أصغر فندق بالعالم فكرة أدرنية بصماعة المانية
إن كنت متعطشاً لزيارة سياحية في الشرق الأوسط، حيث الأردن المفعم بخارطته الأثرية والطبيعية، فلا بد لك أن تضع على قائمة جولتك السياحية “زيارة أصغر فندق في العالم”، إنه الفندق السيارة، الذي صُمِّم بفكرة نادرة مشغولة بحلم، وقصة ممزوجة بالإبداع.
إلى الجنوب الأردني، حيث يأتي الزوار من كل بقاع الأرض لزيارة إحدى مدن عجائب الدنيا السبع، إلا أنهم ومنذ ست سنوات أصبحوا يذهبون بعد التمتع في معالم الطبيعة والآثار، إلى المبيت ليلة في أصغر فندق تصل مساحته قرابة الثلاثة أمتار مربعة، والفندق غرفة واحدة، حيث ينام السائح في بطن سيارة فولكس فاغن الألمانية الصنع.
أبو علي الملاحيم، البالغ من العمر 65 عاماً، أصبح “أيقونة” أردنية، بعد أن صنع فكرته وأحيا روح فولكس فاغن الألمانية من جديد، لتكون عنصراً أساسياً في أن يشهد العالم أصغر فندق في قريته الممتدة على جبال الشوبك، والقريبة من كنيسة القلعة.
يقول أبو علي في حوارنا معه، إنه يحب تراث وتاريخ الأردن، ويعلم تماماً أنه سيحقق حلمه بترويج بلاده عالمياً، من خلال سيارة “الصرصور” كما لقّبها، الذي قال إنه يحلم بأن يكون هذا الإنجاز مفرحاً لشركة فولكس فاغن لدعم مشروعه إلى الأفضل.
السفارة الألمانية في الأردن تلتقي بصاحب أصغر فندق في العالم
كمية الفرح كانت كبيرة بتغيير ملامح أبو علي، عندما أخبرنا أن دبلوماسيين ألمان جاؤوا إلى زيارة أصغر فندق، إضافة إلى سياح ألمانيين عشقوا الفكرة، ووعدوا أبو علي بزيارة جديدة، حيث يلتقطون صوراً تذكارية مع سيارة بلادهم، وفكرة جميلة على مستوى العالم، ومعالم طبيعية وسياحية.
فندق بـ300 دينار أردني فقط
في قرية بدأت بعائلتين وكنيسة القلعة على رأس الجبل، رسم أبو علي طريق بيته كمسير جديد للسائحين والزائرين، فالقصَّة عنده لم تكن فكرة تجارية وحسب، بل حول السيارة إلى لوحة فنية، برسم لوحات تعكس تراث اللباس الأردني الشعبي، واختيار مخدات مطرزة وشراشف وردية، وملصقات كرتونية.
هذه التصاميم لا تليق إلا بنزلاء يبحثون عن رقي الغرفة وخيارات أخرى، مثل الفطور والعشاء، وبصنع بيتي يدوي، يشرف عليه أبو علي شخصياً. فقد جمع 300 دينار كلفة مشروعه متكاملاً، لكي يكون فاعلاً في العام 2011.
يقول أبو علي إنه أسس أصغر فندق في العالم بهدف تحسين وضعه المادي، حيث كان يعمل آنذاك كدليل سياحي لقلعة الشوبك، لاسيما أنه يأخذ السائح بعد ليلته الفندقية إلى جولة في وادي الغوير، الذي يمثل غاية في سحر الطبيعة.
إضافات فندقية لا تقدر بثمن
لم يكن في حسبان الزائر الأردني هشام حسين، أن يجد خدمات الفندق بصورة مختلفة عن كل فنادق العالم، إذ يضع أبو علي ثيمة خاصة للخدمات الفندقية، فالسيارة المزركشة بألوان العلم الأردني، يتبعها “كهف ومغارة” في بيت أبو علي، أماكن تراثية وطبيعية دون تصنيع، وقائمة طعام أردني من وجبات فطور وغداء وعشاء لمأكولات أردنية تقليدية.
وعلى قارعة الطريق بجانب الفندق السيارة، تجلس القطع التذكارية والنحاسيات والأحجار الكريمة، في انتظار عشاقها من شتى بقاع العالم.
تسعيرة موحدة ومشروع قانوني وشخصيات مرموقة
بأربعين ديناراً أردنياً، أي ما يقارب الـ56 دولاراً، يستطيع النزيل في فندق الفولكس فاغن الصغير، أن يحصل على مبيت ليلة في قلب السيارة، إضافة إلى خدمات الفطور والغداء والعشاء والجولة السياحية بمعالم الطبيعة.
وينوه أبو علي إلى أن رمزية التواضع في فندقه، ورسالة المشروع الذي يحمل قصة في فكرته، جعلت ثقة شخصيات بارزة مثل وزراء أردنيين وسفراء دول في الأردن يزورون هذا الإنجاز، إلى جانب زيارة مغارة بلدوين التي يستضيف فيها أبو علي نزلاء فندقه، وقد سمَّاها نسبة للملك بلدوين، الذي عاش في القلعة المجاورة في الماضي.
وعود لم تتحقق.. وأبو علي يدعو السفارة الألمانية إلى دعم مشروعه
عندما تحدثنا مع أبو علي عن نسبة السياح الذين يجيئون إلى المبيت في فندقه، قال إن ضعف الدعم للمشروع، جعلني ومنذ ست سنوات أشعر بالإحباط بعد وعود كثيرة قدَّمها لي الكثيرون، إلا أنه تابع قائلاً “أنا لدي حلم، وسيصبح المشروع كبيراً بسيارات فولكس فاغن الصغيرة التي غطَّى عليها الزمن لأحولها إلى سلسلة فنادق صغيرة في أكثر من مدينة سياحية أردنية.
وناشد أبو علي الحكومة الألمانية، بدعم مشروعه، وتحقيق ما يصبو إليه على مستوى العالم، ودعم السياحة التي يطمح إليها، كما وجَّه أبو علي رسالته إلى مدير شركة فولكس فاغن في الأردن، قائلاً “عشقي لسيارة فولكس فاغن جعلني أزينها بلقلب “أصغر فندق في العالم”، فكيف يدعمني مدير الشركة في الأردن؟! وبكلمات بسيطة من اللغة الإنكليزية، التي حاول أبو علي تعلمها لتسهيل التواصل مع الزوار الأجانب من الغرب ومن أوروبا تحديداً، يقول أبو علي إن المشروع لم يصل إلى اهتمام وترويج إلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أنه يجد نجاحه أمراً مؤكداً حتمياً إذا تحقَّق شرط الدعم كما يقول.
يجدد أبو علي فرحته بعد أن رأى فرحة الألمان بمشروعه وتكرار زيارتهم للمبيت في الفندق السيارة، والتمتع برحلة إلى وادي الغوير، الذي التقطنا له صوراً في غاية الروعة والجمال