أسلحة خطيرة ترفض أمريكا تصديرها إلى إسرائيل خوفاً مما ستفعله بها
رغم أنه بإمكان إسرائيل تقريباً شراء ما تشاء من الولايات المتحدة، فإن هناك بعض الأسلحة الأمريكية التي يمكن استخدامها لضرب إيران، لكن واشنطن تمنع تصديرها إلى إسرائيل.
تفرض إسرائيل على نفسها قيوداً فيما يتعلق بشراء بعض الأسلحة الأمريكية لأسباب مالية، في حين تفرض واشنطن بدورها قيوداً على تصدير أسلحة أمريكية إلى تل أبيب؛ إما لعدم تشجيعها على ضرب إيران، وإما خوفاً من أن تنقل الدولة العبرية أسرارها التكنولوجيا إلى خصوم أمريكا، حسب ماورد في تقرير لمجلة National Interest الأمريكية.
وتحصل إسرائيل على الأسلحة الأمريكية بشروط سخية جداً ترتبط بحزم المساعدات الأمريكية. ورغم توافر الأسلحة، يظل على إسرائيل اتخاذ قرارات دقيقة ومدروسة جيداً فيما يتعلق بإنفاق المال.
ومن ثم، لا يمكن أن تمتلك إسرائيل كل ما ترغب فيه، رغم علاقاتها الجيدة والممتدة مع الولايات المتحدة وصناعة الأسلحة.
وفيما يلي، بعض الأنظمة العسكرية الأمريكية التي لا تمتلكها إسرائيل حالياً، ولكن من شأنها تغيير موازين القوة العسكرية في المنطقة إذا حصلت عليها:
سفن القتال الساحلية: تحتاجها بعد اكتشافات الغاز
لفترة طويلة، سعت القوات البحرية بالجيش الإسرائيلي إلى امتلاك سفن حربية أكبر إلى حد ما، من الفرقاطات الحربية القديمة.
ومع زيادة الأهداف الأمنية البحرية لإسرائيل (ضرورة الحفاظ على الحصار المفروض على غزة، وحماية مصادر الطاقة البحرية في ظل اكتشافات الغاز)، أصبحت الحاجة لمثل تلك السفن أكثر إلحاحاً.
وعلى مدار العقد الماضي، درس الجيش الإسرائيلي إمكانية امتلاك نسخ معدلة من تصميمات سفن القتال الساحلية الأمريكية. تلك التعديلات ستجعل لها خصائص مختلفة بشكل كبير، حيث تجعلها أقل قابلية للانفصال وأفضل من حيث الاكتفاء الذاتي عن النسخ الأمريكية.
نظرياً، تبدو الخطة منطقية جداً؛ منصة شبكية عالية السرعة سوف تتلاءم جيداً مع المفهوم التشغيلي للجيش الإسرائيلي.
ولكن تلك التعديلات اللازمة أدَّت إلى ارتفاع تكلفة السفينة الحربية، لتصبح خارج نطاق قدرة إسرائيل. ومع ذلك، قد تتغير المعادلة وفقاً للتغيرات المستقبلية في السوق أو تغيُّر الأولويات بإسرائيل.
المقاتلة الأقوى في العالم «F-22 رابتور»: لماذا أصدرت واشنطن قانوناً مخصصاً لمنع تصديرها لإسرائيل؟
عندما صدر تعديل أوبي، الذي يحظر تصدير المقاتلات «F-22 رابتور»، كانت إسرائيل هي الجهة المعنيَّة بشكل أساسي.
إذ قضت الاعتبارات المحلية في الولايات المتحدة بعدم إمكانية منع إسرائيل من الحصول على المقاتلة رابتور دون فرض حظر شامل؛ خوفاً من نقل إسرائيل تلك المعدات التقنية المتقدمة إلى روسيا أو الصين.
وكان المقصود بذلك أن تظل القوات الجوية الأمريكية هي المتحكم الوحيد في أكثر الطائرات المقاتلة تقدماً بالعالم.
وعلى مر تاريخها، فضَّلت إسرائيل المقاتلات قاذفات القنابل التي يمكنها تحقيق التفوق الجوي وتنفيذ عمليات القصف في الوقت ذاته، ولم تصل مقاتلات رابتور بعدُ إلى أعلى المستويات فيما يتعلق بتنفيذ الغارات والضربات الجوية.
ومع ذلك، اشترى الجيش الإسرائيلي طائرة F-15 عندما كانت لا تزال منصة للتفوق الجوي بشكل رئيسي، ثم أجرت إسرائيل عليها التعديلات اللازمة لتحويلها إلى مقاتلة قاذفة قنابل مدمرة.
وتعلق المجلة الأمريكية قائلة: «وربما تمر الطائرة F-22، التي تخدم احتياجات التفوق الجوي لإسرائيل بشكل كبير، بعملية مماثلة».
