أسباب وطرق علاج قرحة الرحم
تحدث حالة قرحة الرحم عند بعض النساء، عندما تخرج أو تنتشر الخلايا الرخوة والرقيقة المبطّنة لعنق الرحم، والتي تُسمى الخلايا الغدية، إلى السطح الخارجي لعنق الرحم. ففي الوضع الطبيعي تكون الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم خلايا صلبة وتُعرف باسم الخلايا الظِهارية، وهذا ما يمكن أن يجعل عنق الرحم أكثر حساسية من ذي قبل. فما هي هذه الحالة الطبية، وما هي أعراض قرحة الرحم؟
في البداية، لنفهم ما هي أنواع قرحة الرحم..
ينقسم مرض قرحة الرحم إلى ثلاثة أنواع هي:
- التي يكون لونها أحمر بينما يكون لون الرحم الطبيعي أحمر خفيفاً مائلاً إلى الأورغواني، حيث تظهر الإفرازات المخاطية أو المخاطية الصديدية خارجة من فتحة عنق الرحم.
- هي عبارة عن مرحلة متقدمة من مراحل القرحة البسيطة التي يكون فيها ثنيات عديدة مع وجود القرحة.
- تعتبر هذه المرحلة من المراحل المتقدمة جداً من مراحل قرحة الرحم، حيث يتم فيها تجمُّع الإفرازات بين الثنيات الموجودة في الرحم، ما يؤدي إلى حدوث انتفاخات وتبدو القرحة وكأنّ معها حويصلات والتي تسمى حويصلات نوبوث، وعندما تتطور هذه الحويصلات فإنّها تكبر ويزداد حجمها فتتدلى من عنق الرحم، ما يؤدي إلى تكوُّن الزوائد اللحمية لعنق الرحم.
قد تعيق الإصابة بتقرُّحات الرحم الحمل إلى حدٍّ ما، وليس لها تأثير كبير على الحمل ولا تسبب الإجهاض، لكنها تسبب بعض النزف الداخلي، ويجب العلم أن الحمل نفسه قد يسبِّب تقرُّحات في عنق الرحم بسبب التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل، وهذه القرحة لا تؤثّر مطلقاً على صحة الجنين وحياته، وتؤجل الطبيبة علاج القرحة المصاحبة لفترة الحمل إلى بعد الولادة؛ لأن العلاج قد يسبب نزفاً بسبب احتقان العنق.
أعراض قرحة الرحم
في أغلب الحالات، لا تظهر علامات وأعراض عند الإصابة بقرحة عنق الرحم، ولا تعلم السيدة أن لديها هذه الحالة إلا بعد خضوعها لفحص منطقة الحوض عند زيارة الطبيبة المختصة.
أمّا النسبة المتبقية من النساء واللاتي يلحظْن ظهور بعض الأعراض والعلامات المصاحبة لتقرُّح عنق الرحم، فإنّ الأعراض لديهنّ يمكن أن تتدرَّج بين الخفيفة ومتوسطة الشدة، وربما تعاني أُخريات من أعراض أكثر حدة وتسبب الكثير من الانزعاج وعدم الراحة. وفيما يلي ذكر لبعض الأعراض التي يُحتمل إصابة المرأة بتقرحات في عنق الرحم في حال ظهورها:
- تنقيط دموي يحدث ما بين الدورات الشهرية. أو خروج كمية من الإفرازات المهبلية.
- شعور مؤلم خلال أداء العلاقة الحميمة أو بعدها.
- نزف مهبلي خلال أو بعد أداء العلاقة الحميمة، ولا يرتبط هذا النزف بالدورة الشهرية.
- الإحساس بالألم وحدوث نزف دموي خلال عملية فحص الحوض أو بعدها.
- نزف لدى المرأة الحامل خلال آخر شهر من مدة حملها، إذ يُعتبر تقرح عنق الرحم المسبب الأكثر شيوعاً لحصول هذا العرض لدى السيدة الحامل.
لا تعدُّ قرحة عنق الرحم حالة مرضيَّة شديدة الخطورة أو تستدعي القلق والفزع، وهي من أكثر الحالات شيوعاً عند النساء، والعنصر الرئيس المؤدي لظهور أعراض قرحة عنق الرحم المذكورة أعلاه هو الطبيعة الرقيقة والحساسة للخلايا الغديَّة التي أصبحت على سطح جدار عنق الرحم والتي تميل عند تعرُّضها لمحفّز ما أن تقوم بإفراز المخاط بكثرة، وأن تنزف بسهولة أكثر من الخلايا الظِهارية Epithelial Cells.
