أكدوا أن الفيروس يعيش في الخلايا الحية فقط.. باحثون: الميت بكورونا لا ينقل العدوى للأحياء
في ظل الجدل المستمر حول آلية دفن المتوفين بفيروس كورونا المستجد، أكدوا عدد من الأطباء والباحثين أن المتوفى بفيروس كورونا لا ينقل العدوى إلى الأحياء، مشيرين إلى أن الفيروس يعيش فقط على الخلايا الحية، ويموت بعد ساعات من وفاة المصاب به.
وشهدت بعض الدول العربية احتجاجات عدة تتعلق بدفن ضحايا فيروس كورونا، حيث حاول المحتجون منع السلطات من دفنهم، بعد انتشار شائعات تفيد بانتقال العدوى من المتوفين إلى الأحياء.
ودوّن البرفيسور حاتم الغزال، رئيس قسم امراض الوراثة في المستشفى العسكري بالرياض: “كل جسم يمتلك حمضا نوويا خاصا به وقادر على نسخه ليتكاثر، نعتبره في علم الوراثة كائنا حيا. الفيروسات تمتلك حمضا نوويا خاصا بها ولكنها قادرة على نسخه فقط باستعمال أجهزة الخلية الحاضنة لها وبالتالي فالفيروسات غير قادرة على التكاثر من دون وجود خلايا حية تساعدها على ذلك. خارج الخلية يصبح الفيروس جمادا يحافظ على تكوينه لبضع ساعات او أيام ثم يتفكك و يندثر. الفيروسات إذاً في حالة متغيرة بين الكائنات الحية، إذا كانت داخل خلية حية، وبين الجماد إذا كانت خارجها”.
وأضاف: “بعد وفاة المريض بكورونا تتوقف وظائف خلايا الجسم بعد أقل من ساعة وبذلك تتوقف الفيروسات نهائيا عن التكاثر داخله وتنتقل إلى جماد تماما مثل الفيروسات المتناثرة على الأسطح ومقابض الأبواب والقفازات المستعملة. مجرد جماد سيتحلل ويختفي نهائيا بعد ساعات أو أيام إذا لم تلمسه. وبالتالي فإن الميت أقل عدوى بكثير من المصاب الحي. التوصيات التي يسهر زملاؤنا الأطباء الشرعيون على تطبيقها عند التعامل مع جثة متوفى بكورونا تجعل إمكانية العدوى قبل الدفن شبه منعدمة، أما بعد الدفن فهي بطبيعة الحال منعدمة تماما حتى بدون أخذ أي احتياطات”.
خوف الناس من دفن موتى كورونا في مقابرهم حتى وإن لم يعبّروا عنه لاعتبارات أخلاقية، مستمد من اعتقادهم أن الجثة ستواصل انتاج الفيروس الذي سيتكاثر وسينتشر في المكان المحيط بها، وهو أمر مستحيل علميا.
وكتب الدكتور ذاكر الأهيذب (طبيب في المستشفى العسكري بتونس، وعضو الجمعية الأوروبية لأمراض القلب) “عندما يسلم الإنسان الروح، يتوقف التنفس يعني أن فيروس كورونا لن يخرج من قصباته الهوائية. وتبقى الجثة قادرة على إخراج الفيروس في السوائل لكن لمدة قصيرة. فالفيروس يعيش في الخلايا الحية، يعني عندما تموت الخلايا يتحول جسم الإنسان إلى مواد يعيش فيها الفيروس بين ثلاث إلى 72 ساعة مثل التراب والبلاستيك والقماش. كما أن المتوفى بكورونا مكفن ومغلف في كيس بلاستيكي داخل تابوت، ومن المستحيل أن ينبعث منه أي فيروس”.
من جانب آخر، أشار الدكتور علي الوعري (طبيب فلسطيني مختص بجراحة الصدر في مدينة ووهان الصينية) إلى أن بعض المصابين بفيروس كورونا لا يتسببون بنقل العدوى لغيرهم، لأنهم يحملون فيروساً “ميتاً” وغير نشط.
وأوضح أكثر بقوله: “عند اختبار الحمض النووي وتكون النتيجة إيجابية، مما يشير إلى وجود الفيروس في جسد الشخص، يتوجب علينا عزل الشخص وإدراجه تحت الرقابة الطبية لمدة 14 يوماً، وإجراء الفحوصات اللازمة، وإذا تبين بعد ذلك أن نتيجة فحص الحمض النووي سلبية، والصورة المقطعية للرئة طبيعية، ولا توجد أعراض تنفسية، وكل شيء على ما يرام، فهو مصاب يندرج تحت الإصابة عديمة الأعراض”.
وأضاف :”هل هذا النوع من الأشخاص ينقل العدوى للآخرين أم لا؟ الإجاية ليست سهلة هنا، ولكن سأجيبكم على هذا السؤال من خلال ما شاهدته هنا في ووهان بهذا الخصوص. عند الفحص بكاشف الحمض النووي للحالات المصابة والتي لم تظهر عليها أعراض بتاتا، كما ذكرت آنفاً وتكون النتيجة إيجابية بكاشف الحمض النووي. لا يمكن تحديد ما إذا كان الفيروس حياً (نشطاً) أو فيروساً ميتاً (غير نشط) في جسم الشخص. في هذه الحالة يجب عمل مزرعة للفيروس، لأنه من خلال فحص كاشف الحمض النووي بنتيجة إيجابية لا يمكننا تحديد تركيز ونشاط الفيروس، لذلك لا يمكننا تحديد ما إذا كان معدياً ام لا بالكشف فقط بالحمض النووي”.
وكان رجال الدين في بعض الدول العربية، أفتوا بجواز عدم غسل المتوفى بفيروس كورونا، خشية من العدوى بالوباء، كما أوصوا بضرورة الاكتفاء بصلاة شخص واحد عليه فقط.