“أسوشيتد برس”: مرضى الإيبولا في الكونغو يواجهون الخوف والعار في مجتمعهم بعد الشفاء
سلطت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية للأنباء الضوء على عودة الناجين من فيروس إيبولا القاتل إلى ديارهم في الكونغو مع شعورهم بالخوف والوصمة.
وتتذكر ليوني كاهومبو الليلة التي وجدت فيها ابنتها باسكالين (15 عامًا) ظهرت عليها أعراض الإيبولا؛ إذ فقدت الوعي في الحمام وخرج منها الدم في كل مكان.
وقالت “ليوني” للوكالة: “لم تكن قوية بما يكفي لكي تنهض… فطلبت الإسعاف. وفي اليوم التالي وصل خبراء المنزل لتطهيره وعزلنا أنا وأطفالي الثلاثة.”
وشفيت “باسكالين” من المرض اللعين لأنها كانت من أوائل المرضى اللذين تم علاجهم بعقار تجريبي اسمه mAb114 اعتمدته الكونغو مع انتشار وباء الإيبولا.
والآن يتعين على باسكالين وآخرين نجوا من المرض اللعين العودة لمجتماعتهم، حيث من المحتمل أن يواجهوا رفضًا، ولكن قالت طبيبة أتممت علاجها بعد إصابتها بالعدوى: “أشكر الله أني على قيد الحياة.”
وأوضحت والدة باسكالين: “على الرغم من عدم إصابتي بالمرض، إلا أن أصدقائي يخافون مني، لذا اضطريت قضاء يومي أمام التلفاز وعند خروجي أسمع همسات ولمذات.”
ويزور الأطباء النفسيين الأسرة مرتين على الأقل في اليوم لمساعدتهم على التكيف.
وأعلن مسؤول في وزارة الصحة الكونغولية الشهر الماضي تسجيل تسع حالات إصابة بحمى إيبولا النزفية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تشهد تفشيا جديدا للوباء.
ونقل الموقع الإلكتروني لإذاعة “أوكابي” التابعة للأمم المتحدة عن الطبيب قوله “نحن نستعمل كل الوسائل اللازمة للحد من تفشي الوباء في بيني. لا نزال في اليوم الثالث من حملة التصدي (للوباء)، لا يمكننا الجزم بتحقيق تقدم من عدمه لسبب بسيط هو أننا في مرحلة تقييم الأوضاع”.
وكان وزير الصحة أعلن الأربعاء أن شرق البلاد يشهد موجة جديدة من تفشي إيبولا، وذلك بعد أسبوع فقط من إعلان القضاء على موجة سابقة ضربت شمال غرب الكونغو الديموقراطية وأدت الى وفاة 33 شخصا.
وتم رصد الوباء في بلدة مانجينا الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب بيني.
وترزح هذه المنطقة الواقعة شمال إقليم كيفو الشمالية تحت تهديد جماعات مسلحة، من بينها “تحالف القوات الديموقراطية”، ترعب سكان بيني منذ سنوات.
والجمعة أعرب مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية بيتر سلامة عن قلق المنظمة من موجة جديدة لتفشي ايبولا في منطقة تشهد نزاعا. وأكد سلامة “صعوبة محاولة القضاء على تفش لمرض قاتل في منطقة تشهد حربا”.
وبحسب “فرانس برس”، أكد الطبيب ندجولوكو تامبوي باتيه، مدير عام جهاز مكافحة المرض “الأمس (الجمعة) حصلنا على النتائج الأولية للعينات التي أخذت من هنا في بيني”، وتابع “هناك ثلاث حالات إصابة في مستشفى بيني وست حالات أخرى في مانجينا (بلدة على بعد 30 كيلومترا)”.