قاذفة قنابل طويلة المدى: قد تصبح وسيلة لاختراق الدفاعات الإيرانية
بعيداً عن الهراء الإخباري بين الحين والآخر حول حصول إسرائيل على قاذفات القنابل B-52 الأمريكية، فقد أظهر تصاعد الأحداث الأخير مع إيران إمكانية لجوء إسرائيل إلى استخدام خيار الضربات بعيدة المدى.
وعلى الرغم من قدرة المقاتلات الإسرائيلية F-15 وF-16 على الوصول إلى إيران، مع إعادة التزود بالوقود، فإن المسافة الهائلة ستضع تلك المقاتلات في وضع غير مواتٍ عند محاولة اختراق المجال الجوي المعادي. ولهذا، قد تبدو قاذفة القنابل طويلة المدى B-21 خياراً جذاباً، وهو مشروع آمريكي جديد.
لم تمتلك إسرائيل أي قاذفات قنابل استراتيجية منذ إحالتها بعض طائرات B-17 الأمريكية (القلعة الطائرة) في خمسينيات القرن الماضي.
ولكن الحاجة الملموسة لخيار يمكنه اختراق الدفاعات الجوية الإيرانية حاملاً أسلحة ثقيلة قد يدفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى إعادة التفكير في التزام القرارات الخاصة بطائرات مقاتلة/قاذفات قنابل.
ولكن هل ستفكر الولايات المتحدة قبل تصديرها قاذفات القنابل؟ (والذي سيقع على الأرجح تحت وطأة عديد من القيود القانونية المختلفة والمتعلقة بأنظمة تسليم الأسلحة النووية)، هذا سؤال مختلف تماماً.
القنابل الخارقة للتحصينات: أوباما رفض تقديمها لإسرائيل خوفاً مما ستفعله بها
وما فائدة الطائرات إن لم تكن هناك قنابل لإسقاطها؟
تتناول الشائعات اهتمام إسرائيل بالقنبلة الموجهة بدقة، البالغ وزنها 14.000 كغم، والتي بدأت بالظهور في بداية هذا العقد، وهو ما دفع الكونغرس إلى تداول الأفكار حول نقل الذخيرة والطائرة القادرة على حملها.
تهتم إسرائيل بالقنبلة الخارقة للتحصينات، بسبب قدرتها على «اختراق التحصينات تحت الأرض»، والتي ستمكن إسرائيل من ضرب مخازن ومصانع الأسلحة المدفونة على عمق كبير في إيران وغيرها.
وحتى الآن، رفضت الولايات المتحدة إرسال القنبلة إلى الإسرائيليين، جزء كبير من ذلك يرجع إلى افتقار الجيش الإسرائيلي إلى نظام مناسب لتلك القنبلة. كما كانت إدارة أوباما قلقة من أن منح إسرائيل الأدوات اللازمة لضرب إيران قد يخلُّ بتوازن المنطقة.
ولكن التحولات الجيوسياسية، أو التحولات السياسية الداخلية بالولايات المتحدة، قد تغيّران المعادلة.
غواصة صواريخ باليستية : تريدها أن تعمل بالطاقة النووية
يمكن بالكاد اعتبار قوة الغواصات الإسرائيلية قادرة على تقديم الردع المناسب، حسب وصف المجلة الأمريكية إذ تعتمد إسرائيل بنجاح على مجموعة الغواصات من فئة الدولفين الألمانية.
ولكن يظل من غير الممكن أن تضاهي تلك الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء وتحمل صواريخ كروز طويلة المدى، الغواصات النووية من حيث الأداء والتحمُّل أو الحماية.
لا يعني ذلك أن إسرائيل تحتاج، أو قد تستخدم، شيئاً مماثلاً لغواصات الصواريخ الباليستية من فئة أوهايو الأمريكية العملاقة.
وإنما يظل الخيار الأنسب لإسرائيل هو غواصة أكثر تواضعاً، بعدد أقل من الصواريخ محدودة النطاق، وستكون نافعة جداً للجهود الإسرائيلية الرامية إلى تعزيز قدراتها لتنفيذ «استراتيجية الضربة الثانية». وبإمكان أسطول من أربع غواصات أن يوفر قدرات رادعة لا تُقهر.
ورغم أن إسرائيل تأخذ معظم ما تحتاجه من الولايات المتحدة؛ حتى في بعض النواحي، تتجاوز
القدرات التقنية لجيش الدفاع الإسرائيلي قدرات الجيش الأمريكي. ولكن في نواحٍ أخرى، بإمكان إسرائيل الاستفادة بشكل أكبر من التقنيات الأمريكية.
وتحرص تل أبيب على أن يتم ذلك بأقل عبء مالي، وهو الأمر الذي قد يتحقق مع تطور الاقتصاد الإسرائيلي وفي ظل إدارة أمريكية قدمت للدولة العبرية ما لم تقدمه أي دولة من قبل.