موقع السفارة الأمريكية في القدس..وكيفية تأمين ألف دبلوماسي وضابط مخابرات أمريكي..نقلها يستغرق أربع سنوات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقع أمرا تنفيذيا يقضي بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، مفجرا مشاعر غضب عربية وإسلامية وعالمية وتوقعات بردود فعل غاضبة.
وفي ظل المخاوف والتحذيرات الأمنية من تداعيات هذا القرار يتساءل الكثيرون عن موقع السفارة الجديدة وأين ستكون وكيف سيتم تأمين أكثر من ألف دبلوماسي وضابط مخابرات أمريكي يعملون بها.
ويتوقع أن توجد السفارة في منطقة قريبة من مبنى القنصلية الأمريكية، وهي ستكون على أراضٍ إما محتلة بطبيعة الحال، وإما منهوبة.
وسلطت صحيفة واشنطن بوست، الضوء على عملية نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والتي رغم إشارتها إلى أنه لم يُحدد أي موقع حتى الآن، وأن الأمر سيستغرق سنوات، إلا أنها أكدت أنه سيتم النظر في المواقع الواقعة على الجانب الغربي من الخط الأخضر قبل عام 1967.
أربع سنوات لنقل السفارة
وتوضح أنه وفي إشارة إلى تعقيدات هذا التحول، أكد مساعدو البيت الأبيض أن ترامب سيوقع تنازلا آخر لمدة ستة أشهر يحافظ على الموقع الحالي للسفارة في تل أبيب، لأن عملية نقله ستستغرق ثلاث أو أربع سنوات على الأقل.
ولم يحدد المسؤولون الأمريكيون أي موقع محتمل للسفارة الجديدة حتى الآن، لكن الأمر سيحتاج سنوات للتخطيط والبناء لمواجهة المخاوف الأمنية لحوالي ألف دبلوماسي يعملون ويقيمون في السفارة وتأمينهم سيتطلب خطط أمنية ومواقع محصنة.
ومن المقرر أن يتم إنشاء السفارة ووجيمع المقرات الخاصة بالدبلوماسيين في القدس الغربية حتى لا يتم المساس بحقوق الفلسطينيين في القدس الشرقية.
من جهته، قال مسؤول ثالث في الإدارة الأمريكية أن إعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها لم يتطرق إلى التسوية النهائية للسلام.
فندق سوفيتي بجوار القنصلية
ويشير تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” صادر في عام 1995، عندما أدصر الكونجرس قراره بنقل السفارة، إلى أن الولايات المتحدة بدأت في استكشاف مواقع القدس الممكنة، وقد عثرت على موقع في حي تالبيوت الجنوبي.
ووفق تقرير لقناة “إسرائيل الثانية” في عام 2016، يوجد استطلاع لأكثر من موقع لنقل السفارة الأمريكية، منها “الفندق الدبلوماسي” في حي تالبيوت، وهو مجاور لمجمع القنصلية الأمريكية في القدس.
لكن هذا الفندق لن يكون متاحا حتى عام 2020، لنه يسكنه عدد من اليهود كبار السن من الاتحاد السوفيتي السابق.
ثكنات ألنبي الأقرب للسفارة
الموقع الثاني المحتمل للسفارة قد يكون قريبا من مبنى القنصلية الأمريكية في “14 شارع ديفيد فلاسر”، الذي يقع في أرنونا، على بعد أقل من 20 دقيقة سيراً من موقع “ثكنات ألنبي” سابقاً، وفق القناة الثانية الإسرائيلية.
وفي يناير 2017، تلقى مقاولو البناء في الأحياء القريبة من القنصلية الحالية الأمريكية في تالبيوت مكالمات مؤخراً من مشترين محتملين يبحثون عن منازل فاخرة للأميركيين.
السفارة الأمريكية ستقام على رض مسروقة
لكن صحيفة “تايم أوف إسرائيل” أشارت في تقرير سابق إلى واشنطن استأجرت قبل عقود أرضا، في منطقة تالبيوت على زاوية شارع هبرون وشارع دانيل يانوفسكي، لإقامة السفارة عليها حتى قبل صدور قرار الكونجرس بنقل السفارة عام 1995.
ورغم أن هذه الأرض مهجورة حاليا ولا يهتم بها أحد، إلا انه قد يبدأ العمل بها قريبا.
تعود قصة هذه الأرض لزمن الانتداب البريطاني عندما كانت موقعا لثكنات “ألنبي” على اسم الجنرال البريطاني أدموند ألنبي الذي أدار قاعدة عسكرية هناك. لاحقاً، أقام الاحتلال محطة لشرطة الحدود في هذا الموقع.
في الثمانينيات، قام سياسيون أمركيون، بقيادة السيناتور الجمهوري جسي هلمز، بتشجيع الإدارة الأمريكية على إعلان القدس عاصمة إسرائيل وعلى نقل السفارة إلى المدينة.
في عام 1988، تم تمرير قانون يدعو إلى بناء “منشأتين دبلوماسيين” أمريكيين في تل أبيب والقدس.
في الأيام الأخيرة لرئاسة ريجان، في 1989، وقّع كل من سفير الولايات المتحدة في إسرائيل ويليم براون ونائب مدير ومدير دائرة أراضي إسرائيل موشيه جات على اتفاقية تأجير إسرائيل تلك القطعة من الأرض للولايات المتحدة.
وتبلغ مساحة قطعة الأرض التي جرى استئجارها في القدس – بحسب اتفاقية 1989 – نحو 31250 مترًا مربعًا، وتقع في الحوض رقم 30113، ويبلغ سعر إيجارها دولارًا واحدًا سنويًا، لمدة 99 عامًا قابلة للتجديد، على أن تقيم الولايات المتحدة على هذه الأرض منشأة دبلوماسية أمريكية في القدس الغربية”.
وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقت إبرام العقد أن يظل الهدف من العقد مُبهمًا، بينما طالبت إسرائيل الولايات المتحدة بتعهد صريح ينص على أن مشروع العقد سيكون سفارة.
ويشير فلسطينيون أن 70% من مساحة الأرض ملكية خاصة لـ76 لاجئًا فلسطينيًا من المالكين الأصليين للأرض، وأصبح لهم ضمن ورثتهم 90 مواطنًا أمريكيًا من أصل فلسطيني، والجزء الباقي من مساحة الأرض وقف إسلامي صادرته إسرائيل عام 1948. ويبلغ مجموع عدد ورثة المالكين الأصليين لهذه الأرض استنادًا إلى قانون الإرث الإسلامي ألف وارث.
وكانت هذه الأرض التي تعرف بمعسكر ألنبي مؤجرة من مالكيها الفلسطينيين إلى حكومة الانتداب البريطانية، وحصل المؤلف على اتفاقيات إيجار بين حكومة الانتداب البريطانية والمالكين الفلسطينيين لقسائم هذه الأرض متضمنة عروض دفعات الإيجار التي قدمها البريطانيون إلى المالكين الأصليين، فضلًا عن وجود شهادات تسجيل لهذه القسائم وفقًا للسجلات العقارية العثمانية والانتدابية البريطانية وخرائط عثمانية وبريطانية لموقع قسائم هذه الأرض محل النزاع التي تدعي إسرائيل ملكيتها بعد شرائها من البريطانيين.