أردوغان واجه التحدي الأكثر خطورة لهيمنته السياسية وشدد قبضته علي تركيا
قالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية أن انتصار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في الإنتخابات يمنحه قوة غير مسبوقة بعد رهانات علي مستوي عال حيث واجه التحدي الأكثر خطورة لهيمنته السياسية وشدد قبضته علي الأمة التي يحكمها منذ 15 عاماً.
فوز أردوغان يجنبه جولة ثانية
وأعلن سادي جوفين رئيس المجلس الأعلي للإنتخابات التركية، فوز أردوغان بعد فرز 97.7% من الأصوات ما يجعله يتجنب جولة ثانية مع منافسه الرئيسي محرم إينسي، بحصول أردوغان علي 52.2% من الأصوات وإينس علي 31%.
صلاحيات واسعة
ويبدأ أردوغان فترة رئاسة جديدة مدتها خمس سنوات مع منحه صلاحيات جديدة واسعة في استفتاء جرى في العام الماضي، وندد منتقدوه ووصفوه بأنه انتزاع صريح للقوة، وفي ظل النظام الجديد ، تم إلغاء مكتب رئيس الوزراء ، وتقليص سلطات البرلمان ، ومنح الرئيس سلطة تنفيذية واسعة النطاق..
وأشارت الشبكة إلي القاء أدروغان خطاب النصر في الساعات الأولي من صباح اليوم الاثنين، من شرفة مكتب حزب العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة مؤكدا أن النصر لتركيا وللأمة التركية في حين اتهم معارضة اينسي وسائل الإعلام ومجلس الإنتخابات بالتلاعب بالنتائج.
تهنئة بوتين
وهنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أردوغان في بيان رسمي، وشدد بوتين علي أن نتيحة التصويت تؤكد بالكامل سلطة أرودغان السياسية العزيمة والدعم الواسع من الشعب التركي له لقيادة البلاد للمهام الاجتماعية والاقتصادية الحيوية التي تواجه تركيا وتعزيز المواقف السياسية الخارجية للبلاد.
هيمنة أردوغانية علي السياسة التركية
وأضافت الشبكة ان أردوغان هيمن علي السياسة التركية منذ صعوده كرئيسا للوزراء في عام 2003 مما أدي إلي تغيير الأمة، وعمل علي تنفيذ سياسات تشجع النمو الاقتصادي المستدام والتنمية، عندما تحدى أسس العلمانية في تركيا عن طريق اقحام المحافظة الإسلامية في الحياة العامة، ودمر المؤسسات العامة من خلال اعتقال الكثير من منتقديه وخاصة بعد الأنقلاب العسكري الفائل في عام 2016.
ولفتت الشبكة إلي أن اردوغان هو من دعا بنفسه لإجراء انتخابات مبكرة قبل 18 شهرا، حيث يواجه معارك على عدة جبهات: الناخبون الأتراك يشعرون بألم التضخم المرتفع ، والهبوط في العملة ، وارتفاع معدلات الفائدة مع تعثر الاقتصاد ، واتحاد المعارضة لأول مرة منذ سنوات ضد اردوغان، وكانت المعارضة تأمل بإن تقسم الأصوات بما يكفي لترك أردوغان بأقل من نسبة 50% من الأصوات.
إحباط المعارضة
بينما رصدت صحيفة “الجارديان” البريطانية النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية بشكل شبه نهائي والتي تشير إلى أن أردوغان حصل على نحو 53 % من الأصوات مقابل 30 % لأبرز منافسيه محرم إينجه.
وقالت الصحيفة أن المعارضة التركية تشعر الآن بإحباط شديد بسبب النتائج، إذ كانت تتوقع أن تثمر جهودها طوال الأشهر الأخيرة في الحشد للانتخابات بدفع أردوغان إلى جولة إعادة أمام إينجه لكن ذلك لم يحدث.
وأشارت الصحيفة إلي تزايد الإحباط في صفوف المعارضة بسبب الإخفاق في إنهاء سيطرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على البرلمان بشكل مستمر منذ نحو 16 عاما لتتواصل هذه السيطرة بالتعاون مع القوميين الأتراك.
أردوغان يصدم المعارضة
وتوضح الصحيفة أن أردوغان صدم المعارضة في أبريل الماضي بالإعلان عن انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لسببين: الأول أن المؤشرات كلها كانت تمنحه فوزا مريحا على منافسيه في ظل المعارك التي يخوضها الجيش التركي في سوريا والانتصارات التي حققها على ما يسميها بـ”الجماعات الإرهابية”.
واضافت الصحيفة أن السبب الثاني هو رغبة أردوغان في فعل شيء لوقف التراجع الاقتصادي المفاجيء في تركيا وتراجع العملة المحلية، مشيرا إلى أن أردوغان أصبح الآن يمتلك بحكم التعديلات الدستورية الأخيرة قوة كبرى يمكنه بموجبها تعيين الحكومة وكبار القضاة والمسؤولين في البلاد.