آلاف المتطوعات الفلسطينيات من الداخل يشاركن في مهرجان العمل العاشر «القدس أولا»
لبى الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني خاصة من النساء نداء الحركة الإسلامية لخدمة القدس والمسجد الأقصى تجهيزًا لشهر رمضان المبارك من خلال معسكر «القدس أولاً» للسنة العاشرة على التوالي وبالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية. امتاز المعسكر هذا العام بالإقبال الواسع من فلسطينيي الداخل من المثلث والنقب والجليل والمدن الساحلية ومن أهالي القدس.
وشهدت مدينة القدس والحرم القدسي الشريف حضورًا وحشدًا جماهيريًا غير مسبوق حيث سيرت فروع الحركة الإسلامية 100حافلة محملة بالمتطوعين من الرجال والنساء والأطفال، إضافة إلى مئات المشاركين الذين وصلوا بمركباتهم الخاصة.
الحضور فاق كل التوقعات
وردا على سؤال «القدس الغربي» أشارت مدلين عيسى مسؤولة الحشد للمعسكر ومديرة مشروع قوافل الأقصى، الى ان الحضور هذا العام فاق كل التوقعات إذ زاد عن الـ 6000 متطوع من 50 بلدة فلسطينية. وشملت أعمال المعسكر عدة مشروعات وورشات من أعمال صيانة ونظافة وترتيب في قبة الصخرة والمسجد القبلي والأقصى القديم والمصلى المرواني وتخطيط الساحات وباقي المرافق لاستقبال المصلين في الشهر الفضيل، بالإضافة إلى باقة من الفعاليات الترفيهية الثقافية التربوية للأطفال من كافة الأجيال. كما شمل المعسكر ترميم بعض المدارس والروضات والعديد من البيوت في البلدة القديمة وحي سلوان الذي يتعرض لمضايقات المستوطنين ليل نهار.
وقالت إن من أهم مشروعات المعسكر هذا العام العمل في مقبرتي اليوسفية وباب الرحمة اللتين تم تنظيفهما وصيانة مداخلهما خاصة قبور الصحابة الكرام.
كما أوضح الشيخ صفوت فريج ـ رئيس جمعية الأقصى ونائب رئيس الحركة الإسلامية لـ«القدس العربي» أن هذا يوم من أيام الوفاء لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ويأتي هذا المعسكر تعبيرًا على أننا نحن في الداخل الفلسطيني وأهلنا في القدس يد واحدة أمام محاولات التهويد والتهجير لأهلنا المقدسيين. وتابع «هكذا نحفظ القدس والمسجد الأقصى المبارك وهكذا نصون هذه الامانة».
وأوضح محمد سواعد مدير جمعية الأقصى ان المعسكر هو تأكيد عملي لحقنا الإسلامي والعربي الفلسطيني في الأقصى والقدس الشريف، وهو تعبير عن انتمائنا للقدس والأقصى المبارك وتعزيز لأواصر المحبة والتواصل مع أهلنا في القدس. وأضاف «وها نحن نعلن للعالم ومن خلال هذا العمـل الجبار إن هـوية الـمسجد الأقصى وهويتنا إسـلامية عربية فلسطينية».
اما الدكتور منصور عباس رئيس القائمة العربية الموحدة فاعتبر ان معسكر «القدس أوّلا»ً لهذا العام يحمل رسالة خاصّة مُميّزة، وذلك على ضوء مَوضَعة القدس في قلب الحدث بعد قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، ورسالتنا واضحة وهي أن القدس ستبقى لُب القضية الفلسطينية والأقصى قلبها، وهذه السواعد أتت لتقول لا تنازل عن القلب النّابض للقضية الفلسطينية، وقضية المسلمين الأولى. وأضاف «ونحن الدرع الواقي للقدس والأقصى أمام هجمة الخنق والتّهويد ليس قولاً فقط بل بالعمل» .
وأكد النائب سعيد الخرومي الذي شارك وعمل في معسكر «القدس أولا» انه «رغم أنّ أهلنا في النقب يتعرضون لعشرات أوامر الهدم يومياً إلا أنهم أتوا اليوم بعشرات الحافلات إلى المسجد الأقصى المبارك ليقولوا إنّ حالنا في النقب والقدس واحد وهمنا وهمكم واحد وكيفما أنّ النقب يتعرض للتخطيط والتهويد، فمدينة القدس تتعرض لبرامج تهويدية ممنهجة لطمس معالمها الإسلامية والمسيحية، فهذه رسالة واضحة أنّ النقب سيبقى صامداً كما أهلنا في القدس».
