرة البيضاء.
قُتِلَ عشرات الآلاف من شعوب الهيريرو والناما جرَّاء الانتفاضة ضد الحكم الاستعماري.
وما زال الأحفاد ينتظرون اعتذاراً من الحكومة الألمانية.
وجمهورية ناميبيا تقع في جنوب غرب قارة إفريقيا، ويحدها من الغرب المحيط الأطلسي. وتشترك في الحدود البرية مع أنغولا وزامبيا من الشمال، وبوتسوانا من الشرق وجنوب إفريقيا من جهة الجنوب والشرق.
لماذا صدر أمر الإبادة؟
بدأت الإبادة الجماعية عام 1904 بعدما تمرَّدَت شعوب الهيريرو والناما بسبب مصادرة ألمانيا لأراضيهم وماشيتهم.
أصدر لوثر فون تروثا، رئيس الإدارة العسكرية التي كانت تُعرَف في ذلك الوقت باسم جنوب غرب إفريقيا الألمانية، أمراً بالإبادة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1904.
أُجبرت شعوب الهيريرو والناما على المغادرة إلى الصحراء، وكان أيُّ شخصٍ يحاول استعادة أرضه إما يَلقى حتفه أو يُلقى في معسكرات الاعتقال.
لا تتوافر أرقامٌ مُتَّفَقٌ عليها حول عدد القتلى، لكن بعض التقديرات حدَّدَتهم بما يصل إلى 100 ألف قتيل.
ويُعتَقَد أن 75% من شعب الهيريرو لاقوا حتفهم، بينما قُتِلَ نصف شعب الناما.
أُرسلت جماجم بعض الضحايا إلى ألمانيا حيث أجرى عليها علماء الأنثروبولوجيا العنصريون بعض الدراسات كجزءٍ من محاولةٍ لإثبات نظرية تفوُّق الأوروبيين.
ويُعتَقَد أن ألمانيا حصلت على مئات الجماجم الناميبية، وفي يوم الأربعاء 29 أغسطس أعادت رفات أكثر من 25.
كذلك استُخدِمَت الجماجم الآتية من المستعمرات الإفريقية الأخرى بألمانيا في الدراسات سيئة الصيت، بما فيها مستعمرات العصر الحديث مثل الكاميرون وتنزانيا ورواندا وتوغو.
هل ستُقدِّم ألمانيا الاعتذار؟
عام 2016، قالت ألمانيا إنها كانت على استعدادٍ للاعتذار من حيث المبدأ، ولكنها لا تزال تتفاوض مع الحكومة الناميبية حول صيغة الاعتذار، وكيفية التعامل مع الإرث من الإبادة الجماعية.
رفع بعضٌ منهم دعاوى قضائية جماعية ضد ألمانيا في نيويورك على أمل الحصول على تعويضات.
جادلت ألمانيا بأنها منحت ناميبيا ملايين الدولارات من أجل مساعدات التنمية لدعم كل الشعب في البلاد.
كان الاحتفال الذي أُقيمَ الأربعاء هو المرة الثالثة التي تُعاد فيها الجماجم إلى ناميبيا، ولكن كان من المأمول أن تكون تلك المرة جزءاً من عمليةِ مصالحةٍ حقيقية، وفقاً لما قاله جوهانس ديل.
ولكن أحفاد الضحايا يشعرون بالغضب؛ لأنهم لم يتلقوا أيَّ اعتذارٍ أو حتى اتفاقٍ للتعويض. هم أيضاً غير راضين؛ لأنهم لا يشكلون جزءاً من تلك المفاوضات.
أخبر فيكوي روكورو، زعيم قبيلة هيريرو، الكنيسة في برلين: «لا تزال الحكومات تتفاوض بشأن نصٍّ مناسب للاعتذار. وتلك هي مزحةٌ كبيرة. فهؤلاء الأشخاص لا يلقون بالاً بينما يعاني آخرون».
ستُنقَل الجماجم الآن إلى ناميبيا؛ حيث ستُحفَظ في المتحف الوطني، إلى حين اتخاذ قرار بشأن المكان الذي ستُدفَن فيه.