أخبار سيئة لأردوغان.. اجتماع أوغلو مع جولن يأتي بمنافس مخيف
عقد الرئيس السابق، عبد الله جول، اجتماعا مع رئيس الوزراء التركي وزير الخارجية الأسبق، أحمد داود أوغلو، في أنقرة في 23 أبريل، في وقت يتزايد الحديث عن إمكانية خوض جول، صاحب الشعبية الكبيرة، الانتخابات منافسا لأردوغان.
وذكرت صحيفتا خبر ترك وحرييت أن الاجتماع الذي جاء قبل 61 يومًا من الانتخابات المبكرة والمقرر أن تبدأ في 24 يونيو المقبل، استمر لمدة ساعة.
وقالت مصادر إن الرجلين كانا على اتصال دائم منذ أن تركا مناصبهما الرسمية في الحكومة، لكن توقيت اجتماع 23 أبريل أثار الانتباه.
وذكرت صحيفة أحوال التركية أن زعيم حزب السعادة، تيميل كرم الله أوغلو، يحاول إقناع غول بقبول الترشح للانتخابات الرئاسية، وذلك في وقت تبحث فيه أحزاب المعارضة عن مرشح قوي يستطيع سحب البساط من تحت أقدام أردوغان.
فرصة كبيرة
ونقلت الصحيفة عن دوغان أكين، رئيس تحرير موقع “تي 24” النركي، قوله إن “مصادر موثوقة” أبلغته بأن “تطورات مهمة” تجري بشكل خاص حول ترشيح غول المحتمل.
وذكر أكين أن “فرصة تقدم عبد الله غول كمرشح مشترك لأحزاب المعارضة لم تكن أبدا أعلى من اليوم”.
وأضاف:” لقد أبلغني أشخاص مقربون من الذين يتفاوضون حول هذه النقطة بأن حزب الشعب الجمهوري سيعطي الضوء الأخضر إلى غول إذا تمكن من التوصل إلى اتفاق مع الأطراف (المعارضة) الأخرى؛ إنها خطوة كبيرة”.
وغول هو المؤسس الفعلي لحزب العدالة والتنمية ويتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب وخارجه، حيث اتسمت فترة رئاسته للبلاد بالاتزان والحيادية والتواصل مع كافة التيارات السياسية.
والعلاقة بين غول وأردوغان أصيح يشوبها كثير من الشك، بعد صداقة متينة تمكن من خلالها الأخير من الصعود سياسيا.
ووصل الأمر بينهما إلى توتر فعلي، عندما عارض غول مشروع قانون اقترحه أردوغان يعطي حصانة غير مقيدة لمدنيين قاموا بأعمال عنيفة لصالح السلطة لدى محاولة الانقلاب في يوليو 2016.
وعلى جانب آخر، يرى مراقبون أن رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، الذي ينظر له كمهندس الحزب الحاكم حتى استقالته من رئاسة الحزب عام 2016، ليس على علاقة جيدة بأردوغان الذي كان قلقا من تصاعد شعبيته خلال رئاسته للوزراء لمدة عامين.
وبسبب توتر مع الرئيس الذي كان يطمح في توسيع صلاحياته، دعا داود أوغلو إلى مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية في 5 مايو 2016، وتقدم باستقالته كرئيس للوزارء ورئيس للحزب.
واعتبر مراقبون أن بإعلانه إجراء انتخابات مبكرة في يونيو، يكون أردوغان، قد لجأ إلى الخيار الأكثر فاعلية من حزمة خيارات كانت متاحة له لتحقيق هدفه بإقامة نظام رئاسي قوي يتمتع بسلطات تنفيذية كاسحة.
لكن مجرد الحديث عن توجه ما لغول لدخول المعترك الانتخابي، وبدعم محتمل أيضا من داود أوغلو، يعد سببا كافيا لإثارة القلق في دائرة الرئيس الحالي.
فالرجل يملك قاعدة كبيرة من المؤيدين داخل الحزب، وقد يعني ترشحه انقساما في الحزب الحاكم، مما سيمثل تهديدا حقيقيا لطموحات أردوغان.