أبرز محطات قمة مجموعة العشرين
من التصريحات الساخرة الى إعلان الزيارات المفاجئة إلى الاعترافات الصريحة حول البيان الختامي، حملت قمة مجموعة العشرين لهذا العام بعض المفاجآت في موازاة ارتياح نجم عن الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في ما يأتي محطات وتصريحات بارزة طبعت القمة التي عقدت في مدينة اوساكا اليابانية واستمرت يومين:
– هدنة تجارية –
شكّل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ المنتظر منذ وقت طويل والذي انتهى بالتوصل لهدنة تجارية بين العملاقين الاقتصاديين، قمة داخل القمة.
ومع انتهاء القمة، أعلن ترامب ما انتظره الجميع “عدنا إلى المسار الصحيح”، واصفا المباحثات مع شي بـ “الممتازة”.
وتكشفت تفاصيل قليلة حول ما اتفق عليه الزعيمان، بعيدا من التزام باستئناف المفاوضات التجارية ووقف فرض الرسوم، ما منح الاقتصاد العالمي متنفسا.
– ملف التغير المناخي الساخن –
وفي قمة كان من المتوقع أن يطغى عليها ملف التجارة، اثبت التغير المناخي أنّه سيظل ملفا ساخنا لفترة طويلة خصوصا مع تصريح الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إنّ الملف يعد “خطا أحمر” بالنسبة اليه حتى قبل أن تبدأ القمة.
لكن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر صرّح ساخرا “خطوطي ليس لها ألوان”، قبل أنّ يعلن موافقته على الحاجة الى إجراءات أكثر صرامة.
وتوصلت الدول الـ19 الى اعلان في شأن المناخ باستثناء الولايات المتحدة، وذلك بعد مفاوضات طويلة وشاقة بسبب محاولة الولايات المتحدة عرقلة الإعلان الذي اتخذ شكلاً مماثلاً لإعلاني قمتي مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017 وبوينوس آيريس عام 2018. وهو ما اعتبر انتصارا ولو خجولا.
وقال ماكرون بعد القمة “تجنّبنا التراجع ، لكننا يجب أن نمضي أبعد من ذلك”.
– كوريا الشمالية بدل إيران –
مع تصاعد التوتر في الخليج، كان من المتوقع أن تكون إيران محورا أساسيا في القمة وفي اللقاءات الثنائية، لكنها بالكاد ذُكرت، خصوصا مع سرقة ترامب للأضواء بتغريدة مفاجئة عن كوريا الشمالية.
وقال ترامب “إذا رأى زعيم كوريا الشمالية كيم هذه الرسالة، يمكنني أن أقابله على الحدود/المنطقة المنزوعة السلاح لمجرد مصافحة يده والقول مرحباً!”، داعيا كيم جونغ اون الى مصافحة تاريخية في المنطقة التي تقسم الكوريتين وتحمل رمزية كبيرة.
وجاءت تغريدة ترامب قبل توجهه الى كوريا الجنوبية، مؤكدا أنّه “لن تكون هناك أي مشكلة ” في إمكان عبوره الحدود نحو كوريا الشمالية.
– ترامب مرتاح –
شخصيا، تعامل ترامب بمودة مع قادة العالم الذين لا يتردد في انتقادهم في تغريدات ومقابلات، لكنه بدا مرتاحا جدا برفقة بعض قادة المجموعة الأكثر اثارة للجدل وبينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتبادل الزعيمان حديثا ساخرا عن “الأخبار الكاذبة”، وحين سُئل ترامب عما إذا كان سيطلب من نظيره الروسي عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2020، التي ترشح لها رسمياً، استدار نحو بوتين وعلى وجهه ابتسامة ساخرة، وقال له “لا تدخّل في الانتخابات أيها الرئيس”، ثم كرر “لا تدخّل”، ملوحاً بسبابته. فابتسم بوتين، وهو يسمع الترجمة.
وتعامل ترامب في أوساكا أيضاً بمودة شديدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحدث معه خلال التقاط الصورة الجماعية، بعد أيام من نشر خبيرة لدى الأمم المتحدة تقريراً يشير إلى تورط بن سلمان في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
ووقف ترامب مشيرا بإبهامه اثناء التقاط صورة مع الرئيس البرازيل جايير بولسونارو، الذي يصفه البعض بأنه “ترامب الاستوائي”.
– “لا أحد يقرأ البيانات” –
أمضي المفاوضن الليل بطوله في محاولة للتوصل لاتفاق على البيان الختامي الذي حذر من أن “التوترات التجارية والجيوسياسية تتصاعد”، متبنيا اللهجة نفسها التي وردت في بيان اصدره وزراء مالية المجموعة في وقت سابق هذا الشهر وبعد مفاوضات شاقة ايضا.
وبخصوص المناخ، تبنت 19 دولة “عدم التراجع” عن اتفاق باريس في حين كرّرت واشنطن عزمها على الانسحاب من الاتفاق.
وقال يونكر في تصريح جريء وصريح اثناء سير المفاوضات “لست الشخص الوحيد في هذه الغرفة الذي لا يقرأ البيانات. في الواقع لا أحد يقرأ البيانات