أكثر من 59 قتيلا فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي
قال مسؤولون فلسطينيون إن 59 فلسطينيا على الأقل قد لقوا مصرعهم، بينهم ستة أطفال، كما جُرح أكثر من 2800 فلسطيني خلال مشاركتهم في مسيرات العودة التي انطلقت في منطقة الجدار العازل في قطاع غزة ضمن إحياء الذكرى الـ 70 لما يُعرف بالنكبة والتي تزامنت هذه السنة مع افتتاح السفارة الأمريكية في القدس.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تغريدة إن “كل بلد لديه التزام بالدفاع عن حدوده، وحركة حماس أعلنت نيتها تدمير إسرائيل وإرسال الآلاف لاختراق السياج الحدودي لتحقيق هذا الهدف، سنستمر بالرد بحزم للدفاع عن سيادتنا ومواطنينا”.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس “المجزرة”، فيما قالت الأمم المتحدة إن ما يجري “يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان”.
ويرى الفلسطينيون في افتتاح السفارة دعما أمريكيا واضحا لفرض إسرائيل سيطرتها على المدينة بأكملها، بما في ذلك قسمها الشرقي الذي يؤكد الفلسطينيون أحقيتهم بأن يكون عاصمة دولتهم المستقبلية.
وحضر افتتاح السفارة كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم إيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها.
ماذا حدث على الحدود مع غزة؟
كان الفلسطينيون يشاركون في احتجاجات جماهيرية مثلما اعتادوا على مدى الأسابيع الستة الماضية ضمن مسيرات العودة.
وقالت إسرائيل إن “40 ألف فلسطيني شاركوا في الاحتجاجات العنيفة في 13 موقع بالقرب من منطقة الجدار العازل في قطاع غزة”.
وألقى الفلسطينيون الحجارة بينما استخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والقناصة والغاز المسيل للدموع بينما كان الدخان الأسود يتصاعد من الإطارات المحترقة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عشرة آلاف من “مثيري الشغب العنيفين” تجمعوا على طول السياج الأمني وإن قواته كانت تعمل “وفقا للإجراءات المعتادة”.
كيف كانت ردود الفعل الدولية؟
كانت هناك ردود فعل متضاربة بشدة:
- الولايات المتحدة: قال راج شاه، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن: “حماس مسؤولة عن سقوط هذا العدد المأساوي من القتلى”، مضيفاً أن حماس تتصرف عن قصد”.
- الكويت: أعدت بياناً لمجلس الأمن يدعو لإجراء تحقيق مستقل في العنف وعبرت عن عضبها وحزنها، إلا أن الطلب رُفض بسبب معارضة الولايات المتحدة.
- الاتحاد الأوروبي: دعت رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيرني.
- ألمانيا: قالت إن “إسرائيل لديها الحق بالدفاع عن نفسها، إنما يجب أن تفعل ذلك بشكل مناسب”.
- فرنسا: أدان الرئيس إيمانويل ماكرون العنف الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي ضد المحتجين.
- تركيا: قالت إن ” واشنطن مسؤولة مع إسرائيل عن المذبحة الدنيئة”، وسحبت سفرائها من كلي البلدين.
- المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أدان “القتل الصادم للعشرات وجرح المئات بنيران إسرائيلية”.
- جنوب إفريقيا: استدعت سفيرها لدى إسرائيل مُدينة “الطريقة العشوائية والخطيرة للهجوم الإسرائيلي”.
لماذا أثار نقل السفارة كل هذا الجدل؟
وضع مدينة القدس والأحقية في حكمها يأتي في صميم الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على القدس، ومن المفترض أن يتم بحث الوضع النهائي للقدس في المراحل الأخيرة من محادثات السلام وفقا لاتفاقية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية عام 1993.
وتعد إسرائيل القدس “عاصمتها الأبدية غير المقسمة”، بينما يطالب الفلسطينيون بأن تكون القدس الشرقية، التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ حرب عام 1967، وقد استولت عليها تماما على الرغم من عدم وجود أي اعتراف دولي بذلك.
وأقامت إسرائيل منذ ذلك الحين عشرات المستوطنات فيها، إذ سكنها نحو 20 ألف يهودي. وتعد هذه المستوطنات غير شرعية وفقا للقانون الدولي تعتبر رغم أن إسرائيل تعارض ذلك.
وقد جاء إعلان ترامب العام الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لينهي عقودا من الحياد الأمريكي بشأن هذه القضية واضعا الولايات المتحدة في خلاف مع معظم المجتمع الدولي.