أكبر قبائل العراق تخاطب الدولة: إن لم تحمونا أدخِلونا في سلك الجيش وسنحمي أنفسنا
طالبت قبيلة شمر، الأكبر في العراق، الحكومةَ العراقية بتسليح أبنائها للدفاع عن أنفسهم، بعد عمليات قتل وخطف تعرَّضوا لها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، خلال الأيام القليلة الماضية، في مناطق صحراوية وسط البلاد.
يأتي هذا الطلب بعد يوم من إعلان مسؤول عراقي محلي عن تسجيل زيادة في تحركات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، في المناطق الصحراوية، وسط العراق، بعد العثور على جثث 7 من رعاة الأغنام من بين ثلاثين شخصاً خطفوا من عشيرة شمر.
وفي حادثة منفصلة، قام عناصر التنظيم بخطف ثلاثة سائقي شاحنات على الطريق السريع جنوب مدينة كركوك المجاورة لمحافظة صلاح الدين.
إلا أن ناشطين على منصة توتير قالوا إن الخاطفين ميليشيات تعمل لصالح إيران.
وقال عبدالله حميدي عجيل الياور، كبير شيوخ القبيلة التي تمتد بين سوريا والسعودية في بيان “نحمل القوات الأمنية مسؤولية حماية المدنيين، وعجزها عن ذلك يعد تقصيراً بأداء الواجب”.
وأضاف الياور “إذا لم تستطع القوات الأمنية السيطرة على هذه المساحات التي يقطنها أبناء شمر، وغيرهم من أبناء القبائل والعشائر العربية الأصيلة، فليأمر القائد العام (للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي) بفتح باب التطوع في سلك الجيش، وتشكيل لواء من أبناء المناطق لحماية أنفسهم”.
وتعهد الياور في البيان بالتصدي “للظلم والإرهاب والتعدي أيما كان مصدره، بالحكمة والحزم”، مشدداً في الوقت نفسه على رفض الإساءة إلى دين الله “وأن يستغل من الجماعات المغالية والمتطرفة والإرهابية لطرد الناس منه”.
وقبيلة شمر موالية للحكومة العراقية، وحاربت الجهاديين إلى جانبها على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.
وحذَّر الشيخ هيثم الشمري، أحد وجهاء قبيلة شمر التي ينتمي إليها معظم الضحايا من “ظهور خلايا داعش من جديد في مناطق الحضر وجزيرة سامراء والطريق المثلث بين كركوك وصلاح الدين”.
داعش يدخل الأراضي العراقية
وأشار إلى “تزايد الخروقات التي حدثت على الحدود من جهة البو كمال”، منبهاً إلى “معلومات تشير إلى دخول عناصر داعش للأراضي العراقية”.
وأعلن العراق النصر على التنظيم، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانخفض معدل العنف في البلاد بشكل كبير، بعد المعارك التي خاضتها القوات العراقية على مدى ثلاث سنوات، تمكَّنت خلالها من استعادة ثلث مساحة العراق التي سيطر عليها داعش في عام 2014.
بعد الخسارة الكبيرة التي لحقت بداعش، خاصة في الموصل، انسحب إلى المناطق الصحراوية مستغلاً الجغرافيا الصعبة لهذه المناطق لشنِّ هجمات.
وقال علي نواف، رئيس مجلس قضاء الدور لوكالة الصحافة الفرنسية، إن “قوى داعش الإرهابية هاجمت عدة قرى متفرقة الأحد، وقاموا باختطاف 30 شخصاً”.
وعمليات الخطف وقعت في مناطق صحراوية مشتركة إدارياً، بين محافظة صلاح الدين ومحافظة نينوى.
وأضاف “عثرنا على جثث 7 من الضحايا، والقوات الأمنية لا تزال تبحث عن الباقين”.
ينشطون في مناطق شبه خالية
ونشر ناشطون صوراً للضحايا المغدورين، وجميعهم يرتدون “الدشاشة”، وهي الزي العربي، معصوبي الأعين بكوفيات حمراء، ومقيدي الأيدي وقد كُبَّت جثثهم على وجوهها والدماء تحيط بها.
وقال النواف إن “هذه المناطق كانت آهلة بالسكان، لكنها الآن شبه خالية بسبب تهديدات الإرهابيين، باسثناء أعداد قليلة من عشائر شمر من رعاة الأغنام. إنهم أناس عزَّل لا يملكون قطعة سلاح واحدة، تعاقبت عليهم قوات وكل قوة تصادر أسلحتهم، حيث صادرت القوات الأميركية أسلحتهم في البداية، ولاحقاً داعش، وبعدها الحشد والجيش، كل قوة تأتيهم تصادر سلاحهم”.
والقرى التي تعرضت هذه المرة للهجوم تضم قبائل شمر الموالية للحكومة، والتي قارعت داعش على مدى السنوات الثلاث الأخيرة.
إلى جانب ذلك، فإن المناطق الواقعة في محيط كركوك تشهد تدهوراً أمنياً، حيث تمكن داعش من نصب حاجز وهمي بزي عسكري، وخطف 3 سائقي شاحنات.
وناشد علي النواف رئيس المجلس البلدي لقضاء الدور في محافظة صلاح الدين رئيس الوزراء والقيادات العسكرية، وضع حدٍّ للخروقات في مناطق الحضر وجزيرة صلاح الدين، التي قال إن “داعش بدأ يتجول فيها في وضح النهار، بعد أن كان لا يجرؤ على الخروج سوى في الليل”.
وأضاف: “السكان هناك يشاهدونهم يجوبون المنطقة أحياناً بسيارة أو سيارتين، وأحياناً بواسطة رتل يتكون من عشر سيارات”.