أبوالغيط يكشف «كواليس 6 أكتوبر»: «هيهات.. سنمضي في الصدام المسلح»
هنأ أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، القيادة المصرية والقوات المسلحة والشعب بالذكرى السادسة والثلاثين لتحرير أرض سيناء.
وتحدث أبوالغيط، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، السبت، عن دور الدبلوماسية المصرية في تحقيق الانسحاب الكامل من سيناء، مضيفا: «بعد الهزيمة في حرب 1967 وبعد خروج الشعب المصري في كل الميادين والشوارع للتعبير عن رفضهم للهزيمة وللاحتلال، تحركت القيادة المصرية وقتها في اتجاهين وهما إعادة الثقة للقوات المسلحة مرة أخرى بالإضافة إلى تزويدها بالأسلحة الحديثة وإفراز قيادات عسكرية جديدة، ومن جانب آخر تم التحرك على المستوى الدبلوماسي».
وقال أبوالغيط- الذي كان من ضمن الفريق الدبلوماسي المكلف بالتفاوض لانسحاب إسرائيل- إن التحرك الدبلوماسي نتج عنه إصدار قرار من الأمم المتحدة تضمن عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وإنهاء كل حالات الحرب وانسحاب إسرائيل، والبحث في قضية اللاجئين الفلسطينيين والحق في المرور بكل المجاري المائية.
وأشار إلى أنه تم أيضا التفاوض مع أطراف دولية مختلفة من أجل مواجهة التعنت الإسرائيلي في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، موضحا في الوقت ذاته أن التحرك الدبلوماسي اقترن بالتحرك العسكري، حيث قامت القوات المسلحة بصد هجمات إسرائيلية كثيرة أبرزها معركة رأس العش، فيما قامت القوات البحرية بتنفيذ عمليات منها تفجير ميناء إيلات الإسرائيلي وغيرها من العمليات الأخرى التي قامت بها القوات المسلحة في حرب الاستنزاف.
ولفت أبوالغيط إلى أن الخبراء السوفيت خرجوا من مصر مما شجع الولايات المتحدة على فتح قنوات للاتصال، ودارت مفاوضات ممتدة استمرت 6 سنوات، شاركت فيها أنا ولم يتحقق الهدف، حيث إنهم تحدثوا عن عودة السيادة المصرية إلى سيناء ولكنهم رددوا أن هناك احتياجات للأمن الإسرائيلي ولم يفصحوا عن المقصود بهذه الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية ولا مبرراتها.
وأضاف أن مصر ذهبت إلى مجلس الأمن مرة أخرى، مطالبة بتفسير للقرار 242، حيث تم تقديم مشروع قرار في يوليو 1973، استخدمت الولايات المتحدة ضده حق الفيتو في مواجهة 14 دولة، تماما مثلما حدث في موضوع القدس 21 ديسمبر 2017، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي في هذا الوقت تحدث إلى وزير الخارجية المصري محمد حسن الزيات في نيويورك بأنكم هزمتم ومن يهزم يدفع الثمن، ليس لدي وقت أضيعه في الشرق الأوسط، وعليكم أن تقبلوا الأمر الواقع، وتصل الرسائل إلى الرئيس السادات والقيادة المصرية، وتم عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي المصري يوم 30 سبتمبر، والذي نتج عنه محضر يمثل العزم الشديد على الإرادة القتالية وصلابة المصريين والقدرة على المواجهة .
وأشار إلى أن المحضر نص أيضا على أن هذا الجيل من المصريين عليه أن يسلم الأجيال القادمة أرض سيناء خالية من الاحتلال، وتم وضع الخطة بعبور قناة السويس وتوجيه أقصى ضربة إلى العدو واسترجاع جزء من الأرض المغتصبة.
وأوضح أنه في يوم 6 أكتوبر 1973 اتصل وزير الخارجية الأمريكي بوزير الخارجية المصري وقال له: «عليكم أن تسحبوا القوات لأن النتائج لن تكون في صالحكم وسوف تخسرون»، فرد عليه وزير الخارجية محمد الزيات: «هيهات.. سوف تمضي مصر في الصدام المسلح»، إلى أن توقف القتال يوم 28 أكتوبر 1973 .
