أبو الغيط : وعد بلفور خطأ تاريخي مشين وليس مناسبة للاحتفال
استقبل أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير الفلسطيني جمال الشوبكي، مندوب فلسطين لدى الجامعة وسفيرها بالقاهرة، والذي أنهى مهمته بمصر بعد سنواتٍ من العمل في خدمة القضية الفلسطينية من هذا الموقع.
وقال الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الأمين العام قدم الشكر للشوبكي علي أدائه الرفيع لمهامه خلال عمله مندوباً لفلسطين لدى الجامعة، خاصة في ظل تحديات وصعوبات ضخمة تشهدها الأوضاع السياسية والأمنية في العالم العربي.
وذكر المتحدث أن اللقاء كان مناسبة للحديث عن مسألة وعد بلفور وما تثيره في النفس العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً من شجون ومرارة، وإدانة الجامعة لكل مظاهر الاحتفاء به من جانب الأطراف التي تقوم بذلك ، بالتعاون مع إسرائيل، في بريطانيا.
وقال إن الأمين العام أكد خلال اللقاء علي ما سبق وأن أعرب عنه من أن خطاب بلفور وما فيه من تعهدات إنما يُمثل ذروة الانحياز الدولي ضد الشعب الفلسطيني، ويُعد تجسيداً لعدم الاكتراث بحقوقهم التاريخية في أرض فلسطين، مؤكداً أن تورط بريطانيا في إعطاء هذا الوعد لا ينبغي أن يُمثل أبداً مناسبة للاحتفال أو أن يكون سبباً للشعور بالفخر أو التباهي لأنه يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق شعبٍ بأكمله.
وأضاف المتحدث الرسمي أنه بغض النظر عن الملابسات التاريخية التي صاحبت اصدار هذا الخطاب، فإن من شهد ما تسبب فيه الصراع العربي-الإسرائيلي من ويلات وفظاعات وآلام خلال مائة عام لا يُمكن أن يشعر بالفخر أو الاعتزاز بدوره في تقديم تعهد أسهم في خلق وتأجيج الصراع على النحو الذي شهدناه؛ مشيراً الي أنه كان من المتوقع والمأمول أن تستقبل بريطانيا ذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور بإعلان اعترافها – دون إبطاء – بدولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 باعتبار أن المُراد البريطاني الأصلي من وعد بلفور قد تحقق بقيام الدولة الإسرائيلية على أراضي فلسطين تحت الانتداب، ولكن دون أن تصبح دولة حقوق متساوية لكل مواطنيها بل بؤرة صراعٍ وتوتر في المنطقة بأسرها.
وقال المتحدث أن الأمين العام في المقابل يستشعر الرضا والتقدير لمشاعر كل البريطانيين الذين لا يستشعرون الفخر بتلك المناسبة ويدعون حكومتهم الي السعي لإنفاذ التعهد كاملاً والاعتراف الفوري بدولة فلسطين المستقلة خاصة في ضوء مسؤوليتها التاريخية.
تجدر الاشارة الي أن الأمين العام لجامعة الدول العربية بعث برسالة خطية إلى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عبر من خلالها عن استهجانه لقيام بريطانيا بإحياء ذكرى وعد بلفور، داعياً الحكومة البريطانية إلى اغتنام هذه الذكرى لإعلان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك تماشياً مع رغبة الشعب البريطاني نفسه كما ترجمها التصويت في مجلس العموم لصالح الاعتراف بدولة فلسطين.