أحدث جُزر العالم تُحير العلماء
أصيب علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) بالحيرة عندما نزلوا على شاطئ واحدة من أحدث الجزر في العالم بسبب وحل طيني «غريب» فشلوا في معرفة مصدره.
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، فقد نزل علماء وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لأول مرة على إحدى أحدث الجزر في العالم، واكتشفوا أن الكتلة الأرضية التي تكونت قبل ثلاث سنوات مغطاة الآن بوحل غامض ولزج، جنباً إلى جنب مع الحياة النباتية والطيور.
أحدث الجزر في العالم بركانية بدولة تونغا
نشأت الجزيرة البركانية في المحيط بدولة تونغا منذ ثلاثة أعوام، وهي واحدة من ثلاث جزر جديدة فقط ظهرت في الـ150 سنة الماضية وظلَّت موجودة لأكثر من بضعة أشهر.
كان دان سلايباك من مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا يتوق إلى زيارة الموقع البعيد، لأن العلماء ما زالت معلوماتهم غير وافية حول كيفية وسبب تكوّن جزر جديدة. زار فريق من ناسا في أكتوبر/تشرين الأول الجزيرة، بعد دراسة سابقة اعتمدت على صور الأقمار الصناعية فقط، وذكر سلايباك بالتفاصيل ما توصلوا إليه في منشور على مدونة ناسا.
تكونت أحدث الجزر في العالم من ثورات على حافة كالديرا (فوهة بركانية ضخمة) أسفل المياه في أوائل عام 2015، وظلت بلا اسم، مع أنه أحياناً يُشار إليها باسم هونغا تونغا هونغا هاباي، نسبةً إلى اسم الجزيرة المجاورة التي نشأت هي الأخرى من ثورة بركانية.
هبط سلايباك وفريقه على ما بدا لدى الأقمار الصناعية كأنه شاطئ من الرمال السوداء، لكنه في الواقع يتألف من الحصا بحجم حبة البازلاء مما جعل المشي عليها مؤلماً.
كانت الحياة النباتية في بداية ترسيخ جذورها، ومن المحتمل أن البذور أسقطتها الطيور المحلقة في الأعلى، وكذلك بدأت بومة المصاصة تبني عشها على الجزيرة الحديثة، بالإضافة إلى المئات من عشش طائر خرشنة غبساء.
وحلٌ لزج حير علماء وكالة الفضاء الأمريكية
لا يزال الوحل اللزج فاتح اللون الذي يشبه الطين واكتشف في أحد الجزر في العالم «يحير» سلايباك وفريقه، فيما يتعلق بطبيعته ومما يتكون ومن أين أتى.
وقال: «في صور الأقمار الصناعية، يمكنك رؤية تلك المادة فاتحة اللون. إنه وحل طيني فاتح اللون. إنه لزج للغاية. حتى أننا عندما شاهدناه لم نعرف حقاً ما هو، وما أزال حائراً قليلاً بشأن مصدره، فهو ليس رماداً».
جُمعت عينات من الصخور من أجل تحليل المعادن، وقد نُشرت وحدة GPS عالية الدقة وطائرة بدون طيار لتقدير ارتفاع الجزيرة وإجراء مسح للأرض الجديدة غير المأهولة عن كثب.
وقال: «لقد ذهلت حقاً من مدى روعة وجودي هناك بشخصي لأشاهد بنفسي هذا المنظر، فالمشهد يوضح لك ما يحدث في هذا المنظر الطبيعي».
ومن المقرر أن تبدأ الآن عملية رسم خريطة ثلاثية الأبعاد عالية الدقة في أحدث الجزر في العالم ، ويهدف سلايباك وفريقه إلى العودة في العام المقبل لإجراء مزيد من الدراسات.
تشير التقديرات الأولية إلى أن الجزيرة قد تبقى على قيد الحياة حتى 30 عاماً وذلك قبل أن ترضخ لضغوط المحيط.