أعين العالم على الانتخابات المحلية في تركيا وينتظرها سياسيون ومستثمرون اجانب
قال الكاتب في صحيفة حرييت التركية، عبد القادر سلفي، المقرب من حزب العدالة والتنمية ، إن نتائج الانتخابات المحلية التركية المزمع إجراؤها نهاية شهر مارس 2019، ستؤثر بصورة كبيرة على الوضع في تركيا اقتصادياً وسياسياً.
وكشف الكاتب التركي في تقرير لصحيفة Hürriyet التركية، كيف تفاعل مستثمرون فرنسيون مع الانتخابات المحلية التركية، خلال اجتماعاتهم مع نظرائهم الأتراك التي تمحورت حول زيادة استثماراتهم داخل تركيا.
الانتخابات المحلية التركية في عيون المستثمرين الأجانب
يوضح الكاتب أن هذه الاجتماعات حظيت بمشاركة هيئة ممثلة عن حزب العدالة والتنمية. وقد وجه المستثمرون بعض الأسئلة إليهم، حيث كان أبرزها يتعلق بما إذا كان حزب الحركة القومية يدعم توجه حزب العدالة والتنمية في المجال الاقتصادي.
وقد أفادت الهيئة أنّ العدالة والتنمية أبرم توافقاً مع حزب الحركة القومية حول الانتخابات المحلية التركية القادمة، إذ أنه لا يتدخل في السياسات العامة للحكومة، ولا يتدخل في السياسات الاقتصادية.
وقد عبّر المستثمرون الفرنسيون عن ارتياحهم إزاء هذه الأجوبة. وعندما وصل الأمر للحديث عن توسيع استثماراتهم، قال المستثمرون: «دعونا في البداية، نرى نتائج انتخابات 31 مارس».
شهد التوافق الذي جمع بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية حالة من الاضطراب خلال الآونة الأخيرة، خاصة بعدما صرّح دولت بهجلي خلال الأشهر الماضية عن أنه لن يكون هناك توافق في الانتخابات المحلية، ما دفع أردوغان إلى الرد على ذلك بالقول إن كل حزب سيسير بطريقه الخاص.
خاصة التوافق بين العدالة والتنمية التركي وحزب الحركة القومية
وفي ليلة 25 أكتوبر دارت جملة من المناقشات بين أردوغان ومسؤولي حزب العدالة والتنمية، وذلك أثناء إحدى رحلات العودة إلى إسطنبول.
وقد تساءل أردوغان حول رأي أعضاء الحزب والوزراء المرافقين له فيما يتعلق بالتطورات التي حصلت مع حزب الحركة القومية والتحالف قبل الانتخابات المحلية التركية .
ومن جهتهم، ذكر بعض الحضور أنّ قاعدة العدالة والتنمية قابلت ذلك بترحيب كبير. في المقابل، نوه البعض الآخر بأنه بالإمكان الضغط على الحركة القومية خلال التصويت في البرلمان.
لم يكن أردوغان سعيداً بشأن كل من هذه الآراء والأمور السلبية التي شهدها توافق حزبه مع حزب الحركة القومية.
لذلك، استمع الرئيس التركي بعناية لتحليل قام به أحد الوزراء، الذي أفاد فيه أن انتصار أردوغان لبكر بوزداغ كان انتصاراً للقانون، وأنّ هذا الوفاء تجاهه أسعد قواعد حزب العدالة والتنمية.
في المقابل، هناك حاجة ماسة للمحافظة على استمرار التوافق مع حزب الحركة القومية لما فيه من مصلحة عليا لتركيا. وحينها، سأل أردوغان قائلاً: «هل يمكننا القيام بذلك؟»، فأجاب الوزير بالإيجاب، ما أدى إلى إصدار أردوغان على الفور التعليمات من أجل بذل الجهود للمحافظة على هذا التوافق.
في مصلحة مَن سيصب التوافق؟
أردوغان دعا في وقت سابق مرشحي حزب الحركة القومية لبلديات إسطنبول للحضور معه أثناء الإعلان عن مرشحي العدالة والتنمية.
في الوقت الراهن، سيقوم أردوغان بالأمر نفسه عندما سيدعو المرشحين من حزبه وحزب الحركة القومية لانتخابات بلديات أنقرة.
والجدير بالذكر أننا سندخل الانتخابات المحلية التركية لأول مرة بوجود تحالف وتوافق بين حزبي العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية. وسنرى ليلة 31 مارس/آذار في مصلحة أي حزب سيصب هذا التوافق.
أما رئيس شركة «كونسينوس» لاستطلاعات الرأي، مراد صاري، فيرى أنّ هذا التوافق سيصب في مصلحة حزب الحركة القومية بالدرجة الأولى، حيث سترتفع نسب التأييد له في الانتخابات المحلية القادمة بصورة غير مسبوقة.
ويُعلل صاري ذلك بأنّ مؤيدي حزب العدالة والتنمية يرون أن البديل المنافس لحزبهم هو حزب الحركة القومية. كما أشار صاري إلى أنّ تحالف حزب العدالة والتنمية مع الحركة القومية له أهداف سياسية على المستويين الداخلي والخارجي، تماماً كما اتضح من أسئلة المستثمرين الفرنسيين والأجانب.
تحضيرات المعارضة للأول من أبريل
يُعتبر تاريخ الأول من أبريل تاريخاً مهماً في الشأن الداخلي التركي، لما سيحمله من نتائج الانتخابات المحلية التركية ستؤثر بصورة كبيرة على الوضع في تركيا اقتصادياً وسياسياً. ويُعتبر الجانب الاقتصادي من أهم الجوانب التي تنتظر نتائج الانتخابات المحلية في تركيا.
وفي هذا الإطار، قال وزير المالية برات البيرق أنّ الانتخابات المحلية ستعقبها فترة طويلة تمتد إلى أربعة أعوام من دون انتخابات. لذلك، ستحمل نتائج الانتخابات انعكاسات مهمة بالنسبة للمستثمرين الأجانب.
وإذا ما حصل الحزب الحاكم على دعم كبير مجدداً من الجمهور، سيزيد هذا الأمر من حجم الاستثمارات ومن الاستقرار الاقتصادي. وإذا ما حدث العكس، سيُعيد المستثمرون الأجانب حساباتهم وسيعيدون النظر في حجم الاستثمارات التي ينوون ضخها في تركيا.
أما الجانب الآخر، فيتمثل في الجانب السياسي، حيث بدأتْ تحضيرات أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير، لخوض الانتخابات المحلية التركية .
وفي الوقت الراهن، هم ينتظرون بشغف إلى الأول من أبريل/نيسان، ففي حال لم يحققوا النجاح في هذه الانتخابات، سيكون المصير السياسي لرئيسيْ الحزبين؛ كليتشدار أوغلو، وأكشينار، صعباً للغاية.