آخر جماعة من المعارضة السورية في الغوطة تتفاوض لوقف حملة الجيش
قالت جماعة جيش الإسلام،آخر جماعة من مسلحي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، يوم الاثنين إنها لا تزال تسعى للتفاوض من أجل وقف حملة الجيش نافية تقريرا روسيا أشار لاستعداد الجماعة لمغادرة المعقل الواقع قرب دمشق.
ووافقت باقي الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية على تسليم الأراضي التي تسيطر عليها عبر صفقات تمت بوساطة موسكو حليفة الحكومة السورية وهو ما يعني أن الرئيس السوري الأسد حقق أكبر انتصاراته منذ عام.
لكن لا تزال جماعة جيش الإسلام مسيطرة على بلدة دوما. وقال حمزة بيرقدار المتحدث باسم هيئة أركان جيش الإسلام في رسالة عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي إن المفاوضات لا تزال جارية دون التوصل إلى اتفاق نهائي حتى هذه اللحظة.
وكان ضابط روسي قال يوم الاثنين إن الجماعة أشارت خلال محادثات إلى استعدادها للتخلي عن أسلحتها. لكن بيرقدار نفى صحة هذا الكلام مضيفا أن أي محاولة لإجبار المعارضة على المغادرة سيكون لها عواقب وخيمة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن مسلحي جيش الإسلام اشتبكوا مع الجيش السوري على إحدى الجبهات في دوما يوم الاثنين. وأضاف أن الجيش أطلق قذائف داخل البلدة.
بموجب الصفقات الروسية غادرت منذ يوم الخميس عشرات الحافلات المنطقة وعلى متنها الآلاف من مسلحي جماعات أخرى من المعارضة وعائلاتهم وغيرهم من المدنيين الذين لا يرغبون في العيش مجددا تحت سلطة نظام الأسد. وتوجهت الحافلات إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سوريا.
واصطف عدد كبير من الحافلات يوم الاثنين عند مفترق طرق انتظارا لنقل آلاف آخرين إلى المناطق الواقعة في شمال البلاد.
وخرج المعارضون من عربين وزملكا وعين ترما وجوبار منذ توصل جماعة فيلق الرحمن يوم الجمعة إلى اتفاق لتسليم المنطقة التي كانت واقعة تحت سيطرتها.
* الحافلات تغادر
وبحلول منتصف نهار يوم الاثنين امتلأت أكثر من 40 حافلة بالمغادرين ليلحقوا بمجموعات أخرى كانت غادرت تلك المناطق وشريطا آخر منفصلا في بلدة حرستا حيث توصلت المعارضة لاتفاق يوم الخميس.
وأظهرت لقطات نقلها التلفزيون الرسمي يوم الاثنين أربعة أطفال ينظرون من نافذة إحدى الحافلات التي كانت تستعد للرحيل وحافلة أخرى تمر من أمام لوحة إعلانية ضخمة عليها صورة والد الأسد الذي حكم سوريا من عام 1971 حتى عام 2000.
وعرض تلفزيون أورينت الموالي للمعارضة لقطات لقافلة، كانت غادرت الغوطة الشرقية في وقت سابق، لدى وصولها إلى مدينة إدلب. وقفز الناس من الحافلات تاركين وراءهم أطفالا وكمية كبيرة من الأمتعة بينما وقف بالقرب أحد المسلحين وهو يضع بندقيته على كتفه.
وتعهدت روسيا بضمان سلامة مسلحي المعارضة لكن الجماعات المسلحة قالت إنها لا تثق في أن موسكو ستحميها.
وحققت الحكومة السورية سلسلة من الانتصارات منذ دخول الحرب عام 2015 ووقوفها في صف الأسد ولجوئها في أحيان كثيرة إلى تنفيذ عمليات حصار وقصف لإجبار المعارضة على الاستسلام.
وستمثل السيطرة الكاملة على الغوطة الشرقية أكبر انتصارات الأسد منذ طرد المعارضة من حلب في ديسمبر كانون الأول 2016 رغم استمرار تحصن مسلحي المعارضة بمناطق في شمال غرب وجنوب غرب سوريا.
واتهمت دول غربية وجماعات حقوقية دمشق وموسكو بتنفيذ عمليات قصف عشوائي استهدفت بنية تحتية مدنية وتضمنت استخدام براميل متفجرة وغاز الكلور وقنابل حارقة.
وتنفي دمشق وموسكو ذلك وتقولان إن الهجمات ومنها الحملة الساحقة ضد الغوطة الشرقية، والتي بدأت يوم 18 فبراير شباط، ضرورية لتحرير المدنيين من قبضة الإسلاميين المتشددين ووقف الهجمات بقذائف مورتر على مناطق تسيطر عليها الحكومة.