أسوشيتدبرس: سوريا ساحة معركة للجميع في الحرب والسلام
قالت وكالة “أسوشيتدبرس” الأمريكية ان سوريا ساحة معركة للجميع في حالة الحرب والسلام، وفي الوقت الذي يتحدث فيه قادة العالم عن السلام في الأمم المتحدة هذا الأسبوع يتشبث سكان إدلب بالأمل الهش بأن الدبلوماسية سوف تمنع حدوث معركة تفجيرية على آخر معقل للمتمردين في سوريا.
الدبلوماسية لم تنقذ سوريا
وبحسب الوكالة، أن العمل الدبلوماسي لم ينقذ سوريا حتي الآن والقوي العالمية نفسها التي تحاول التفاوض على نتيجة سلمية في إدلب كانت تستخدم سوريا كساحة معارك بالوكالة لسنوات.
واستعرضت الوكالة الأهداف المتضاربة بين البلدان القريبة والبعيدة للحصول علي حصة في مستقبل سوريا ، حيث تتماسك إدلب أنفاسها مع الحرب الأهلية التي دامت سبع سنوات واصبحت تقترب من نهاية محتملة.
روسيا بمقعد السائق في سوريا
وأشارت الوكالة ان روسيا في مقعد السائق في سوريا، وقلبت القوات الروسية المد في المعركة الدولية ضد المتطرفين لتنظيم داعش وبعد ذلك حسمت موسكو فوز الرئيس بشار الأسد بالانتصار علي المتمردين بإرسالها طائرات حربية وجنرالات ومرتزقة لشل حركة التمرد السورية وتبديدها، وبالتالي لها حصة في مستقبل سوريا وبعد إعادة تشكيل ساحة المعركة السورية فهي تحاول الآن التخطيط للسلام وأدت جهودها السلمية بحانب تركيا وإيران إلي تهميس أو دمج مسارات المفاوضات الغربية الموازية.
وفي الأسبوع الماضي ، أبرمت روسيا صفقة جريئة مع تركيا تتجنب معركة إدلب، على الأقل في الوقت الحالي، وسيسعى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للحصول على دعم أوسع للاتفاق في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع ، ومحاولة حشد الأموال الغربية لإعادة إعمار سوريا المكلفة.
موسكو راعي الحرب الباردة
وتعد روسيا راعي الحرب الباردة في سوريا حيث تريد الحفاظ علي نفوذها في دمشق بمجرد انتهاء الحرب، والحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط وان تبقي مورد مستمر للأسلحة والسلع الروسية، وتبقي بمثابة تحذير للولايات المتحدة وحلفائها من التدخل في مستقبل سوريا، وأعلنت روسيا بصوت عال وصريح عن تزويدها للحكومة السورية أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة من طراز “S-300 “.
تركيا الأمل الأخير للمتمردين
وأوضحت الوكالة أن تركيا الأمل الأخير المتبقي للمتمردين السوريين المنشقين ، لكن نفوذها يتضاءل بعد سنوات من الولاءات المتغيرة، وعملت تركيا بشكل قليل مع روسيا وإيران بشان عملية السلام وعلاقتها مع الولايات المتحدة وأوروبا تتراجع لنقطة منخفضة بشكل استثنائي في ظل قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان،لذلك أنقرة تلعب ضد روسيا والغرب ضد بعضهما البعض.
ولفتت الوكالة إلي كلمة اردوغان أمس في الأمم المتحدة التي تشير رغبة تركيا في تجنب المزيد من اللاجئين ووقف المتطرفين الذين دعمتهم ضمنياً من إقامة معسكر علي الأراضي التركية والأهم من ذلك كله أنقرة تريد إبقاء الأكراد في المنطقة في وضع حرج.
معضلة إدلب أمام انقرة
وتري الوكالة أن إدلب تجسد معضلة تركيا مع استعداد عشرات الآلاف من مقاتلي المعارضة لما قد يمون ىخر موقف لهم، ويقومون بحفر الخنادق وتوضع أكياس من الرمل وتعزيز الكهوف كملاجيء لهم في حالة الهجوم، وأرسلت تركيا تعزيزات لقواتها في إدلب ولكنها لن تحقق الفوز في حالة شن الحكومة السورية وروسيا هجوماً علي إدلب، لذلك ابرمت تركيا صفقة لمدة 11 ساعة مع موسكو من أجل وقف إطلاق النار وانشاء منطقة عازلة حول إدلب قبل عقد اجتماعات الأمم المتحدة هذا الأسبوع.
لعبة طويلة الأجل
وتشير الوكالة إلي ما تريده إيران من سوريا التي تلعب لعبة طويلة الأجل لن تتنازل عنها وهي أقرب حليف لسوريا، فلدي إيران مقاتلين علي الأراضي السورية منذ بداية الحرب وهي لا تنوي الرحيل عن سوريا وترغب بالحفاظ على خطوط العرض لميليشيا حزب الله التابعة لها وإبقاء سوريا متحالفة مع إسرائيل.
وأكدت الوكالة أن إيران لا ترغب في رؤية توسع النفوذ التركي والأمريكي في المنطقة ، وتجادل بأن الغرب قدم الجهاديين بدعم سابق للمعارضة السورية.
وعلي الرغم من ضعف الاقتصاد الإيراني ونفوذها بسبب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية لعام 2015 وبانتظار فرض عقوبات جديدة، إلا أن لدى إيران الوقت الكافي للالتزام بقاء قواتها في سوريا حتى تعود جميع القوات إلى بلادهم.
هدف أمريكا وحلفائها في سوريا
وتوضح الوكالة أن ما تريده الولايات المتحدة وأوروبا والحلفاء الخليجيين وهو الجانب الخاسر في الحرب السورية، ان تحتفط أمريكا بوجود عسكري في المنطقة لضمان القضاء علي المتطرفين في المنطقة ووصول المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين وإلا يكونوا عرضه لهجوم كيميائي.
وأضافت الوكالة أن القوى الغربية التي تناضل لسنوات لخروج الأسد تحاول الآن إنقاذ ماء الوجه من خلال صفقة سياسية تسمح بإمكانية وجود مستقبل في نهاية المطاف بدون الأسد، وقد تقدم الصفقة الروسية التركية ذلك النوع من التغطية، وتحاول الدول الغربية في الأمم المتحدة هذا الأسبوع توسيعها لتشمل الخيارات السياسية.