آخر مناظرة رئاسية بينهما.. إليكم توقعات المواجهة الأخيرة بين ترامب وبايدن، وكيف بدت الاستعدادات لها
يتواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس 22 أكتوبر 2020، مع منافسه الديمقراطي جو بايدن في مناظرة متلفزة أخيرة في ناشفيل بولاية تينيسي قبل 12 يوماً من الانتخابات الرئاسية في الرابع من شهر نوفمبر المقبل.
كانت المناظرة الأولى بينهما في نهاية سبتمبر الماضي في كليفلاند بولاية أوهايو انتهت إلى فوضى عارمة وتبادل اتهامات بين المرشحين، ما دفع لجنة المناظرات الرئاسية إلى إجراء تعديلات لتجنب تكرار ما وقع في المناظرة الأولى.
الخوف من تكرار الفوضى: المرشح الديمقراطي (77 عاماً) الذي يتقدم في استطلاعات الرأي، وصف الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة (74 عاماً) بأنه “كاذب” و”عنصري” و”مهرج”. ورد رجل الأعمال السابق: “إنه لا يمت إلى الذكاء بصلة”، في اشارة الى بايدن.
لكن، حسب وكالة الأنباء الفرنسية، لا شيء يدل حالياً على أن اللهجة ستكون هذه المرة لائقة أكثر أو بناءة، رغم أنه سيتم وضع حاجز زجاجي بين المرشحين بسبب وباء كوفيد-19.
كما أن ترامب الذي يتخوّف من أن يصبح رئيساً شغل ولاية واحدة، كثف في الأيام الماضية هجماته الشخصية على نزاهة منافسه، مؤكداً أن عائلة بايدن هي “مؤسسة إجرامية”.
لتجنب الفوضى التي سادت المناظرة الأولى، سيتم قطع ميكروفون المرشح الذي لا يكون دوره في الكلام.
ترامب قال مساء الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول، من البيت الأبيض: “أعتقد أن هذا أمر غير منصف”، مكرراً من جانب آخر انتقاداته للصحافية كريستن ويلكر التي ستدير المناظرة. وقد اتهمها بأنها “يسارية ديمقراطية متصلبة”.
استند الرئيس بذلك إلى واقع أن والدي هذه الصحافية البالغة من العمر 44 عاماً ديمقراطيان.
كما رفض ترامب إجراء مناظرة افتراضية مع خصمه الديمقراطي في 15 أكتوبر، وهي صيغة تم اقتراحها لتجنب مخاطر العدوى بعدما أصيب الرئيس الأمريكي بفيروس كورونا المستجد مطلع الشهر.
أوباما يدخل على خط المواجهة: حرصاً منه على تطبيق استراتيجيته التي تتمحور على تواجد دائم على الأرض، شارك الرئيس الأمريكي مساء الأربعاء في تجمع انتخابي في كارولاينا الشمالية.
من جهته بقي بايدن لليوم الثالث على التوالي في منزله في ديلاوير، وليس هناك على برنامجه أي لقاء انتخابي عام.
لكن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما كان في الواجهة بعد أشهر من حملات افتراضية. وقال أوباما من فيلادلفيا: “أنا لا أبالي باستطلاعات الرأي”، مذكّراً بأن هذه الاستطلاعات توقعت في 2016 فوز هيلاري كلينتون بالرئاسة قبل هزيمتها المفاجئة أمام ترامب.
كما أضاف أنه يومها “بقي الكثير من الناس في منازلهم، وكانوا كسالى وراضين عن أنفسهم. ليس هذه المرّة! ليس في هذه الانتخابات!”. وقال: “هذا ليس تلفزيون الواقع. هذا هو الواقع والبقية منّا تعيّن عليها أن تعيش مع عواقب (ترامب) الذي أثبت أنه غير قادر على أخذ هذه المهمّة على محمل الجدّ”.
وشن هجوماً حاداً على ترامب: لكنه دان أيضاً ـ”درجة انعدام الكفاءة والتضليل” لدى الإدارة الحالية، معتبراً أن “كثراً كانوا قد بقوا على قيد الحياة لو قمنا بالأمور الأساسية”. وتابع أوباما: “نحن غير قادرين على تحمّل هذا الأمر لأربع سنوات إضافية”.
تابع أول رئيس أسود للولايات المتحدة هجومه على ترامب خلال الكلمة التي ألقاها في التجمّع الذي نظّم على طريقة “درايف إن”، حيث بقي المناصرون داخل سياراتهم في مجمّع رياضي في المدينة.
فيما قال الرئيس السابق إنّ ترامب “غير قادر على أن يأخذ مهامه الرئاسية على محمل الجدّ”، داعياً ناخبي بايدن إلى التصويت بكثافة وعدم “الاكتفاء” بالتقدّم الذي تظهره الاستطلاعات.
إذ تعوّل حملة بايدن على “نجومية” أول رئيس أسود للولايات المتحدة وشعبيته لزيادة الإقبال على التصويت في صفوف الناخبين الشباب والمتحدرين من أصول إفريقية، والذين يعدّون شريحة أساسية من شأن كسب الديمقراطيين تأييدها أن يعزّز بشكل كبير حظوظهم بالفوز بالرئاسة.
الرئيس يرد على أوباما: تطرق ترامب من غاستونيا في ولاية كارولاينا الشمالية حيث عقد تجمعاً انتخابياً الأربعاء، بشكل مقتضب إلى دخول سلفه باراك أوباما على خط الحملة الانتخابية، مؤكداً أن هذا نبأ سار. وقال ساخراً: “لم يقم أحد بحملات لصالح هيلاري الخبيثة أكثر من باراك أوباما”.
يؤكد الرئيس الأمريكي منذ عدة أسابيع لكن بدون أدلة تدعم أقواله، أن عائلة بايدن ضالعة في الفساد، ودعا وزير العدل إلى التحقيق في ذلك. ومحور هجومه الأعمال التي قام بها هانتر بايدن، نجل المرشح الديمقراطي، في أوكرانيا والصين فيما كان والده نائباً للرئيس خلال عهد أوباما بين 2009 و2017.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن، أدلى أكثر من 42 مليون أمريكي بأصواتهم وفق المنظمة المستقلة “إيليكشنز بروجيكت”، ويشكّل هذا الرقم نحو 30% من إجمالي المقترعين في انتخابات 2016.