وأضاف أمين عام الجامعة العربية: «لقد كتبت في يومياتي بشأن هذا الأمر كنت اعمل مع مستشار الأمن القومي المصري في ذلك الوقت، ولقد حققت القوات المسلحة المصرية المهمة الموكلة إليها وهو تغيير الوضع السياسي والتوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط بوجود قوات مسلحة قادرة على الجانب الآخر في سيناء، ووجود قوات جوية مصرية قادرة يمكن أن تضرب إسرائيل بالإضافة إلى أن الوحدات البحرية المصرية متواجدة في مدخل باب المندب لكي تغلقه وتقول لإسرائيل لا معنى لوجودكم في شرم الشيخ لأننا نتواجد في مدخل البحر الأحمر».
وتابع: «تحركت الأمور، وحدث فض اشتباك أول، وفض اشتباك ثان في 1975، ولكن تتوقف العملية السياسية لأسباب خارجة عن الإرادة المصرية، ويفكر الرئيس السادات كثيرا ثم يقول سوف آخذ المبادرة مرة أخرى ومثلما فعلنا في العبور سوف نعبر إلى السلام عبر مبادرة السلام لتنطلق العملية السياسية مرة أخرى».
وأشار أبوالغيط إلى أنه كان متواجدا في هذا التوقيت داخل أطقم العمل الدبلوماسي، قائلا: «ثم يأتي رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإسماعيلية ليقابل الرئيس السادات في 25 ديسمبر 1977 ويقدم له مشروع اتفاقية مصرية إسرائيلية تقول إن السيادة لمصر حتى حدود 1906 أي حدود مصر مع فلسطين تحت الانتداب، أي أنهم يعترفون بحدودنا مثلما هي على مدى تاريخنا ولكن يقولون أيضا ل��ينا 3 قواعد جوية في شرق سيناء (اوفيرا -ايتام- اتزيون) وسنحتفظ بها، ولدينا مستوطنات على شاطئ البحر المتوسط في العريش ومابين العريش ورفح فيها 10 آلاف مواطن إسرائيلي سيبقون فيها وسيطبق عليهم القانون الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن كل الطرق شرق سيناء سوف تستخدم من قبل القوات الإسرائيلية في دوريات لتأمين هذا التواجد، والحركة ستكون فقط لعرب مصريي سيناء.. أما بقية الشعب المصري لا حق له في العبور».
وأضاف: «أخذنا فترة مفاوضات شاقة للغاية في القدس، ومصر وكامب ديفيد وبريطانيا وألمانيا والنمسا، لإقناع الإسرائيليين بأن هذه المطالب لا يمكن القبول بها آخذا في الاعتبار أنني على ثقة كاملة أن الفرقة 21 مازالت متواجدة، والفرقة الرابعة ومدفعيات الجيش الثاني والفرقة السادسة عشرة والفرقة التاسعة عشرة لاتزال موجودة، قائلا (عليكم كإسرائيليين القبول بالإرادة المصرية على كافة أراضي سيناء وأن تعاد سيناء إلى مصر خالية من كل الوجود الأجنبي)، وتم الانسحاب على 6 مراحل».
وأوضح أنه في 6 أكتوبر 1981 سقط الشهيد أنور السادات، لافتا إلى أن إسرائيل ترددت وقالت هل نمضى في طريق الانسحاب والتسليم لمصر بمطالبها السابقة أم أن نوقف الانسحاب ونجمد معاهدة السلام، مضيفا أن القيادة الجديدة بمصر التي تسلمت المسؤولية تحركت بحذر وحكمة وفرضت انسحاب إسرائيل في 25 إبريل عام 1982 ورفع العلم المصري عاليا.
وحول الإرهاب وسيناء.. قال أبوالغيط: «سوف تنجحون بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والشعب المصري والقوات المسلحة»، معربا عن ثقته في أن إرادة القتال والتصميم سوف تفرض الهزيمة على خوارج العصر، وسوف يعاد بناء سيناء وتنميتها.
وحول ما تردد عن الأوهام التي صدرت ابتداء من 2003 حتى 2006 والتي تقول «دعونا نتبادل معكم أراضي»، أكد أبوالغيط أن سيناء سوف تبقى بكاملها أرضا مصرية لكل أبناء مصر وسوف تنجح مصر وفي سنوات قادمة في إحداث نقلة نوعية غير مسبوقة سواء في سيناء أو في قلب مصر.