آلاف المغتربين السودانيين يفضلون القاهرة على الخرطوم
باتت العديد من الأسر السودانية، من المهاجرين في الغرب، أو المغتربين المقيمين بدول الخليج العربي، تفضل الاستقرار أو قضاء العطلات بالعاصمة المصرية القاهرة، بدلا عن الخرطوم لأسباب متباينة.
وتشير إحصائيات، غير رسمية، إلى استقرار عشرات الآلاف من الأسر السودانية في مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، فضلا عن العائلات التي تأتي لقضاء العطلات السنوية والأعياد.
وأفادت مصادر “سكاي نيوز عربية” بأن عائلات سودانية بدأت الانتقال للعيش في القاهرة، حيث يملك عدد من المغتربين عقارات سكنية في أحياء مختلفة بالعاصمة المصرية وضواحيها مثل الرحاب ومدينتي القاهرة الجديدة والمهندسين والعجوزة وفيصل وعين شمس ووسط البلد.
الخدمات
ويقول عدد من السودانيين المقيمين بالقاهرة، استطلعت “سكاي نيوز عربية” أراءهم، إنهم يفضلون السفر إلى مصر لأسباب تتعلق بغلاء المعيشة في السودان، وجودة الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية بمصر.
وفي اتصال مع “سكاي نيوز عربية”، قال فريد إدريس، الذي اتخذ من القاهرة مقرا لإقامة أسرته، إن هناك عدة أسباب وراء اختيار القاهرة بدلا من الخرطوم، على رأسها تكاليف المعيشة الأقل.
ويرى إدريس أن الخدمات التعليمية والصحية في مصر أقل تكلفة وأكثر جودة من السودان، مما أغرى الكثير من السودانيين للعيش في مصر.
كما أن أسعار تملّك الشقق أو الايجار في القاهرة أرخص، وبمواصفات أفضل من مثيلاتها في السودان، الأمر الذي شكّل عامل جذب قوي لكثير من أبناء جنوب وادي النيل.
وبدوره، يرى محمد يوسف المقيم في القاهرة، أن مصر أصبحت جاذبة للكثير من السودانيين، بسبب غلاء المعيشة في العاصمة السودانية، وسوء خدمات أساسية مثل الصحة والتعليم والصرف الصحي وسبل النقل.
وأشار يوسف إلى أن تكلفة أسعار العقارات ساهم بشكل كبير في جعل القاهرة وجهة رئيسية لكثير من السودانيين في الداخل والمغتربين بدول الخليج، مشيرا إلى أن الكثير من العائلات السودانية باعت أملاكها في بلدها وتملكت شقتين في العاصمة المصرية، واحدة للإقامة وأخرى لتأجيرها والاستفادة من قيمة الإيجار.
العلاج
ولفت يوسف إلى أن جودة الخدمات العلاجية لعبت دورا كبيرا في جذب السودانيين للعيش في مصر، إذ أن هناك أعدادا كبيرة من المرضى يحتاج علاجهم لفترات طويلة، مثل مرضى السرطان والفشل الكلوي، يفضلون الاستقرار بالقاهرة، بسبب جودة الخدمات العلاجية وانخفاض أسعارها، مقارنة بالخرطوم.
يشار إلى أن أرقام غير رسمية قدرت أن أكثر من مليوني سوداني قضوا شهر رمضان الماضي في مصر، كما سهّل فتح المعابر البرية بين البلدين في زيادة عدد السودانيين المسافرين إلى مصر.