وفي مؤتمر صحافي قال النائب عبد الحكيم حاج يحيى أمس ان «القدس أولاً لأن القدس هي على رأس سُلَم أولوياتنا وهذا المهرجان الخيري لم تغب عنه الرسالة التمكينية الاقتصادية فإن تجوال الآلاف اليوم في الأسواق فور انتهاء ورشات العمل هو الآخر نوع من أنواع العبادة ودعم لصمود المقدسيين».
العمل النسائي في المعسكر
كذلك أوضحت مديرة الأعمال النسائية في المعسكر ومديرة مؤسسة الفرقان أسيل قراعين صرصور ان «الحضور النسائي لهذا العام كان ملفتا، مرجحة ان عددهن قد زاد عن ثلثي المتطوعين، حيث عملت المتطوعات من خلال قرابة الـ 20 ورشة».
وقي الجانب الثقافي أضاف سامر بدوي المسؤول الثقافي في المعسكر ومدير مؤسسة مهارات انه رغم أن الشرطة حاولت عرقلة الورشات الثقافية ومصادرة بعض الرسومات للأطفال إلا أنّ أعمال المعسكر شملت هذا العام الجانب التوعوي والتربوي للأجيال الناشئة حتى ترتبط عاطفتها وفكرها بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو تعزيز للانتماء للقدس والأقصى، فالأقصى والقدس عقيدة وهوية. منوها انه أقيمت أكثر من 15 ورشة تربوية ترفيهية للأطفال من المرضى ومرافقيهم في مستشفى المقاصد، بالإضافة إلى حلقات ثقافية فنية من قِبَل مرشدي ومتطوعي مؤسستي القلم والفرقان الذين مرروا هذه الفعاليات للأطفال الذين أتوا مع أهاليهم من البلاد المختلفة واختتمت هذه الورشات بجولات تعريفية حول معالم المسجد الأقصى المبارك.
وفي المؤتمر الصحافي لخص غازي عيسى المدير الإعلامي للمعسكر ومدير عام جمعية الإغاثة: «للعام العاشر على التوالي ننظم هذا المعسكر تهيئة لاستقبال المصلين والمعتكفين في شهر رمضان المبارك، وهذه مناسبة لنؤكد على وجوب شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك، وان لا نترك ساحاته خاوية سواء في شهر رمضان أو غيره».
كما أوضح عيسى ان الهدف من وراء المعسكر تنمية روح التطوع والعطاء من خلال المساهمة في تجهيز المسجد الأقصى لشهر رمضان المبارك، كما أنها رسالة لأهلنا في مدينة القدس أننا معكم ولن نخذلكم في مواجهتكم للمحتل. وهذا ما أكده الدكتور علي الكتناني رئيس جمعية الإغاثة متحدثاً باسم المؤسسات التي شاركت في المعسكر قال :» شاركت كافة مؤسسات الحركة الإسلامية اليوم في المعسكر وفي التحضير له وسنستمر بإذن الله في العمل في مدينة القدس والمسجد الأقصى رغم كل العراقيل التي تواجهنا في الطريق وندعو أهلنا جميعًا في الداخل للالتفاف حول جمعية الأقصى ومشاريعها وخاصة في شهر رمضان المبارك.كما شكر كافة المؤسسات المشاركة في المعسكر القدس أولاً العاشر جمعية الأقصى، وجمعية الإغاثة، ومؤسسة الفرقان، ومؤسسة القلم ومؤسسة صمود ومؤسسة مهارات». وفي المؤتمر الصحافي شكرت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني كافة الأهل من الرجال والنساء والأطفال الذين حضروا وساهموا في إنجاح هذا اليوم الكبير من كافة أنحاء ربوع الوطن الفلسطيني. كما شكرت طواقم الطوارئ والإسعاف وعيادة الأقصى والاتحاد المقدسي للمسعفين العرب ومنسق طواقم الإسعاف حافظ جبارة.