أسباب قرحة الرحم
السبب الأوّل لقرحة الرحم هو أن بعض النساء يولدن بحالة من التقرُّح في عنق الرحم، لكن هناك من الأسباب التي ربما تؤدي لحدوث حالة تقرُّح عنق الرحم فيمراحل لاحقة من حياة الأنثى وهي بسبب:
- التغييرات الهرمونية: فحدوث التخبُّط والاضطرابات الهرمونية لدى الأنثى ربما يؤدي لتقرُّح عنق الرحم، خصوصاً لدى اللواتي يكنّ في فترة الخصوبة والإنجاب، بينما يُعتبر من الصعب حدوث حالة تقرُّح عنق الرحم لدى السيدات اللواتي دخلن في سن اليأس وانقطع الطمث عنهنّ.
- تناول حبوب منع الحمل: إذ تؤدِّي حبوب منع الحمل إلى التأثير في مستويات الهرمونات لدى المرأة، والتي بدورها ربما تؤدي لحدوث قرحة في عنق الرحم.
- الحمل: يؤدي الحمل لحدوث تغيرات في مستويات الهرمونات لدى الحامل، والذي ربما يؤدي إلى حدوث حالة تقرح عنق الرحم.
الآن وبعدما عرفنا الأسباب.. ما علاج قرحة الرحم؟
لا تُعتبر قرحة عنق الرحم حالة مؤذية ولا تستدعي العلاج الطارئ والسريع. وفي أغلب الحالات لا تظهر أعراض أو علامات تنمّ عن وجود هذه الحالة كما ذكرنا. ويمكن أن تذهب مع الوقت دون أيّ تدخُّل طبِّي أو دون علم السيدة بحدوثها من الأساس.
وفي حال ظهور أعراض قرحة الرحم وتسبّبها بانزعاج وعدم راحة المرأة بشكل مستمر، فهنا سترغبين في علاج هذه الحالة.
في حال كانت السيدة تعاني من ألمٍ أو نزف، يمكن أن تقوم الطبيبة بكيِّ موضع التقرّح Cauterization؛ وهو إجراء طبِّي يقوم من خلاله الطبيب بإزالة الخلايا الغديّة من الجهة الخارجية لعنق الرحم، وتتصف عملية الكي بأنها غير مؤلمة وتحل مشكلةتقرُّح عنق الرحم في أغلب الحالات.
ولكن ربما تحتاج الطبيبة أن يعيد إجراء الكيِّ أكثر من مرة في حال عودة الأعراض مرة أخرى، ويمكن إجراء عملية الكي عن طريق:
استخدام الحرارة بعملية الإِنْفاذُ الحَرارِيّ Diathermy، أو استخدام البرودة عن طريق عملية الجِراحَة البَرْدِيَّة Cryosurgery، أو بتطبيق نترات الفضة Silver Nitrate.
تستطيع الطبيبة إجراء أيٍّ من عمليات الكيّ الثلاث هذه تحت التخدير الموضعي في عيادته، ولا تستغرق عملية التخدير إلا دقائق قليلة.
وبعد إجراء عملية الكي تستطيع السيدة مغادرة العيادة واستئناف معظم أنشطتها اليومية. أما فيما يتعلّق بالآثار الجانبية اللاحقة للعمليّة فمن الممكن أن تشعر السيدة بنوعٍ من الانزعاج والألم البسيط في المنطقة، ويستمر هذا الإحساس من عدة ساعات إلى بضعة أيام.
وأيضاً ربما تخرج بعض الإفرازات أو بعض نقاط الدماء من المهبل بعد العملية، والتي يمكن أن تستمر بضعة أسابيع.
وبعد إجراء عملية الكي يجب إعطاء فترة لعنق الرحم ليُشفى، وخلال هذه الفترة ينصح الأطباءُ النساءَ بتجنُّب الجماع أو استخدام السدادات المهبلية القطنية لحوالي أربعة أسابيع؛ فهذا من شأنه أن يقلل من خطر حدوث العدوى والالتهابات في المنطقة حتى يشفى عنق الرحم.
مراجعة الطبيبة
إذا عانت المرأة من أيٍّ من الأعراض التالية بعد خضوعها لعملية العلاج بالكي، فيجب عليها العودة إلى الطبيبة وإخبارها بها، فقد تشير هذه الأعراض إلى وجود عدوى أو التهاب في المنطقة، أو وجود مشكلة صحية كامنة أخرى غير تقرحات عنق الرحم لدى المرأة، مثل: خروج إفرازات مهبلية برائحة كريهة – نزف حاد وكثيف أكثر مما ينزل عادةً في الدورة الشهرية المعتدلة – النزف المستم